الثلاثاء 23 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
فى التأنى السلامة

فى التأنى السلامة

الإنسان هو صنيعة الله عز وجل، خلقه الله لكى يعمر الأرض، وقد كرم الله البشر وجعلهم من المقربين إليه بوصفهم فى قوله تعالى:«ولقد كرمنا بنى آدم وحملناهم فى البر والبحر ورزقناهم من الطيبات» وهذا التكريم عادة يكون بتمييز بنى البشر بالعقل وحسن التصرف فى معظم المواقف التى نواجهها فى حياتنا، هذه المقدمة كان لابد منها بعد الحوادث المتفرقة التى شهدتها معظم الطرق خلال الأسبوع الماضى، وقد شاءت الظروف أن شاهدت حادثة الأسبوع الماضى على محور بنها - شبرا بسبب «الشبورة» وشاء حظى أن أذهب  مع بعض الحالات إلى المستشفى ورأيت مشهدًا رهيبًا لشابين أصيبا فى الحادث وقد استشهدا وفارقا الحياة قبل الدخول إلى المستشفى. 



حوادث الطرق الأخيرة تحتاج إلى وقفة من الجميع حتى لا تحصد أرواح أعز ما نحب.. لماذا لا نغلق الطرق.. ولماذا فقدنا ثقافة الحذر على الطرق وأصبحنا نلقى بأنفسنا إلى التهلكة، تعويضات ضحايا حوادث السيارات خلال العامين الماضيين بلغت ما يقرب من 400 مليون جنيه هذا الرقم حسب آخر الإحصائيات الأخيرة. 

وقد شهد النصف الأول من عام 2021، تحولًا فى جسامة الحوادث على الطرق المصرية، بعد  وقوع 700 حالة وفاة فى 72 حادثًا فقط، ما يعنى أن عدد الوفيات فى كل حادث يقترب من 10 أفراد ، معدل الوفيات ارتفع بصورة لافتة للنظر والعودة إلى 4 سنوات ماضية، كان عدد المتوفين والمصابين فى الحوادث متساويًا، أما الآن أصبح عدد الوفيات يفوق الإصابات بشكل كبير وهذا يستدعى وقفة ولا يجوز أن نوجه اللوم للدولة التى أسهمت فى رفع التصنيف المصرى إلى درجة مرتفعة بعد اعتماد المنظمات العالمية للطرق المطابقة للمواصفات القياسية فى مصر وهى طفرة لم تحدث من قبل بشهادة الجميع. 

غالبية الحوادث الأسبوع الماضى كانت ناتجة عن السرعات الجنونية، وتجاوز الأرقام المقررة على الطرق وعدم الانتظار عند نزول الشبورة الكثيفة على معظم المحاور والطرق السريعة.

شاهدت تقريرًا نشرته  منظمة الصحة العالمية عن إصابات المرور وحوادث الطرق  قد وصلت إلى أرقام مفزعة، وصلت إلى ملايين من حالات الوفاة والإصابة، وأن هناك  حوالى شخص يقتل كل 25 ثانية فى حادث طريق، وتشير التقارير إلى أن أعلى القارات التى تعانى حوادث الطرق هى القارة الإفريقية. 

يجب أن نتكاتف جميعًا لخفض معدلات حوادث الطرق عن طريق نشر الوعى بالسلامة على الطرق، من خلال السائقين أو الركاب ونشر الوعى بخطورة الحوادث التى تحصد الأبرياء يوميًا وتفعيل الحملات اليومية للتوعية من خلال الإدارة العامة للمرور– الهيئة العامة للطرق والكبارى – وزارة الصحة – هيئة الإسعاف - وزارة السياحة – وزارة التربية والتعليم – وزارة الأوقاف - الإعلام الرسمى وغير الرسمى - المحافظات ودور جهات رفع الوعى المجتمعى، فى المساجد  والكنائس والمدارس والجامعات وإدارات التدريب بشركات القطاع العام وقطاع الأعمال والشركات الخاصة وعلى مواقع التواصل الاجتماعى وكُتاب الأعمدة الرئيسية فى الصحف القومية والخاصة، وأن تكون هناك فقرة أسبوعية من خلال برامج التوك شو تقوم بتوعية المواطنين بخطورة زيادة السرعات على الطرق.  المأساة التى شاهدتها الأسبوع الماضى تستدعى وقفة حتى لا تتكرر بالصورة التى رأيناها على معظم الطرق الرئيسية وقد حصدت أرواح الكثير من المواطنين. 

الدولة تبنى يوميًا طرقًا جديدة تساعدنا إلى الوصول حيث نريد فى أقرب وقت ممكن وتضع إرشادات عامة وتحدد السرعات المقررة وتقوم بغلق الطرق فى كثير من الأحيان، ورغم كل ذلك أنا شخصيًا أشاهد على الطريق الإقليمى يوميًا بعض السيارات الملاكى والنقل والميكروباص تسير بسرعات تبدأ من ١٢٠ كيلو إلى ما يقرب من ١٧٠ كيلو مترًا لبعض السيارات الملاكى ويفقد البعض السيطرة على عجلة القيادة فيقتل نفسه ويتسبب فى قتل وإصابة الآخرين.

للأسف الشديد أسر بأكملها فقدت حياتها بسبب السرعات الجنونية على الطرق وقد حدث ذلك بالفعل الأسبوع الماضى فهل من معتبر؟.. أرواحنا وأجسادنا غالية ولا تقدر بثمن والحفاظ على أنفسنا واجب لا يمكن التهاون فيه..

 تحيا مصر.