الإثنين 26 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أولياء الله الصالحين

أولياء الله الصالحين

الطريق إلى الله دائمًا مفروش بالصعاب والعسر يتبعه يسر فى كثير من الأحوال لقوله تعالى «فإن مع العسر يسرا»، منذ فترة ذهبت فى رحلة روحية الى أقصى جنوب مصر لزيارة سيدى أبو الحسن الشاذلى فى منطقة صحراء «حميثرة»، هذه المدينة الساحرة التى ما إن تطئ قدماك أرضها حتى تستشعر روحانية عالية وسكينة فى النفس يتبعها التجول فى هذه المنطقة التى تشهد تطورًا عمرانيًا كبيرًا سنويًا.. هنا يرقد الإمام الشاذلى ساكن «حميثرة»، وهو أحد أقطاب التصوف فى مصر والمغرب العربى، وينتهى نسبه إلى الحسن بن  على بن أبى طالب، ولد بقرية غمارة قرب سبتة  بالمغرب،  وانتقل بعلومه إلى كل من تونس ومصر، وقد اعتاد الشيخ أبو الحسن الشاذلى القيام برحلة الحج فى كل عام، وكان فى كل سنة يجعل طريقه إلى بلاد الحجاز عبر مصر، وكان هناك طريق يسلكه حجاج بلاد المغرب ومصر، يبدأ من مدينة قوص فى صعيد مصر، التى كانت مكانًا لتجمّع الحجيج، ثم يسلكون الطريق إلى ميناء عيذاب، ويمرون بوادى «حميثرة» الذى توفى بها الإمام الشاذلى وبنى ضريحه ومسجده الذى صار مزارًا معروفًا للمتصوفين فى  كل أنحاء العالم. 



منطقة «حميثرة» يقابلها مدينة أخرى فى المغرب تسمى  «خنيفرة»  على نهر أم الربيع فى شمال وسط المغرب بين جبال الأطلس المتوسط وبها  قبائل«الأمازيغ».. هذه المدينة قريبة الشبه من «حميثرة» حتى اسمها على نفس الوزن النحوى مع الفارق الجغرافى والتاريخى. 

على الرغم من المشقة والتعب والإرهاق الشديد لكل من يقوم بزيارة سيدى أبو الحسن الشاذلى.. لكن بمجرد أن تنال قسطًا يسيرًا من النوم تشعر بنشاط غريب فى الروح والجسد خاصة مع سكون الليل عندما تصعد الجبل وتنظر إلى السماء الصافية ونجومها الساطعة فى ليلة من ليالى الشهور العربية المباركة، وفوق الجبل  تستطيع بالعين المجردة أن تشاهد بعض المدن فى المملكة العربية السعودية، ومن اللطيف عندما تفتح جوجل إيرث يتضح لك أن مدينة «حميثرة» يقابلها مباشرة على نفس الخط «المدينة المنورة» على الجانب الشرقى من البحر الأحمر. 

دولة أولياء الله الصالحين فى مصر كانت ومازالت لها مريدون وأتباع كثر فى كل زمان ومكان من الشرق إلى الغرب ومن الشمال للجنوب.. هذا الوطن وهذه الأرض الطيبة تحمل فى باطنها من أضرحة آل البيت والأولياء أعدادًا لايمكن حصرها، ما جعل هناك ارتباطًا وثيقًا روحيًا وجسديًا بين عموم المصريين وأولياء الله الصالحين فى كل شبر من أرضنا الطيبة. 

تربة مصر وأرضها تظل دائمًا وأبدا طاهرة نقية حتى قيام الساعة.. ويظل فيها وفى أهلها الطيبين الخير مهما اشتدت عليهم الأيام والسنون ونحن على أعتاب الأيام المباركة نتطلع إلى الله عز وجل أن يحفظ علينا الأمن والأمان وأن ينعم على مصرنا دائمًا بالعزة والرفعة نحن فى أمس الحاجة إلى التقرب لله وإلى أوليائه الصالحين بالزيارات والدعوات، وأن يقف الغنى بجوار الفقير وأن نقف جميعًا ضد الغلاء وضد الفساد.. وهذا البلد يستحق الكثير من التضحيات.. مرت علينا أيام صعبة منذ عدة سنوات وبفضل الله نجت مصر من مخططات عظيمة كانت لا تريد خيرًا لهذا الوطن، ومهما يحدث لن تقع مصر، وإن وقعت وضعها الله تحت نظره لما فيها من أولياء وأهل الصلاح والخير الراكعين الساجدين لله رب العالمين.. اللهم احفظ مصر وأهلها من كل مكروه وتدبير وتخطيط وأنعم علينا بالأمن والاستقرار والمحبة والسلام..  تحيا مصر.