الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
لغة الجينات 88

لغة الجينات 88

«وما الدنيا إلا مسرح كبير، وكل الرجال والنساء، ما هم إلا ممثلون على هذا المسرح»... هل فعلا الدنيا مسرح كبير زى ما قال «وليم شكسبير» الفيلسوف والأديب والكاتب المسرحى والشاعر الإنجليزى الشهير.. الحقيقة الدنيا فى الظاهر زى المسرح وبينهما تطابق يثير الدهشة.. فى المسرح البداية ستارة تفتح وفى النهاية تغلق.. وفى الدنيا كل بداية لها نهاية.. ومع كل بداية حياة جديدة وحكاية ممكن تكون طويلة أو قصيرة.. ومع كل حكاية فيه مشاهد ودراما «تراجيدى وكوميدى» وفيه بطل وكومبارس وممثلين من كل صنف ولون ومالهمش أى لازمة مجرد ناس بتملى الكادر!.



فى حياتك هتقابل ممثلين كتير يمكن أفضل من نجوم شهيرة.. بيتقنوا دورهم لدرجة تصيبك بالارتباك.. صعب تحكم عليهم، صعب تصنفهم.. هل هم من أصحاب الجينات الأصلية أم الخبيثة؟!

أخطر ممثل - فى الدنيا مش فى المسرح - هتقابله فى حياتك هو «اللئيم».. فى الظاهر وطول ما هو محتاجك متواضع ودود ابتسامته اللزجة لا تفارق وجهه.. وفى الباطن ينتظر الفرصة ليستغنى، فإذا استغنى تجبر وتكبر.. عض اليد التى أطعمته، وظهر لؤمه الدفين.

«اللئيم» من أصحاب الجينات الخبيثة، ممثل موهوب ينتظر لحظة القفز على خشبة المسرح ليتصدر المشهد.. فى الظاهر يخفى وجهه بمساحيق وملابس زاهية، يسير كالطاووس منفوش الريش.. وفى الباطن أراجوز، راقص استربتيز، يأكل على كل الموائد.. يردد كلام أسياده من الملقنين القابعين فى «الكمبوشة»... وفى الوقت نفسه يتحين اللحظة لينقض حتى على من لقنوه وحفظوه دوره وصححوا له أخطاءه.. ففى أول فرصة لن يتراجع عن فضحهم وسحبهم من «الكمبوشة» باكيا وصارخا فى وسط المسرح.. هؤلاء من غرروا بى.. «ضحكوا عليه وخدعونى.. وأول ما كشفت كذبهم رجعت وتبت، سيبرئ نفسه سريعا، ولن يتردد فى اختراع قصص وحكايات وهمية عن تصديه لكل من كان فى «الكمبوشة».. يحلف بأغلظ الأيمان أن استمراره فى المسرحية العبثية كان لكشفهم وفضحهم فى اللحظة المناسبة.. وبسرعة تعود له ابتسامته اللزجة ووجهه الملطخ بالمساحيق ليبحث عن سيد آخر يخدمة ثم يفترسه.

«اللئيم» يمتلك أحط أنواع الجينات الخبيثة يعيش كالفطريات ينتشر فى البيئات الرطبة العفنة المغلقة اللزجة لزوجة روحه الدنيئة.. فى الظاهر يتقرب منك ويبدى حبا وودا.. وفى الباطن يتحين الفرصة ليعرف سرك فيفضحك.. يصطاد فى الماء العكر، تشويه متعمد،يقلب الحقائق،وفى النهاية يوشى بك عند أسياده على أمل الحصول على ترقية، منصب أو مكافأة.

«اللئيم» شخص دنيء الأصل، لا يعرف شيئا عن القيم والأخلاق، يعانى من العديد من المشاكل والاضطرابات النفسيّة،لا يجد نفسه إلا فى الأذى حتى لو كان هذا الأذى لم يفده فى شيء.. الأذية عنده طبع غالب، مثل «ليونا ميندى روبرتس هلمسلي،» جايز دى أول مرة تسمع اسمها.. لكن هذه المرأة لقبوها بملكة «اللؤم».

«ليونا» امتلكت جينات خبيثة من نوع خاص.. جينات مكنتها من ركوب خشبة المسرح لتقدم دورها فى الحياة كملكة للؤم.!

«ليونا» فى الظاهر سيدة أعمال أمريكية شهيرة.. امتلكت ثروة طائلة، ما يزيد على 4 مليارات دولار، جمعتها من 4 زيجات ورثت خلالها سلسلة فنادق كبيرة ومشروعات لا تعد ولا تحصى.. وفى الباطن جيناتها الخبيثة ولؤمها الدفين دفعها للتهرب من الضرائب، ومعاملة كل من يعمل معها موظفين أو خدم فى المنزل بشكل سيئ دنيء.. ولم يسلم من جيناتها الخبيثة حتى أرملة إٍبن زوجها، فلؤم ليونا وصل بها إلى قيامها بطرد أرملة ابن زوجها من المنزل الذى تعيش فيه، زورت أوراقا تثبت أنه حصل منها على قرض كبير لتحرم زوجته وأبنائه من أى حقوق.

«ليونا» فى الظاهر أسست مجموعة «سيلفرشتاين بيبر» بالشراكة مع «جويس بيبر» الذى أقنعها بتلقيب نفسها بـ»ملكة فندق البلاط الملكي»..وفى الباطن حتى لم تسدد للمقاولين حقوقهم وتهربت منهم.

«ليونا» التى رحلت عن عالمنا عام 1997 هى صاحبة المقولة الأشهر فى أمريكا حتى اليوم: «نحن لا ندفع الضرائب. فقط الناس الأغبياء هم من يدفعونها».

«لؤم ليونا» وجيناتها الخبيثة تحكمت فيها من بداية حياتها لنهايتها..ووصل بها «اللؤم» فى آخر حياتها إلى محاولة حرمان أحفادها وأبنائها من الثروة الطائلة فكتبت وصية بأن تؤؤل كل الثروة لرعاية الكلاب.. وكتبت 12 مليون دولار لكلبها.

ونصت وصيتها على أن تذهب غالبية ممتلكاتها إلى صندوق الجمعية الخيرية الخاصة بها هى وزوجها، وقد قدرّت الممتلكات وقتها بـ4 مليارات دولار، على أن تستخدم هذه الأموال للعناية بالكلاب... واعتبرت هذه الوصية من أغرب الوصايا التى يتركها الأموات فى العالم، وأثارت الوصية ضجة كبيرة فى العالم كله.

الأبناء والأحفاد طعنوا على الوصية وذهبوا للمحكمة وأثبتوا لؤمها وخبثها ومحاولاتها الدائمة حرمانهم من حقوقهم.. أثبتوا أن لؤمها أثر على قواها العقلية فكتبت وصيتها الغريبة، وحكمت المحكمة فى النهاية بتوزيع التركة على الورثة.

«ملكة اللؤم ليونا» كانت مصرة على تعذيب وإرهاق كل من عرفتهم حتى وهى فى قبرها.. ألم أقل لكم أنها صاحبة جينات خبيثة ولؤم نادر.

احذر اللؤم واللئام وعش كما قال المتنبى: إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا.