الإثنين 27 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مين فينا ميزانه «مظبوط» ؟!.. نظرة واقعية

مين فينا ميزانه «مظبوط» ؟!.. نظرة واقعية

«اعمل خير هتلاقى خير» من أكثر العبارات المقدسة التى دائما ما تتردد على مسامعنا فى هذه الحياة، حتى أن عقلنا الباطن جعل من انتظار الخير (المُقَابل) حافزًا ومحركًا أساسيًا لفعل الخير .. فأصبحت هذه العبارة المقدسة هى معادلة الحياة المترسخة فى أذهاننا، فكنا نثق أنها لم ولن تتغير لا بمرور الوقت ولا الأحداث ولا الأشخاص…



 هذه المرة أَكتب لأسدل الستار على هذه العبارة المقدسة وهذه المعادلة غير الواقعية... ليس لأننى لا أؤمن بها، بل لأن الحياة نفسها بواقعها لا تؤمن بها!... فكيف نفترض ثبات النتيجة، إذا كانت «موازين الحياة متغيرة» تحكمها أهواؤهم الشخصية وليست الأفعال!، فموازين الحياة هى موازين للبشر وليست لأفعال البشر. 

من المفترض أن «موازين العدل» مجردة من الأهواء الشخصية، مضبوطة، لا تكيل بمكيالين، ولكن للأسف أصبحت «موازين الحياة»  فى العلاقات البشرية بين الأزواج بين الأصدقاء بين المتاحبين بين الرئيس والمرؤس تعانى من  خلل لا يزن الكفتين بالتساوى، فكيف تتساوى الأشخاص فى أفعالهم إذا تدخلت وتحكمت الأهواء الشخصية والمصالح والدوافع والأنا!!!... «نحن جميعًا كبشر موازيننا غير مضبوطة، إلا من رحم ربى» وقد نمتلك الجرأة لنعترف لنفسنا بذلك وقد لا نمتلك الوعى بحقيقتنا فتجهل نفسنا ذلك... جميعًا نزعم أن مبادئنا ثابتة وأحكامنا عادلة فى كل المواقف لا تتغير... والحقيقة أن الاهواء الشخصية سيدة الميزان والحكم وليست المبادئ. 

ستقابل فى رحلتك يا عزيزى ثلاثة أنماط من البشر، شخص متزن حكيم يحكم بالعدل فيزن بالمواقف فقط دون النظر لماهية الشخص فهو يجرد أهواءه الشخصية دائمًا عن الحكم، وقد تقابل شخصا رحيما متسامحا بطبعه، يزن الأفعال بلين قلبه، فيكون للحكم فيه نصيب الرحمة قبل العدل، وقد تقابل شخصا مريضا بهوى النفس، موازينه وقتية، فالحكم للكارت الرابح والمصلحة والهوى سيد الموقف.

لا يوجد ضمان لأحد أن ترجح كفته مع الحياة حتى وإن سعى لزرع طريقه ببذور الخير، ولا يوجد ضمان لأى شىء،  فلا يعترف واقع الحياة بهذه العبارات المقدسة، فقد يقابل الخير بالشر، والعكس صحيح قد يقابل الشر بالخير.. لذلك 

من الحكمة أن ننظر بواقعية أكثر لهذه الحياة بعيدًا عن الشعارات، فتربة الحياة لا تعترف ببذور الخير أو بذور الشر، تطرح ثمارها كيفما تشاء بذور الأهواء الشخصية... فإذا كنت تريد فعل الخير لا تنتظر المقابل ولا تحزن، تعامل مع هذه الحياة من منطلق فطرتك السوية الأقرب للخير، فالعائد الوحيد الذى سيأتيك من فعل الخير هو سلامك النفسي، أما المكاسب الدنيوية فلا تعترف بموازينك.