السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الخير فى مستقبل مصر

الخير فى مستقبل مصر

المستقبل دائمًا بيد الله عز وجل ولكن التخطيط لهذا المستقبل وفكرة الاستغناء عن الخارج فيما يتعلق بالطعام وتحديدًا القمح وعمليات الاستيراد التى لا تنتهى على مدار عشرات السنين رغم أن هذا البلد صاحب سمعة طيبة من قديم الأزل وقد سبقنا الدنيا كلها فى مهنة الزراعة منذ عهد الفراعنة العظام وهذا ما خلدته لوحاتهم على جدران المعابد فى العصور القديمة وخلده القرآن الكريم فى أروع قصة عن سنابل القمح فى مصر أيام نبى الله يوسف ـ عليه السلام ـ عندما  اقترح على عزيز مصر بعد رؤيته أن البلد سيمر بسنوات مجاعة وقحط، وسوف يستمر لمدة 7 سنوات، طلب زراعة القمح بكثافة وعلى مساحات كبيرة، أكثر من التى كانت تتم زراعتها كل عام، مع تخصيص جزء من المحصول للاستهلاك اليومى والشهرى، بينما يتم تجنيب جزء آخر من المحصول وتركه فى سنابله دون درسه وتذريته، بل أوصاهم أن يظل القمح فى صوامع كطريقة جديدة للتخزين وحفظ القمح من التلف وبالفعل تمت هذه الطريقة، وظل القمح ما يقرب من 15 عامًا سليمًا لم يصبه السوس.



وذكر القرآن الكريم فى قوله تعالى «قَالَ اجْعَلْنِى عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّى حَفِيظٌ عَلِيمٌ» كانت مصر بنص صريح خزائن الأرض يزرع فيها كل شىء.. الغلال والأشجار والثمار والخضراوات، وكانت تنعم بكل الخيرات مع قدوم مياه النيل أساس الحياة فى مصر القديمة. 

أنا ممن يعشقون الأرض وعشقى الأكبر أن أشاهد أراضى صحراء مصر فى الشرق والغرب تحولت إلى جنة خضراء يخرج كل الخيرات الطيبة.. 

العجيب أن معظم الأراضى الصحراوية على امتداد الحدود الغربية صالحة للزراعة وقد شاهدت ذلك منذ ما يقرب من عشرة أعوام عندما ذهبت فى رحلة طويلة فى الصحراء الغربية أشاهد لمسافات طويلة أرض مستوية يخرج «العشب والكلأ» فى إشارة قوية على صلاحية الأرض للزراعة وقرب المياه من سطح الأرض.. الأمر لايقل بصورة أو بأخرى فى الصحراء الشرقية وفى وسط سيناء.. هذه الأرض الطيبة المباركة التى تريد أن تشق خيراتها لكل المصريين. 

كل هذه الخواطر مرت بسرعة البرق عندما شاهدت افتتاحات مشروع  “الدلتا الجديدة” هذه المنطقة البكر والتى تتمتع بخزان غرب الدلتا الجوفي  المتجدد، حيث  يحتوى على كمية كبيرة من  المياه تتراوح ملوحتها بين 400 و900 جزء فى المليون، وهى نسبة جيدة للغاية، تناسب غالبية الزراعات الشجرية والخضراوات. 

للتاريخ.. هذا المشروع من الممكن أن ينقل مصر نقلة كبيرة ويأتى يوم إذا كنا من الأحياء على ظهر الدنيا أن نتوقف عن استيراد القمح ويصبح لدينا اكتفاء ذاتى وفى هذه اللحظة وهذا التوقيت أعتقد أن مصر تصبح قوى عظمى بحق. استمعت إلى شرح من القائمين على المشروع بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى يسأل عن كل صغيرة وكبيرة فى هذا المشروع الواعد فقد تم الانتهاء من استصلاح وزراعة 350 ألف فدان ضمن المشروع وتم تمهيد الطرق الداخلية بإجمالى أطوال نحو 500 كم وعرض 10 أمتار وحفر آبار مياه جوفية.. تقسيم المشروع إلى عدد 60 طريقًا طوليًا و35 طريقًا عرضيًا، مقسمة إلى قطع متساوية كل قطعة 1000 فدان ويوفر المشروع حوالى 10 آلاف فرصة عمل مباشرة وأكثر من 360 ألف فرصة عمل غير مباشرة، ومن المتوقع زيادة فرص العمالة خلال المواسم القادمة.

إدارة المشروع انتهت مـن استصلاح وزراعـة  350 ألـف فـدان باستخدام أجهزة الرى الحديثة وقد تم زراعة - بالفعل على أرض الواقع - حوالى 40 ألف فدان من القمح و٣٢ ألف فدان من الذرة الصفراء والشعير  ١٢ ألف فدان والبطاطس 55 ألف فدان وبنجر السكر  65 ألف فدان و٢٠ ألف فدان سودانى و٥ آلاف فدان فراولة وعباد الشمس 630 فدانًا وعشرات آلاف من البطاطا والفاصوليا والبصل وغيرها من الخضراوات الطازجة والخالية من الأمراض والتلوث وصالحة للتصدير إلى الخارج نتيجة تطبيق أعلى مواصفات الجودة العالمية فى إنتاج وزراعة المحاصيل والخضراوات. 

هذه الخيرات إن وجدت طريقها للخارج تزيد من فتح أسواق جديدة أمام المصريين وأن نزلت الى السوق المحلية فلا شك أنها تقلل من ارتفاع الأسعار والأهم أن المصريين يأكلون خضراوات صحية عالية الجودة لا يحصل عليها فى بلدنا غير الأغنياء من الهيبرات المشهورة.. أطعموا الناس من خيرات بلدهم ستجدون وستحصدون كل الخير بإذن الله..  تحيا مصر