الأربعاء 13 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
التعصب الرياضى

التعصب الرياضى

أصبح المناخ الرياضى فى مصر جدليا وعصبيا أكثر منه فنيا ومهاريا وظهر التعصب الكروى فى أقبح صورة فى الملاعب وعلى منصات التواصل الاجتماعى حتى بات يهدد باستمرار الألعاب الرياضية بمفهومها الأنسانى والرياضى الجميل الذى ألفناه فى الماضى القريب. 



ويعود الأصل فى كلمة التعصّب إلى السّلوك المضطرب غير القانونى وينسب إليها الشغب وأعمال التّخريب والتعنّت بالرّأى والجدل فى كلّ شيء يخصّ المتعصّب له، فهى ظاهرة تدفع بصاحبها إلى عدم قبول الحقّ عند ظهور الأدّلّة الكافية وذلك بناءً على الجانب الذى يميل إليه، وهى ظاهرة قديمة وحديثة ترتبط بالعديد من المفاهيم لعلّ أبرز جوانبها فى الوقت الحالى هى التعصّب الرّياضى،

 ففى السبعينيات من القرن العشرين بدأت هذه الظّاهرة تنتشر فى المملكة المتّحدة وتفشّت فيما بعد بين الأوساط الرياضيّة العالميّة، وقد تدفع ظاهرة التعصّب الرياضى بالجماهير إلى إحداث أعمال شغف تؤدى لاستخدام العنف وتتسبب ببعض الأحيان إلى العديد من الإصابات والقتلى فى سبيل لا شىء.

 التعصّب الرّياضى فى كرة القدم والمشاركة فى عنف كرة القدم يمكن إرجاعهما إلى عدد من العوامل التى تدفع المرء إلى هذا الأمر، وتتعلّق بالتفاعل والهويّة كما أنّ التعصّب الرياضى ينتج عن العلاقات العاطفيّة القويّة من المشجع للفريق الذى يشجعه، ممّا يساعد على تعزيز الشّعور بالانتماء والهويّة التشجيعيّة، إضافة الى قلة الوعى ووسائل الإعلام والقيادة العشوائية غير الحكيمة لروابط المشجّعين، ولا تزال  الهتافات الهجوميّة بين روابط المشجعين شائعة حتّى اليوم ، فشغب كرة القدم هو سلوك غير منظّم وعنيف ترتكبه الجماهير، وعادةً ما يكون ذلك بناءً على وجود عصابات تولّد فيما بينها صراعات من النوع العقيم. 

ويمكن تعريف التعصب اصطلاحًا بأنّه: شُعور داخلى يجعل الإنسان يتصوّر نفسه أنه على حق، وأن الآخرين على باطل، ويقوم بإظهار هذا الشعور على شكل مواقف وممارسات مُتزمِّتة، كاحتقار الآخرين، وعدم الاعتراف بإنسانيتهم، وحقوقه والتعصب الرياضى، يمكن القول  بأنّه مرض الحب الأعمى لفريق، أو جهة رياضية مُعيَّنة، وفى الوقت نفسه هو مرض الكراهية العمياء للفريق المنافس، وأنصاره، وتمنّى الضرر لكلّ ما يتعلّق بالنادى الخصم؛ فالشخص المتعصب رياضياً يُحب نادِيَهُ المُفضَّل محبّةً مُبالَغًا فيها، تجعله يغفل عن الحقائق، وقد يتنازل عن كثير من مبادئ التعامل مع الآخرين؛ بسبب تعصُّبه لناديه المُفضَّل وهناك العديد من الأسباب التى قد تؤدى إلى نشوء حالة من التعصب الرياضى عند الأفراد، وأهم هذه الأسباب التصرُّفات التى تسىء إلى رابطة الجماهير فى الأندية و تنشئة الأطفال على التعلُّق بنادٍ مُعيَّن والأنانيّة، وعدم قبول الرأى الآخر، أو تقبُّل النقد الإيجابى ونقص الثقافة الرياضية لدى العديد من المُشجِّعين وجود القدوة من الإداريّين والرياضيّين فى الأندية، حب إيذاء الآخرين، واستغلال اللقاءات الرياضية لتحقيق ذلك و تؤدى الضغوطات التى يتعرَّض لها الفرد من قِبل المجتمع، والأصدقاء، والأسرة، إلى ممارسة مظاهر لفت الانتباه، والتصرفات الخاطئة التى قد يشعر بأنّها نوع من التنفيس وأحيانا تزيد وسائل الإعلام المختلفة المقروءة، والمسموعة، والمرئيّة حدّة التعصُّب الرياضي، من خلال التحيُّز لإحدى الفِرق الرياضيّة، ووجود صراع تنظيمى فى الأندية، والاتّحادات الرياضية وعدم الإلمام الكافى بالمعانى الحقيقية للتنافس الرياضى الشريف. عدم التمتُّع بصفة الروح الرياضية لتقبُّل الخسارة.