الأحد 12 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حكايات المعجزات

إحياء قتيل بنى إسرائيل

المعجزة هى البرهان الذى يثبت صدق أى نبى أو رسول فى دعواه النبوة أو الرسالة، واشتقاق الكلمة يأتى من إعجاز الأمر الخارق الذى يقع على يد النبى أو الرسول ولا يتأتى لغيرهم من البشر، ولا يكتمل الإيمان بالله إلا بتصديق معجزات أنبيائه ورسله، وفى كل يوم على مدار شهر رمضان نستعرض لكم معجزات الأنبياء منذ سيدنا آدم وحتى سيدنا محمد عليهم جميعًا أفضل الصلاة والسلام.



سيدنا موسى هو نبى الله ورسوله وكليمه، بعثه الله إلى فرعون وجنوده لكى يخرجهم من الظلمات إلى النور.

لنبى الله موسى عدة معجزات ذكرنا منها معجزة «العصا» و»جبل الطور»، ونذكر منها اليوم معجزة إحياء قتيل بنى إسرائيل.

أحيا الله - تعالى- على يد موسى -عليه السلام- شخصًا كان قد قُتل من بنى إسرائيل وقد كان شيخًا كبيرًا غنيًا سيرثه أبناء أخيه إذا هو مات، فكانوا يتمنون موته، فجاء أحدهم فى الليل وقتله ورماه بالطريق، ثمَّ فى الصباح جاء ابن أخيه يطلب من نبى الله موسى -عليه السلام- أن يكشف من قتل عمه، وعندما سأل موسى الناس فلم يجد أحدًا يعرف شيئًا عن القضية فطلبوا منه أن يسأل ربه، ففعل فأشار الله - تعالى- عليه أن يطلب منهم ذبح بقرة [١٩] بمواصفات معينة فذبحوها وهم مترددون فى الأمر، فأمرهم موسى -عليه السلام- عن الله - تعالى- أن يضربوا الميت بجزء من هذه البقرة، فلما قاموا بذلك أحياه الله - تعالى- فسألوه من الذى قتلك: قال: ابن أخي، ثم عاد ميتًا كما كان، ومن ذلك قوله - تعالى-: (فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِى اللَّـهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)،[٢٠] وهذا دليل على أنَّ الله - تعالى- قادرعلى إحياء جميع الموتى فى ساعة واحدة كما أحيا هذا القتيل بأمر منه - سبحانه وتعالى-.

سبب كثرة معجزات سيدنا موسى

 يُنَّزِّل الله - تعالى- المعجزات على يد أنبيائه ورسله لتكون دليلًا على صدق دعوتهم، وليتَحَدُّوا بها المكذبين بهم من أقوامهم، فعادةً ما تكون أمورًا خارقةً للعادة يُظهرها الله - تعالى- على يد أنبيائه، وتكفى عادةً معجزةً واحدةً لتكون برهانًا على صدق نبوّة نبى من الأنبياء، ولا علاقة بين كثرة المعجزات لنبيٍّ معين وبين منزلته ومستوى تكريمه عند الله - تعالى- فها هو أبو الأنبياء إبراهيم -عليه السلام- لم يأتِ بمعجزات أكثر من سيدنا موسى -عليه السلام- الذى استدعت طبيعة قومه وغلظتهم، وشدة تكذيبهم له، وعتوِّ قائدهم فرعون، تأييده بالعديد من المعجزات ليصدقوه، بالإضافة إلى أنَّ موسى -عليه السلام- أُرسِل لقومه ولغيرهم، أما الأنبياء السابقون فقد أرسلوا لأقوامهم، ومن الأسباب كذلك جهل قوم فرعون الذى كان أعظم من جهل سائر الأقوام مما اقتضى تأييد موسى -عليه السلام- بعدد أكبر من المعجزات ليُصدِّقوه.