الثلاثاء 23 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الوباء والتريند والعدالة الناجزة

الوباء والتريند والعدالة الناجزة

تُعلمنا الحياة كل يوم درسًا جديدًا.. ومن دروس الحياة تخلص التجربة إلى أن حياتنا قصيرة ونحن ضعفاء.. نسير بستر الله علينا ليس لنا من الأمر شىء.. فقط نسعى فى الدنيا قدر المستطاع نحاول ونجتهد، وحتى نتسابق من أجل الطموح والارتقاء بأنفسنا وأولادنا. 



نحاول أن نكون من المجدين فى تلك الحياة الصعبة  قدر الإمكان نجعل الله  مطلعًا على أحوالنا  نرضى بما كتبه الله علينا فى الحياة الدنيا. 

قسمة الله دائمًا عادلة يعطى بسخاء ويمنع فى أحيان أخرى وعادة يكون المنع فى أصله منحًا واختبارًا.. لن نحصل على كل ما نريد فى الحياة فلقد خُلق الإنسان فى كبد، يعنى فى تعب ومشقة، مهما كنت غنيًا ومهما كنت فى منصب وصاحب جاه وسلطان تظل ضئيلًا وضعيفًا أمام قدرة الله.. ومهما تقربنا إلى الله بالحمد والشكر على نعمه التى لا تعد ولا تحصى لن نوفى حقه علينا.. ولن تنتبه  إلا إذا خانتك صحتك وتعرضت إلى ضربات موجعة تفقد فيها السيطرة على نفسك فتخر على الأرض مغشيًا عليك  فلا تشمت فى مرضٍ أو موتٍ حتى ولو كان الشخص عدوًا لك. 

الأعمار والأرزاق قد كتبت فى صحيفة كل إنسان، لن تموت حتى تستوفى رزقك وعمرك.. لن تأخذ شيئًا لم يكتب لك، ولن تنال ثانية واحدة على عمرك الذى كتبه الله عليك، هذه مقدمة لسؤال عميق بمناسبة الأمراض والأوبئة التى تضرب العالم خلال السنوات القليلة الحالية.. فيروسات لم نكن نسمع عنها قبل ذلك.. أوبئة فتاكة تضرب البشر فى شتى أنحاء الكرة الأرضية «فيروس» متحور إلى العديد من الفيروسات التى لا ينجو منها أحد.. والسؤال هل ينتهى العالم بأيدى البشر؟ وهل سيأتى وقت قريب تنكشف الحقيقة وما تعرضنا له على مدار عدة سنوات من وباء بفعل فاعل؟. 

أتابع يوميًا ما يدور على السوشيال ميديا والبث المباشر الذى ينقله بعض مراسلى المواقع والصحف فى كثير من المحافظات من رصدى لمشاهدات متعددة خلال الأسابيع الماضية لحظات الآتى: أهم ما تبحث عنه المواقع على الشوشيال ميديا «التريند» بعيدًا عن نقل الأحداث والأخبار المفيدة للناس والمجتمع.. ما الفائدة التى تعود علينا من مشاهدة بث مباشر لشاب فى إحدى المحافظات يتسلَّق ماسورة «مجارى» من الدور الأول وحتى الدور الثالث ويصفه من ينقل تلك البشاعة والخزى الصحفى بأن الشاب رجل خارق للعادة يستطيع أن ينزل ويصعد داخل منور المنزل دون الحاجة إلى مواسير الصرف، للأسف صحافة بالية ومشاهد مؤسفة تنقل وتؤصل فكر الحرامية واللصوص الذى نشاهده فى أفلام الأبيض والأسود.. “وهلم جراً” فى نفس السياق نقل بث مباشر لرجل يأكل ضفادع وثعابين،وآخر يجلس فى البانيو وتضع عليه زوجته وابنه  لوحًا من الثلج حتى يصبح «تريند» ماذا يحدث داخل المجتمع المصرى؟ كيف وصل بنا الحال إلى هذا السفه وتلك التفاهة. 

الفيس بوك مزدحم «بالخيبة الثقيلة» بعيدًا عن نقل الصور الإيجابية ومساعدة الغلابة والمحتاجين فى القرى ومراكز المحافظات.. لماذا لا نسلط الضوء على النماذج المشرفة من الأطباء وأطقم التمريض والنشاط الصادق للمسئولين أو حتى عمليات التراخى للبعض منهم؟. 

هل انتهت معظم مشاكلنا فى المستشفيات وفى المحليات وفى حياتنا بصفة عامة؟ أعتقد أنكم فشلتم فى الرسالة الحقيقية لمهنة الصحافة والإعلام.  أنحنى بكل إجلال واحترام إلى منصة الحكم والعدل فى كثير من القضايا التى أثيرت مؤخرًا على مواقع التواصل وهى كثيرة أهمها المرافعة البليغة للسيد المستشار الجليل 

بهاء المرى عندما أعطى درسًا إنسانيًا وقانونيًا للجميع فى القضية الشهيرة للشاب الذى أرسل شخصًا لأخته يحاول الاعتداء عليها بسبب الميراث وقد تم الحكم على الجانى وقدم للمحكمة فى أسرع وقت بالإضافة إلى الحكم الذى صدر ضد بلطجى إمبابة الذى لطم أخت زوجته أمام أطفالها فى الطريق وأخذ جزاءه فى أيام معدودة كان فى السابق تأخذ مثل تلك القضايا شهورًا طويلة حتى يتم الحكم فيها وغيرها من القضايا التى روعت الرأى العام مثل قضية قاتل الإسماعيلية الذى فصل رأس مواطن أمام أعين الناس وقضية الشخص الذى أحرق أخته بسبب الميراث وغيرها من القضايا التى تم الحكم فيها بعدالة ناجزة.. أرجو أن تساهم الصحافة ومن يعملون فيها خاصة المراسلين فى المحافظات على القضايا والأحداث التى تنشر الأمن والطمأنينة عند المواطنين بعيدًا عن الإسفاف الذى نراه يوميًا عن الخيانات الزوجية والبث المباشر فى وقائع لايصح ولا يجوز أن يشاهدها الرأى العام من أجل التريند.  تحيا مصر