الإثنين 4 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أمنمحات الثالث

أمنمحات الثالث

سادس فراعنة الأسرة الثانية عشرة، وحكم فى الفترة من 1860 ق.م. حتى 1814 ق.م.، حيث إن أقصى تاريخ معروف لحكمه هو ما تم العثور عليه فى بردية مُؤرخة بالعام 46 من حكمه، وفترة حكمه تُعتبر العصر الذهبى للدولة الوسطى، وقد شارك لمدة طويلة الحكم مع والده سيزوستريس الثالث (20 عاما)، كما أقام فترة حكم مشتركه مع خليفته ابنه أمنمحات الرابع، وذلك بالقرب من نهاية عهده كما هو محفوظ الآن فى نقش صخرى فى منطقة كونسو بالنوبة.



واصل أمنمحات الثالث طوال فترة حكمة الطويلة المهام التى بدأها والده لربط منخفض الفيوم بنهر النيل فهذه المنطقة لم تكن فى السابق سوى مستنقع من المياه فتم حفر قناة بطول 16 كيلومترا وكانت معروفة فى تلك الفترة باسم “مر-ور” أى (القناة الكبرة)، أما الآن فمعروفة باسم بحر يوسف، وكان بها سد يُطلق عليه “ها-ور” يمتد من الشرق إلى الغرب ونتج عن ذلك بحيرة قارون التى يمكنها تخزين 13 مليار متر مكعب من مياه الفيضان كل عام وهذه المهمة الهندسية الضخمة قام بإتمامها ابنه أمنمحات الرابع وجلب معها الرخاء لمنطقة الفيوم، فأصبحت الفيوم سلة الخبز للبلاد، كما أقام عند قلعة سمنة القديمة مقياسا على نهر النيل عند الشلال الثانى والذى كان يتم تقدير قيمة الضرائب على أساسه، وقد احتفل أمنمحات الثالث بمناسبة عيد سد وقد أقام هذا الاحتفال فى العام الواحد والثلاثين من حكمه، وهذا ظاهر مما جاء فى لوحة محفوظة الآن فى متحف بوسطون بالولايات المتحدة، وتشير اللوحة إلى أنه حكم البلاد نحو تسع وأربعين سنة، ومات فى خلال الخمسين من توليته العرش، بنى أول هرم فى دهشور، (ويُسمى الهرم الأسود) الذى صاحب إنشاؤه مشاكل انشائية تسببت فى ترك المشروع قبل اكتماله، وقرر بناء هرم جديد فى الهوارة فى حوالى السنة الخامسة عشر من حكمه، ولقد ضم هذا الهرم بعض أعقد الاحتياطات الأمنية التى عُثر عليها فى مصر، وعلى الرغم من ذلك فقد سرقت مقبرة أمنمحات الثالث فى العهود القديمة.. وتم استخدام هرم دهشور فى دفن العديد من سيدات العائلة الملكية، ودُفنت ابنته نِفِرو-پتاح فى هرم منفصل (عُثر عليه فى عام 1956) على بعد 2 كم جنوب غرب هرم الفرعون.

كما شيد قصر التيه، والذى وصفه المؤرخ سترابو بأنه أعجوبة من عجائب الدنيا..

وعن الحملات العسكرية التى تمت فى عهد الملك فقد قام ببعثة صغيرة تمت فى العام التاسع من حكمه حيث تم العثور على نقش صخرى بالنوبة بالقرب من حصن قمنة تؤكد هذه الحملة، كما تم تدوين إرسال العديد من الحملات إلى مناطق التنقيب عن المعادن تحت إمرة هذا الملك معروف منها حملتان تم إرسالهما إلى وادى الهودى بالقرب من حدود مصر الجنوبية، كما توجد حملات أخرى تم إرسالها إلى وادى الحمامات، كما تم اكتشاف لوحة بمرسى علم على ساحل البحر الأحمر تشير إلى إحدى الحملات إلى بلاد بونت تحت إمرة الملك أمنمحات الثالث.

إن فترة حكم أمنمحات الثالث تُعتبر العصر الذهبى للدولة الوسطى، فهو من أفضل ملوك الدولة الوسطى.