الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
  الإبداع والمبدعون

الإبداع والمبدعون

القوى الناعمة فى أى مجتمع لا تنشأ إلا بوجود المبدعين وبدونهم ترجع الأوطان الى حقب الظلام والتخلف والجاهلية ويغرق المجتمع فى الغيبيات والخزعبلات ويصل الى مرحلة الدروشة والدجل والاعتماد على المشعوذين فى حل مشاكله وقضاياه المجتمعية!



واذا نظرت إلى المجتمعات المتخلفة فى العالم تجد بالتأكيد أنها تعانى من فقر فى المبدعين، ومصر منذ فجر التارج وهى أرض الإبداع والتجديد والتطوير ومسايرة لحركة الزمان والتاريخ بل والجغرافيا وقد ترك الأجداد من قدماء المصريين ما يدل على أنهم كانوا مبدعين ومتطورين بتطور الزمان ولكن ما هو الإبداع ومن هم المبدعون؟

عرف (بضم العين) الإبداع بأنّه سِمة أو حالة أو فعل يتم من خلاله ترجمة الأفكار الجديدة والخيالية إلى حقيقة عملية وواقع ملموس، والإبداع فى صميمه يعنى القدرة على رؤية الأشياء بطريقة لا يستطيع الآخرون رؤيتها، فهو مهارة تساعد فى العثور على وجهات نظر جديدة لإنشاء حلول خلّاقة للمشاكل. 

ويتميز الشخص المبدع بالقدرة على إدراك العالم بطرق جديدة، وابتكار أنماط خفية، وإنشاء روابط بين الظواهر التى قد تبدو للوهلة الأولى بأنها غير متصلة، وقد يتناقض هذا التعريف مع بعض الأنشطة المعرفية التى لا تُصَنّف من الإبداع، كَحَلّ المشكلات، والاستنباط، والتعلم والتقليد، والتجربة والخطأ، والاستدلال، فى حينِ أنّه يمكن القيام بكل ما سبق بأسلوبٍ مختلف عن الآخرين تمامًا، لذلك تُطرح الكثير من التساؤلات حول ماهية الإبداع، فهل هى سمة إدراكيّة مستقرة لدى بعض الأشخاص؟ هل هى حالة عرضية يدخل فيها الناس أحيانًا؟ أم أنها محددة بشكل كامل بمنتجاتها؟ كيف يحدث الإبداع؟ وهل هنالك قواعد واضحة له؟ هل تساعد الممارسة فى جعل الإنسان مبدعًا؟ 

الإبداع فى الأساس يقوم على ركيزتين هامّتين هما  التفكير ثم الإنتاج.

ويقول العلماء، إن  هناك العديد من العناصر التى تسهم فى تطوير الإبداع لدى الإنسان، تُقسم إلى جوانب أربعة، الجانب المعرفى، الاجتماعى، العاطفى، والبدنى، وهذه العناصر تعتبر ملخصًا لعشرات الدراسات والأبحاث التى أشرف عليها أكبر الخبراء والأكاديميين فى علم النفس والتنمية البشرية، وكان أهمها التعاون وتبادل الخبرات وصقل الافكار واختيار أفضل إجابة ممكنة لحل مشكلةٍ ما يفكر بها الطرف الآخر!

وكذلك لابد من إعطاء المبدع مساحة من الحرية ليبدع ثم مناقشته والاختلاف معه أو الاتفاق حسب إبداعه وحسب تكوين المجتمع وثقافته التى يمكن تطويرها تدريجيا. 

والمبدع لا يستطيع العمل فى مناخ مقيد فكريًا وملتزمًا بما ورد فى كتب الأولين وتراثهم، فعجلة التاريخ لا تتوقف عند حقبة ما بل تدور بلا هوادة لتغير الحياة من حولنا ومن يتخلف عن حركة التاريخ تدهسه أفكار المبدعين فى أمم أخرى، وتتركه خلفها حيث تسقط الأمم وجدانيًا وفكريًا عندما تختفى قواها الناعمة أو تسحب منها بتأثير أفكار دينية أو مادية أو عقائدية والحفاظ عليها وتنميتها كالحفاظ على الوطن والدفاع عنها كالدفاع عن حدود هذا الوطن.