اشرف ابو الريش
يـوم الشهيـد
ساعات قليلة ونحتفل بذكرى يوم الشهيد ومهما قدمنا لهؤلاء الأبطال لن نستطيع أن نوفيهم أجورهم ولكن الله عز وجل أكرم هؤلاء الأبطال الذين باعوا دنياهم واشتروا الآخرة وضحوا بأرواحهم ودمائهم من أجل هذا الوطن.
الشهيد هو الذى استشهد فى سبيل الله مدافعًا عن دينه أو عرضه أو ماله أو وطنه وقد ورد لفظ الشهيد فى القرآن الكريم مرة واحدة فقط فى سورة النساء، قال الله تعالى “وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيداً” صدق الله العظيم.
كما أن هناك عدة حالات مختلفة فى الشهادة، والموت فى سبيل الدفاع عن الوطن ومهاجمة الأعداء كما شاهدنا وسمعنا عن بطولات الشرف والعزة والكرامة تشهد عليها السنوات الماضية فى أماكن كثيرة خاصة أرض سيناء المباركة التى ارتوي كل شبر فيها بدماء الشهداء من رجال القوات المسلحة ورجال الشرطة البواسل.
الشهداء ليسوا كغيرهم، لهم حال تخصهم يمتازون بها عن الناس جميعًا، وفضلهم معروف، وما أعده الله لهم من منزلة فى الدنيا والآخرة ذكرها القرآن الكريم، وأخبرتنا عنها أحاديث نبوية شريفة، مرتبتهم فى الجنة فى عليين، مع الأنبياء والصديقين وحسن أولئك رفيقًا، والناس يموتون ويقبرون وهم أحياء حتى تقوم الساعة.
وفى صحيح مسلم عن مسروق قال: سألنا عبدالله بن مسعود عن هذه الآية فى قوله تعالى: «ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتًا بل أحياء عند ربهم يرزقون» فقال: أرواحهم فى جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت، ثم تأوى إلى تلك القناديل فاطلع إليهم ربهم إطلاعة فقال: هل تشتهون شيئاً؟ قالوا: أى شىء نشتهى ونحن نسرح فى الجنة حيث نشاء؟ وقالوا: يا رب نريد أن ترد أرواحنا فى أجسادنا حتى نقتل فى سبيلك مرة أخرى.
وفى حديث آخر عن عبدالله بن عباس رضى الله عنهما أنه صلى الله عليه وسلم قال: لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم فى أجواف طير خضر ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها وتأوى إلى قناديل من ذهب فى ظل العرش فلما وجدوا طيب مشربهم ومأكلهم وحسن متقلبهم، قالوا: ياليت إخواننا يعلمون ما صنع الله لنا لئلا يزهدوا فى الجهاد ولا ينكلوا عن الحرب، فقال الله عز وجل: أنا أبلغهم عنكم فأنزل الله عز وجل هذه الآيات: «ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتًا بل أحياء عند ربهم يرزقون، فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون، يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين، الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم».
شرف عظيم لكل أم وكل أب وزوجة وأبناء وإخوة أن يكون لهم شهيد ضحى بنفسه فى سبيل الله دفاعًا عن الوطن الذى نعيش فيه.
كل بنى آدم ينقطع رزقه بموته إلا الشهيد، فيبدأ رزقه من وقت قتله حتى كأن الحياة الدنيا دائمة له، وللشهيد عند الله سبع خصال كما جاء فى الحديث الصحيح الذى يرويه عبادة بن الصامت رضى الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: إن للشهيد عند الله سبع خصال: أن يغفر له فى أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويحلى حلة الإيمان، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويشفع فى سبعين إنسانًا من أقاربه.
ونحن بفضل الله نرى القيادة السياسية حريصة دائمًا وأبدًا على الاحتفال بيوم الشهيد وتكريم أبناء وأسر الشهداء وتلبية مطالبهم تقديرًا واحترامًا للتضحيات التى لا تقدر بثمن لمن حافظوا على حدود وتراب هذا الوطن وسهروا لحفظ الأمن الداخلى للبلاد. تحيا مصر..