الثلاثاء 23 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
تطوير المشهد الحسينى

تطوير المشهد الحسينى

الارتباط النفسى بين عموم المصريين ومقامات آل البيت ليس له حدود.. السعادة التى شعر بها الملايين أول أمس بإعادة افتتاح مسجد الإمام الحسين وإقامة صلاة التراويح فى أول أيام الشهر الفضيل كانت بمثابة عودة الروح لكثير من المحبين لعطرة رسول الله صلى الله عليه وسلم. 



على الرغم من التصريحات التى خرجت منذ أكثر من ٢٠ يوما بأن مرحلة تطوير المسجد تستمر طوال شهر رمضان وأن المسجد سيغلق حتى انتهاء عملية الإحلال والتجديد.. هذا الخبر نزل كالصاعقة على قلوب الناس، خاصة وأن هناك ارتباطا روحيا بمنطقة الإمام الحسين تحديدا فى رمضان. 

الهيئة الهندسية للقوات المسلحة كان لها الفضل بعد الله سبحانه وتعالى وبتوجيهات القيادة السياسية واصلت الهيئة العمل ليلا ونهارا، وعلى مدار ٢٤ ساعة تم الانتهاء من عملية التطوير فى أقل من ٢٥ يوما على الرغم أن هذا العمل من الممكن أن يستمر لمدة ٣ أشهر على الأقل. 

مؤسسة مساجد آل البيت وبالتعاون مع وزارة الأوقاف وقعت بروتوكول تعاون يهدف إلى أن تساهم مؤسسة مساجد للتطوير بمبلغ 150 مليون جنيه مبدئيا فى عملية التطوير التى سوف تشمل كل أرجاء المسجد من أرضيات وحوائط وأسقف ومعالجة الأساسات والتربة المحيطة بالمسجد، بالإضافة إلى تحديث كافة الأنظمة من الكهرباء والمياه والصرف والتكييف وأنظمة المراقبة بالكاميرات وأنظمة الإنذار ومكافحة الحريق وتزويد المسجد داخليا وخارجيا بأحدث أنظمة الصوت.

الحقيقة أن هذا الإنجاز ليس بجديد على هذه المؤسسة العسكرية التى تتمتع بالانضباط والعمل على تنفيذ كافة المشروعات الموكلة إليها على أكمل وجه والأهم من ذلك سرعة التنفيذ وهذا ما حدث فى تطوير المشهد الحسينى كبداية لعملية شاملة من إحلال وتجديد معظم مساجد آل البيت فى القاهرة كجزء من تطوير العاصمة وفى إطار مشروع القاهرة الفاطمية. 

المنظر العام لميدان الإمام الحسين أصبح حديث المصريين والمحبين فى الداخل والخارج وعلينا أن نحافظ على هذا الصرح الروحى للكثيرين فى جميع أنحاء العالم حتى يكون قبلة ووجهة سياحية لها عاشقون ومحبون كثر.

يذكر التاريخ لمصر وللمصريين بأنهم كانوا أول من احتضن آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما استشهد الإمام الحسين فى موقعة كربلاء فى العراق، وقتل أكثر من 40 شخصًا من آل البيت، وقامت السيدة زينب رضى الله عنها بالقدوم إلى مصر دون غيرها من بلاد المنطقة العربية، وعندما دخلت على أطراف القاهرة خرج لها المصريون من كل مكان، وقالت لهم بعد هذه المقابلة الطيبة «يا أهل مصر نصرتمونا نصركم الله وأويتمونا آواكم الله» ومن هذه الدعوة نصر الله هذا الوطن فى كل معاركه على الأعداء ظاهرًا وباطنًا.. وكل عام وأنتم بخير تحيا مصر.