اشرف ابو الريش
عيد تحرير سيناء المباركة
هى أرض الله المباركة.. هى الأرض المقدسة.. هنا على أرض سيناء مر الأنبياء والمرسلون وعاش فيها نبى الله إدريس وتربى على رمالها نبى الله موسى واستضافت أنبياء الله إبراهيم ويعقوب ويوسف وعيسى، عليهم السلام، كانت ولاتزال أرض التجلى التى كلم الله فيها نبيه موسى تكليما وحلق فى سمائها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فى رحلة الإسراء والمعراج.
هنا تختلط دماء الشهداء من قديم الأزل برمالها الذهبية وأرضها الطاهرة.
على مدار أربعة أيام فى مدينة العريش احتفلت محافظة شمال سيناء بذكرى التحرير.. ما يجرى حاليًا على أرض سيناء من تنمية عمرانية ونهضة زراعية وبسط أجنحة الأمن على كل شبر فى سيناء من خلال رجال القوات المسلحة ورجال الشرطة يدعو إلى الفخر وأن ما حدث فى سنوات سابقة لن يتكرر على أرض البوابة الشرقية للوطن.
على مدار عام كامل شهد إقليم القناة وسيناء تغييرًا كاملًا فى خطة النهوض الثقافى والأدبى فى أرض سيناء شمالًا وجنوبًا من خلال رئيس الإقليم الكاتب محمد نبيل الذى عقد العديد من اللقاءات الفنية والثقافية وفتح آفاقًا جديدة داخل قصور الثقافة فى مدينة العريش وبئر العبد والتى لم يكن يدخلها أحد منذ ٢٠١١ وحتى العام الماضى.. هذا الرجل يستحق الإشادة والتقدير لأنه يعمل بحب وإخلاص من منطلق شخصيته العسكرية وخدمته فى هذه الأرض الطيبة لسنوات طويلة.
بعد العبور من الأنفاق الجديدة التى ربطت الوادى بسيناء وبمجرد الخروج من النفق تنفض من جسدك وروحك كل الهموم وكل الطاقات السلبية وتشعر بحالة غريبة من السعادة والارتياح.. هنا أقسم الله تعالى بقوله: “والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الأمين”.. هنا خاطب الله نبيه موسى بقوله: “اخلع نعليك إنك بالوادى المقدس طوى”.. هنا تحدث القرآن الكريم فقال :”وشجرة تخرج من طور سيناء تنبُت بالدهن وصبغ للآكلين”.. هنا نزل قوله تعالى: “فلما أتاها نودى يا موسى إنى أنا ربك”.. وتجلى سبحانه وتعالى لنبيه موسى وشعبه فى رحلته الثانية للجبل فدك الجبل، مصداقًا لقوله: “فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا”.
كل هذه الآيات المباركة وغيرها من المواقف التى نزلت فى كتاب الله وخلدها التاريخ عن سيناء كفيلة بأن تجعل أرضها تحمل فى بطنها خيرات عظيمة وبالتالى مطمع للغزاة على مر العصور.
هذه البقعة الطاهرة تسحر القلوب والعقول وكل الدراسات القديمة والحديثة تثبت يومًا بعد يوم وعامًا بعد عام أنها واحدة من أفضل المواقع الجيوستراتيجية فى الوطن العربى.. سيناء تصل بين قارتى آسيا وإفريقيا، ولها مكانة سياسية على خارطة العالم تجذب المصالح الاستعمارية والعسكرية وعملية الإسراع فى تحقيق التنمية المستدامة لأرض سيناء، كانت ولا تزال من نصيب الجمهورية الجديدة والقرار التاريخى للقيادة السياسية بضرورة الإسراع فى عملية التوطين وربط سيناء بالوادى أصبحت واقعًا لا نقاش فيه وهذا ما يحدث بالفعل خلال السنوات الأخيرة.
سيناء قطعة من قلب هذا الوطن وستظل عزيزة وغالية أبد الدهر.. رمالها اختلطت بدماء الشهداء الأبرار من رجال القوات المسلحة والشرطة ولولا هؤلاء الرجال ما كنا تجولنا فى أسواق وشوارع العريش على مدار عدة أيام وشاهدنا كل هذا الاستقرار والهدوء والأمان فى كل مكان.