نصر العاشر من رمضان

فجر جديد من العزة والكرامة يشرق علينا فى هذه الأيام المباركة.. العاشر من رمضان فيه اختلطت رمال الأرض المباركة مع الدماء الزكية  دماء الشرف والوطنية وكانت صيحات النصر «الله أكبر» تزلزل الأرض التى تجلى الله عليها فى سيناء الحبيبة. 

فى هذا اليوم نتذكر كل الأرواح الطاهرة التى ضحت من أجل الوطن، ومع ذكريات النصر نسترجع تاريخ انتصارات المسلمين فى هذا الشهر الكريم بداية من موقعة بدر مرورًا بمعارك كثيرة أشهرها، فتح مكة وحطين وعين جالوت حتى جاء نصر الله وتم العبور فى شهر رمضان، لذلك كان هذا الشهر على مر العصور صفحة من الجهاد فى سبيل الله، ونحن نستلهم روح العاشر من رمضان هذه الأيام نتذكر البطولات التى قام بها رجال القوات المسلحة على أرض سيناء من أجل تحرير الأرض وكسر شوكة العدو. 

العاشر من رمضان فرصة لكل نفس صائمة أن تستلهم من الذكرى العبرة والعظة لكى نعمل ونجتهد من أجل رفعة بلادنا وأن نعلم أن الفوز والعطاء من الله لن يأتى بغير العمل والاجتهاد والتوكل على الله ومحاسبة النفس ومراعاة حقوق العباد، لن يقبل الله منا الصيام ونحن نحتكر السلع ونرفع الأسعار دون مراعاة لحقوق المجتمع والناس، انتصارات قواتنا المسلحة وكل المعارك الحربية جاءت بالعمل والجهد والتدريب وعدم التواكل أو التكاسل، رمضان شهر الصيام والقرآن رمز للقوة والإرادة والانتصارات قديمًا وحديثًا وستظل روح العاشر من رمضان ملهمة لكل الأجيال من الشباب حتى يحافظوا على تضحيات الآباء والأجداد.

القوات المسلحة ستظل تحظى بالتقدير والاحترام من هذا الشعب مهما حاول البعض أن يحدث وقيعة بين هذا الجيش العظيم وبين أبناء الوطن كل المحاولات فشلت وتحطمت على صخرة محبة مصر.. منذ عدة أيام وفى نهاية شارع شبرا من ناحية أحمد حلمى ووقت الذروة يعتبر هذا المكان لا موضع فيه لقدم تعطلت فيه سيارة ملاكى فى وسط الطريق لم يقترب أحد من صاحب السيارة سوى نظرات توحى بالاشمئزاز كيف تتعطل سيارة حديثة وتعوق حركة المرور.. يقف صاحب السيارة لا حول له ولا قوة حتى تطوع أحد المارة من الشباب وساعد الرجل وعادت حركة المرور لطبيعتها بعد أكثر من ربع ساعة من التوقف. 

فى نفس المكان الأسبوع الماضى تعطلت سيارة تابعة للقوات المسلحة وفى خلال دقائق معدودة تطوع الكثيرون من الشباب والرجال لمساعدة الجندى سائق السيارة، حتى أن البعض كان ينزل من سيارته لتقديم العون والمساعدة وتم بالفعل تحرك السيارة وإصلاح العطل.. رجال القوات المسلحة ورجال الشرطة لهم تقدير كبير فى الشارع المصرى والكل يعلم جيدًا أن هؤلاء الرجال يسهرون ليلًا لحفظ الأمن فى الداخل وصون حدود الوطن من كل اتجاه، ودون رجال الجيش والشرطة تنتهى الدول وتدخل فى الفوضى التى لا تعرف غير الخراب والهدم والتدمير.. حافظوا على الوطن مهما اشتدت الصعاب ومهما واجهنا من مصاعب الحياة.. ونحن نحتفل بذكرى نصر العاشر من رمضان تحية إلى أرواح الشهداء الأبرار من جنودنا البواسل وكل التحية لروح الرئيس الراحل الشهيد محمد أنور السادات بطل الحرب والسلام.. وكل الدعوات الصادقة فى هذا الشهر الكريم أن يحفظ مصر وشعبها وقواتنا المسلحة ورجال الشرطة وقيادتنا السياسية. تحيا مصر