الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
المصرى أنا

المصرى أنا

المصرى عبر التاريخ وعبر الأحداث العالمية كان ولا يزال له الحضور الذى لا يغيب أبدًا، وقد يمرض لكنه لا يموت أبدًا وهذا كوصف مجازى فالجميع يموت ومن ولد سيموت يومًا ما أيضًا، القصد من ذلك أن المصرى كان ولا يزال جزءًا من تاريخ البشرية مؤثرًا ومتأثرًا وصانعًا للتاريخ فى أحيان كثيرة بل إن المصرى هو من كتب التاريخ وهذه حقيقة يعترف بها العالم كله، والمصرى أينما حل يترك أثرًا جميلًا بعد حياته وهنا أذكر قصة يعرفها أهل سيلان جميعهم أو سيرلانكا حسب التسمية الجديدة، قصة الباشوات السبعة التى يعرفها كل السيلانيين فى سيريلانكا.



كان عرابى ورفاقه السبعة من الثوار الذين ثاروا على المحتل الإنجليزى وكانت النتيجة فى النهاية نفيهم جميعًا إلى سيلان تلك الجزيرة القابعة على شكل ثمرة الكمثرى فى المحيط الهندى لا يفصلها عن شبة القارة الهندية خليج ضيق ومساحتها الآن لا تزيد على 66 ألف كم مربع ومناخها استوائى وتتميز بطبيعة خلابة ولبعدها الكبير عن القاهرة اختارها الإنجليز منفى للثوار الباشوات المصريين الذين اشتهروا بهذا اللقب بين أهالى جزيرة سيلان أو سرنديب كما سماها العرب قديمًا.

لم يمر وجود الباشا المصرى على أرض هذه الجزيرة مرور الكرام بل كان وجود عرابى ورفاقه حدثًا غير مجرى الحياة فى الجزيرة خاصة بين المسلمين منهم حيث هنا70 % من أهلها بوذيون والباقى مسلمون ومسيحيون وهندوس!

كان المسلمون من أهل سيرلانكا آنذاك مغلقين جدًا وعاداتهم الإسلامية وسلوكهم جامد متخلف لا يواكب العصر على أساس أن الإسلام فى البداية لا يعرف العصرنة ولكن عرابى بقامته المهيبة وثقته بنفسه وبدينه لم يكن راضيًا على الأسلوب الذى كان المسلمون فى الجزيرة يطبقونه فبدأ يخطب الجمعة بلسان عربى فصيح وكان المصلون منهم من يعرف العربية من القرآن ومنهم من جاء ليرى الباشا المصرى الذى خرج من عزلته ليصلى بالمسلمين.

أصبح بيت عرابى فى كاندى على تلك الربوة العالية مقصدًا لكل أهل مدينة كاندى بل إن السياح والزوار كانوا يأتون من كولومبو العاصمة ليروا الباشا المصرى الثائرعلى محتل بلاده ويستمعوا إلى توجيهاته وملاحظاته ولم يخرج الباشا المصرى من سيرلانكا إلا بعد أن ترك آثاره الحضارية فى كاندى وفى كولومبو، وإذا زرت سيريلانكا وتحديدًا كاندى ستجد الجميع مرحبًا بك لأنك من بلد الباشا المصرى الذى غير وجه الحياة فى سيرلانكا إلى الحضارة والرقى وفى كولومبو العاصمة يقف مبنى الكلية الزاهرة شاهدًا على ما قام به عرابى باشا وستجد أبناء المسلمين يدرسون الطب والهندسة والعلوم الحديثة التى ساهم الباشا المصرى فى فكرة بنائها، ويدلك أهل سيرلانكا إلى أشجار الجوز التى زرعها الباشا بنفسه أنا المصرى عريق العنصرين.