الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الدفاع الجوى حماة سماء مصــــــــر ودرعها الواقية

أكد الفريق محمد حجازى، قائد قوات الدفاع الجوى، أن القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة تولى قوات الدفاع الجوى كل الدعم لضمان التطوير المستمر بكل أسلحة ومعدات قوات الدفاع الجوى لامتلاك القدرة على المستوى الذى يليق بالدولة المصرية، مضيفًا فى حواره بمناسبة «عيد الدفاع الجوى»، أن الدولة تهتم بكل ما يجرى حولها من أحداث ومتغيرات فى المنطقة والتهديدات التى تتعرض لها كافة الاتجاهات الآن وما تثيره من قلق بشأن المستقبل ليست بعيدة عن أذهانها، لكن يظل دائمًا وأبدًا للقوات المسلحة أهدافها وبرامجها وأسلوبها فى المحافظة على كفاءتها سلمًا وحربًا.. وإلى نص الحوار..



¶ تحتفل قوات الدفاع الجوى كل عام فى الثلاثين من يونيو بعيد الدفاع الجوى.. نرجو منكم إلقاء الضوء على أسباب اختيار ذلك اليوم؟

- صدر القرار الجمهورى رقم (199) الصادر فى الأول من فبراير 1968 بإنشاء قوات الدفاع الجوى لتمثل القوة الرابعة فى قواتنا المسلحة الباسلة، وتحت ضغط هجمات العدو الجوى المتواصل بأحدث الطائرات (فانتوم، سكاى هوك) ذات الإمكانيات العالية مقارنة بوسائل الدفاع الجوى المتيسرة فى ذلك الوقت تم إنشاء حائط الصواريخ، ومن خلال التدريب الواقعى فى ظروف المعارك الحقيقية خلال حرب الاستنزاف تمكنت تجميعات الدفاع الجوى صباح يوم 30 يونيو 1970 من إسقاط (2) طائرة فانتوم، و(2) طائرة سكاى هوك وتم أسر ثلاثة طيارين إسرائيليين وكانت هذه أول مرة تسقط فيها طائرة فانتوم وتوالى بعد ذلك سقوط الطائرات حتى وصل إلى (12) طائرة بنهاية الأسبوع، وهو ما أطلق عليه أسبوع تساقط الفانتوم واتخذت قوات الدفاع الجوى يوم الثلاثين من يونيو عام 1970 عيدًا لها، ويعتبر ذلك اليوم هو البداية الحقيقية لاسترداد الكرامة ومنع طائرات العدو من الاقتراب من سماء الجبهة المصرية.

¶ يتردد دائمًا أثناء الاحتفال بعيد قوات الدفاع الجوى كلمة (حائط الصواريخ).. ماذا تعنى هذه الكلمة وكيف تم إنشاء هذا الحائط؟

- حائط الصواريخ هو تجميع قتالى متنوع من الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات فى أنساق متتالية داخل مواقع ودشم محصنة قادرة على صد وتدمير الطائرات المعادية فى إطار توفير الدفاع الجوى عن التجميع الرئيسى للتشكيلات البرية والأهداف الحيوية والقواعد الجوية والمطارات على طول الجبهة غرب القناة مع القدرة على تحقيق امتداد لمناطق التدمير لمسافة لا تقل عن (15) كم شرق القناة، هذه المواقع تم إنشاؤها وتحصينها تمهيدًا لإدخال الصواريخ المضادة للطائرات بها، وقد تم بناء هذا الحائط فى ظروف بالغة الصعوبة، وهنا يجب الإشارة للتلاحم بين الشعب المصرى وأبنائه من قوات الدفاع الجوى أثناء الإعداد والتجهيز للحرب، حيث كان الصراع بين الذراع الطولى لإسرائيل المتمثل فى قواتها الجوية لمنع إنشاء هذه التحصينات وبين رجال الدفاع الجوى ومن خلفهم أبطال الشركات المدنية للإنشاءات أثناء تجهيز الدشم المحصنة وكذلك توفير الوقاية المباشرة عن هذه المواقع بالمدفعية المضادة للطائرات، ورغم التضحيات العظيمة التى تحملها رجال الدفاع الجوى والمدنيين من شعب مصر العظيم، كان العدو ينجح فى معظم الأحيان فى إصابة أو هدم ما تم تشييده، وقام رجال الدفاع الجوى بدراسة بناء حائط الصواريخ باتباع أحد الخيارين:

الخيار الأول: القفز بكتائب حائط الصواريخ دفعة واحدة للأمام واحتلال مواقع ميدانية متقدمة دون تحصينات وقبول الخسائر المتوقعة لحين إتمام إنشاء التحصينات.

الخيار الثانى: الوصول بكتائب حائط الصواريخ لمنطقة القناة على وثبات أطلق عليها (أسلوب الزحف البطىء) وذلك بأن يتم إنشاء تحصينات كل نطاق واحتلاله تحت حماية النطاق الخلفى له وهكذا، وهو ما استقر الرأى عليه وفعلًا تم إنشاء مواقع النطاق الأول شرق القاهرة وتم احتلالها دون أى رد فعل من العدو وتم التخطيط لاحتلال ثلاث نطاقات جديدة تمتد من منتصف المسافة بين غرب القناة والقاهرة، وتم تنفيذ هذه الأعمال بنجاح تام وبدقة عالية، جسدت بطولات وتضحيات رجال الدفاع الجوى وكانت ملحمة وعطاء لهؤلاء الرجال فى الصبر والتصميم والتحدى، ومنع العدو الجوى من الاقتراب من قناة السويس.

فخلال خمس أشهر (إبريل، مايو، يونيو، يوليو، أغسطس) عام1970 استطاعت كتائب الصواريخ المضادة للطائرات من إسقاط وتدمير أكثر من (12) طائرة فانتوم وسكاى هوك وميراج، ما أجبر إسرائيل على قبول (مبادرة روجرز) لوقف إطلاق النار اعتبارًا من صباح 8 أغسطس 1970، لتسطر قوات الدفاع الجوى أروع الصفحات وتضع فى عام 1970 اللبنة الأولى فى صرح الانتصار العظيم للجيش المصرى فى حرب أكتوبر 1973.

¶ كيف قام الدفاع الجوى المصرى بتحطيم أسطورة الذراع الطولى لإسرائيل فى حرب أكتوبر 1973؟

- إن الحديث عن حرب اكتوبر73 لا ينتهى، وإذا أردنا أن نسرد ونسجل الأحداث كلها فسيتطلب ذلك العديد من الكتب حتى تحوى كل الأحداث، وسنكتفى بذكر نبذة عن دور قوات الدفاع الجوى فى هذه الحرب، ولكى نبرز أهمية هذا الدور فيجب أولًا معرفة موقف القوات الجوية الإسرائيلية وما وصلت إليه من كفاءة قتالية عالية وتسليح حديث متطور، حيث بدأ مبكرًا التخطيط لتنظيم وتسليح القوات الجوية الإسرائيلية بأحدث ما وصلت إليه الترسانة الجوية فى ذلك الوقت بشراء طائرات ميراج من فرنسا والتعاقد مع الولايات المتحدة على شراء الطائرات الفانتوم وسكاى هوك حتى وصل عدد الطائرات قبل عام 1973 إلى (600) طائرة أنواع مختلفة، ولقد بدأ رجال الدفاع الجوى الإعداد والتجهيز لحرب التحرير واستعادة الأرض والكرامة فى أكتوبر 1973 من خلال استكمال التسليح لأنظمة جديدة لرفع مستوى الاستعداد القتالى واكتساب الخبرات القتالية العالية خلال فترة وقف إطلاق النار، وتم وصول عدد من وحدات الصواريخ الحديثة سام-3 (البتشورا) وانضمامها لمنظومات الدفاع الجوى بنهاية عام 1970، وإدخال منظومات حديثة من الصواريخ ( سام-6) فى عام 1973.

وخلال فترة وقف إطلاق النار نجحت قوات الدفاع الجوى فى حرمان العدو الجوى من استطلاع قواتنا غرب القناة بإسقاط طائرة الاستطلاع الإلكترونى (الإستراتوكروزار) صباح يوم 17 سبتمبر 1971، وكانت مهمة قوات الدفاع الجوى بالغة الصعوبة لأن مسرح العمليات لا يقتصر فقط على جبهة قناة السويس، بل يشمل مساحة مصر كلها بما فيها من أهداف حيوية سياسية واقتصادية وقواعد جوية ومطارات وقواعد بحرية وموانئ استراتيجية، وفى اليوم الأول للقتال فى السادس من أكتوبر هاجم العدو الإسرائيلى القوات المصرية القائمة بالعبور حتى آخر ضوء بعدد من الطائرات كرد فعل فورى توالى بعدها هجمات بأعداد صغيرة من الطائرات خلال ليلة 6_7 أكتوبر تصدت لها وحدات الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات ونجحت فى إسقاط أكثر من (25) طائرة، بالإضافة لإصابة أعداد أخرى وأسر عدد من الطيارين، وعلى ضوء ذلك أصدر قائد القوات الجوية الإسرائيلية أوامره للطيارين بعدم الاقتراب من قناة السويس لمسافة أقل من 15 كم، وفى صباح يوم 7 أكتوبر قام العدو بتنفيذ هجمات جوية على القواعد الجوية والمطارات المتقدمة وكتائب الرادار ولكنها لم تجنى سوى الفشل ومزيد من الخسائر فى الطائرات والطيارين، وخلال الثلاثة أيام الأولى من الحرب فقد العدو الجوى الإسرائيلى أكثر من ثلث طائراته وأكفأ طياريه الذى كان يتباهى بهم، وكانت الملحمة الكبرى لقوات الدفاع الجوى خلال حرب أكتوبر مما جعل (موشى ديان) يعلن فى رابع أيام القتال عن أنه عاجز عن اختراق شبكة الصواريخ المصرية وذكر فى أحد الأحاديث التليفزيونية يوم 14 أكتوبر 73 (أن القوات الجوية الإسرائيلية تخوض معارك ثقيلة بأيامها ثقيلة بدمائها).

¶ تعتبر منظومة الدفاع الجوى المصرى من أعقد مظومات الدفاع الجوى فى العالم حيث تشتمل على العديد من الأنظمة المتنوعة.. نرجو إلقاء الضوء على عناصر بناء المنظومة؟

- هناك صراع دائم ومستمر بين منظومات الدفاع الجوى وأسلحة الجو المتمثلة فى العدائيات الجوية الحديثة التى أصبحت لا تقتصر على الطائرات المقاتلة بل شملت أسلحة الهجوم الجوى الحديثة المسلحة بها الطائرات وبرز حاليًا التحدى الأكبر وهى الطائرات الموجهة بدون طيار بتعدد استخدامتها وأساليبها وإمكانيتها وأضيف عليها الصواريخ البالستية والطوافة وكافة أنواع الأسلحة الذكية ذات الأبعاد المتعددة والمزودة بإمكانيات تكنولوجية وفضائية، ما يستوجب تواجد منظومة دفاع جوى متكاملة مزودة بأنظمة من مصادر تسليح متنوعة من دول مختلفة سواء الشرقى أو الغربى بتقنيات حديثة وتكنولوجيا معقدة يجعلها من أعقد المنظومات فى العالم وهذا يتطلب جهدًا كبيرًا لتتوافق عمل هذه الأنظمة مع بعضها للتكامل وتكون قادرة على التعامل مع تلك العدائيات، وتتم السيطرة على المنظومة بواسطة نظام متكامل للقيادة والسيطرة من خلال مراكز قيادة وسيطرة على مختلف المستويات تعمل فى تعاون وثيق مع القوات الجوية والحرب الإلكترونية للضغط المستمر على العدو الجوى ومنعه من تنفيذ مهامه وإفشال هدفه وتكبيده أكبر خسائر ممكنة.

وتولى القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة اهتمامًا كبيرًا فى دعم قوات الدفاع الجوى بتوفير أحدث الأنظمة من عناصر الاستطلاع والإنذار والعناصر الإيجابية وكذا تطوير مراكز القيادة والسيطرة لتتمكن قوات الدفاع الجوى من التعامل مع كل التهديدات والتحديات الحديثة. ¶ تهتم القوات المسلحة بالتعاون العسكرى مع العديد من الدول العربية والأجنبية والذى يعتبر إحدى ركائز التطوير، فكيف يتم تنفيذ ذلك فى قوات الدفاع الجوى؟

- هناك اهتمام دائم من قوات الدفاع الجوى على امتلاك القدرات والإمكانيات القتالية التى تمكنها من أداء مهامها بكفاءة عالية من خلال تطوير وتحديث أنظمة الدفاع الجوى مع مراعاة تنوع مصادر السلاح طبقًا لأسس علمية يتم إتباعها فى القوات المسلحة، ويأتى بعد ذلك نتيجة لقوة الدولة وبالاستفادة بعلاقاتها السياسية المتنوعة وأهميتها فى محيطها الإقليمى والدولى مرحلة التعاون العسكرى مع الدول الشقيقة والصديقة بمجالاته المختلفة ويتم تنفيذ ذلك فى قوات الدفاع الجوى من خلال ثلاث مسارات:

المسار الأول: تنفيذ التدريبات المشتركة مثل مثل «التدريب المصرى _ الأمريكى المشترك (النجم الساطع)، التدريب المصرى _ اليونانى المشترك (ميدوزا)، التدريب البحرى المصرى _ الفرنسى المشترك (كليوباترا)، التدريب المصرى _ الإردنى المشترك (العقبة)، التدريب المصرى _ الكويتى المشترك (اليرموك)، التدريب العربى المشترك (درع العرب)، لاكتساب الخبرات والتعرف على أحدث أساليب التخطيط وإدارة العمليات فى هذه الدول، وهناك تدريبات ذات طبيعة خاصة بقوات الدفاع الجوى تتميز بالتخصصية مثل «التدريبات مع الجانب الأمريكى لمجابهة الطائرات الموجهة بدون طيار، التدريب المصرى _ الروسى المشترك (سهم الصداقة)، التدريب المصرى _ الباكستانى المشترك (حماة السماء)، ونخطط لتدريبات مشتركة مع دول أخرى فى المستقبل القريب بما يزيد من الروابط مع الدول الصديقة ويساعد على تبادل الخبرات والمهارات، ونظرًا للدور الرائد لقوات الدفاع الجوى المصرى على المستوى الإقليمى والعالمى، تسعى عدد من الدول لزيادة محاور التعاون فى كل المجالات (التدريب، التطوير، التحديث).

المسار الثانى: تأهيل مقاتلى قوات الدفاع الجوى من القادة والضباط من خلال إيفاد عدد من ضباط الدفاع الجوى المتميزين للتأهيل بالدول الشقيقية والصديقة من خلال دراسة العلوم العسكرية الحديثة بالكليات العسكرية المتميزة.

المسار الثالث: تطوير وتحديث الأسلحة والمعدات بما يحقق تنمية القدرات القتالية للقوات والمحافظة على حالة الاستعداد القتالى لمنظومة الدفاع الجوى طبقًا لعقيدة القتال المصرية، بالإضافة لأعمال العمرات وإطالة أعمار المعدات الموجودة بالخدمة حاليًا بالتعاون مع الدول الصديقة والشقيقة من خلال خطة محددة ومستمرة.

¶ يواكب التطور السريع فى تكنولوجيا الطيران تطور أسرع فى تكنولوجيا الدفاع الجوى.. فما هو الدور الذى قامت به كلية الدفاع الجوى لإعداد الطلاب فى ظل التطور فى التكنولوجيا؟

- تعتبر كلية الدفاع الجوى من أعرق الكليات العسكرية على مستوى الشرق الأوسط فمنذ إنشاء مدرسة المدفعية المضادة للطائرات فى مصر كأول نواة لتدريب ضباط الدفاع الجوى وما أعقبه من صدور أمر تشكيل كلية الدفاع الجوى فى يوليو 1974 كأحد الدروس المستفادة بعد حرب أكتوبر تم تطوير الدراسة بها بإدخال التعليم الهندسى لمواكبة التطور التكنولوجى فى أسلحة ومعدات الدفاع الجوى الحديثة فى سبتمبر 197.

ونظرًا لأهمية دور كلية الدفاع الجوى فى الوصول بخريجى كلية الدفاع الجوى لأعلى المستويات العلمية، لا تتوقف أعمال التطوير والتحديث فى المناهج العلمية الهندسية والتكنولوجية والمعامل الهندسية لضمان تخريج ضباط قادرين على التعامل مع أحدث الأسلحة والمعدات ذات التقنية الحديثة والأنظمة الإلكترونية المعقدة، وهو ما يظهر جليًا فى الأنشطة العلمية لمدرسى وطلبة الكلية خلال فترة الدراسة والمشاريع الهندسية لخريجى الكلية والتى يمكن اعتبارها نواة لبحوث تطوير (أسلحة الدفاع الجوى _ المقلدات).

ولا يقتصر دور كلية الدفاع الجوى على تخريج ضباط الدفاع الجوى المصريين، فقط بل يمتد هذا الدور ليشمل تأهيل طلبة من الدول العربية والإفريقية الصديقة، وتنفيذ التدريب العملى من خلال الفصول التعليمية والتى بها أجزاء ومقاطع من محطات الصواريخ الحقيقية باستخدام الوسائط المتعددة ومساعدات التدريب المتطورة والمقلدات التى تحاكى المعدات الحقيقية، علاوة على حضور إحدى مراحل معسكرات التدريب المركز لوحدات فرعية الدفاع الجوى يتم من خلالها التدريب على تنفيذ رمايات حقيقية لأنواع مختلفة من الصواريخ م. ط.

وفى إطار التطوير المستمر فى قواتنا المسلحة الباسلة تقوم قوات الدفاع الجوى باتخاذ الإجراءات التى تواكب هذا التطور من خلال عدة محاور:

المحور الأول.. (تطوير أسلوب اختيار أعضاء هيئة التدريس) بترشيح الضباط أوائل الدفعات للعمل بالكلية بعد اكتسابهم الخبرة العملية بالتشكيلات والوحدات.

المحور الثانى.. (تطوير وتحديث المناهج الدراسية بالكلية) عبر التحديث المستمر لمختلف المناهج التخصصية والعسكرية والهندسية بما يواكب مستجدات العصر والتطور التكنولوجى فى الأسلحة والمعدات، والعمل على بناء الشخصية القيادية بدراسة العلوم العسكرية وفن القيادة وتعظيم دراسة العلوم السلوكية والإنسانية والتأهيل النفسى.

المحور الثالث.. (تطوير الطرق وأساليب التدريس وابتكار مساعدات تدريب متطورة) عبر تزويد الفصول الدراسية والمعامل بأحدث الأجهزة وإعداد المادة العلمية للمواد الدراسية باستخدام (المالتى ميديا).

المحور الرابع.. (تطوير البيئة التعليمية بالكلية) ويشمل تطوير (المكتبات – ميادين الرماية والتدريب – الفصول التعليمية - المعامل الهندسية – مرافق الكلية – مستشفى الكلية – المنشآت الرياضية المختلفة بالكلية)، بالإضافة للاشتراك فى المسابقات العلمية.

المحور الخامس.. (تطوير أداء البحث العلمى) بإيجاد حلقة وصل مستمرة بين كلية الدفاع الجوى والجهات البحثية الأخرى (بالقوات المسلحة والجامعات المدنية المحلية والدولية).

¶ ما هو الهدف والعائد من تنظيم كلية الدفاع الجوى لمؤتمرات دولية ومسابقات للابتكارات العلمية فى مجال تكنولوجيا الاتصالات؟

- يقاس تقدم الأمم بمدى تقدمها وتطورها فى مجال البحث العلمى فهو يعتبر السبب الرئيسى لهذا التقدم، لفترة كبيرة كانت الدراسة فى كلية الدفاع الجوى تتم بصورة نمطية أسوة بالمناهج التعليمية المعتمدة من الجامعات المصرية، لكن كأحد الدروس المستفادة من التحليل والمتابعة المستمرة لنتائج الضباط المتميزة من قوات الدفاع الجوى الذين تم تأهيلهم داخل وخارج مصر وحصلوا على أعلى الدرجات العلمية (الماجستير، الدكتوراة) من خلال التعاون العلمى مع المعاهد والمراكز العلمية المناظرة فى الدول الشقيقة والصديقة، فكان لابد من تغيير فكر وأسلوب التدريس وتقييم العملية التعليمية بالكلية، وبالإضافة إلى انطلاق استراتيجية الدولة الحالية لتوطين الصناعات التكنولوجية كان لابد أن يظهر الدور المجتمعى ومشاركة أبنائنا من المجتمع المدنى وشباب المبتكرين للبحث عن حلول غير نمطية لمجابهة الأسلحة المتطورة والتى تمثل عبئًا إضافيًا على قوات الدفاع الجوى فى التصدى لها، بالإضافة إلى قياس المستوى العلمى الحقيقى لطلبة كلية الدفاع الجوى من خلال منافستهم مع زملائهم فى الكليات والمعاهد العلمية سواء المحلية أو العالمية المناظرة، فتم التخطيط لتنفيذ المؤتمر العلمى الدولى الأول للاتصالات (ITC-EGYPT) بكلية الدفاع الجوى فى يوليو 2021 لتنمية مجالات التعاون العلمية والبحثية باشتراك أعضاء هيئة التدريس والدارسين وهو ما أثبت مدى جدارة أبناء كلية الدفاع الجوى بين أقرانهم على مستوى العالم وتستعد الكلية حاليا لانعقاد المؤتمر العلمى فى نسخته الثانية خلال يوليو 2022.

 وبدعم وإشراف من القيادة العامة للقوات المسلحة لاستكمال النجاح الذى تم تحقيقه العام الماضى بتنظيم مسابقة الابتكارات العلمية بين أبناء الكليات والمعاهد العلمية المدنية المناظرة بتشريف القائد العام للقوات المسلحة، وتم عرض أحدث الابتكارات العلمية والتكنولوجية لأبنائنا فى الكليات العلمية والعملية سواء بالقوات المسلحة أو الجهات المدنية وظهر خلال المسابقة تطور الفكر ومدى استيعاب التكنولوجيا الحديثة لأبنائنا والذى يتم استخدامها فى إيجاد حلول غير نمطية لكل النقاط البحثية تحت الدراسة مما يكون له مردود إيجابى على قوات الدفاع الجوى فى تطوير فكر أبنائه الضباط ومساهمتهم فى تطوير وتحديث نظم التسليح المختلفة.

¶ أدى التطور الهائل فى أسلوب الحصول على المعلومات وتعدد مصادر الحصول عليها لعدم وجود أسرار عن أنظمة التسليح فى معظم دول العالم.. فما هو الحل للحفاظ على سرية أنظمة التسليح بقوات الدفاع الجوى؟

- فى عصر السماوات المفتوحة أصبح العالم قرية صغيرة وتعددت وسائل الحصول على المعلومات سواءً بالأقمار الصناعية أو أنظمة الإستطلاع الإلكترونية المختلفة وشبكات المعلومات الدولية، بالإضافة إلى وجود الأنظمة الحديثة القادرة على التحليل الفورى للمعلومة وتوفر وسائل نقلها باستخدام تقنيات عالية الجودة مما يجعل المعلومة متاحة أمام من يريدها، لكن هناك شىء هام وهو ما يعنينا فى هذا الأمر، هو فكر استخدام الأنواع المختلفة من الأسلحة والمعدات الذى يحقق لها تنفيذ المهام بأساليب وطرق غير نمطية فى معظم الأحيان، بما يضمن لها التنفيذ الكامل فى إطار خداع ومفاجأة الجانب الآخر، والدليل على ذلك أنه فى بداية نشأة الدفاع الجوى تم تدمير أحدث الطائرات الإسرائيلية (الفانتوم) من خلال منظومات الصواريخ المتوفرة لدينا فى ذلك الوقت وكذا التحرك بسرية كاملة لإحدى كتائب الصواريخ لتنفيذ كمين لإسقاط طائرة الإستطلاع الإلكترونى (الإستراتكروزر) المزودة بأحدث وسائل الإستطلاع الإلكترونى بأنواعه المختلفة وحرمان العدو من استطلاع القوات غرب القناة باستخدام أسلوب قتال لم يعهده العدو من قبل (وهو تحقيق امتداد لمناطق تدمير الصواريخ لعمق أكبر شرق القناة)، ونحن لدينا اليقين إلى أن السر لا يكمن فقط فى ما نمتلكه من أسلحة ومعدات ولكن مما لدينا من قدرة على تطوير فى أسلوب استخدام السلاح والمعدة بما يمكنها من تنفيذ مهامها بكفاءة تامة، علاوة على الارتقاء المستمر بمستوى تأهيل الفرد المقاتل.

¶ أكدت خبرات الحروب المصرية أن سر نجاح القوات المسلحة يكمن فى العنصر البشرى.. فماذا أعددتم للارتقاء بأداء الجندى المقاتل علميًا وبدنيًا ونفسيًا؟

- إن تطوير وتحديث قوات الدفاع الجوى يعتمد على منهج علمى مدروس بعناية فائقة بما يحقق تنمية القدرات القتالية للقوات وإجراء أعمال التطوير والتحديث الذى تتطلبه منظومة الدفاع الجوى المصرى وطبقا لعقيدة القتال المصرية، وتدرك قيادة الدفاع الجوى أن الثروة الحقيقية تكمن فى الفرد المقاتل الذى يعتبر الركيزة الأساسية للمنظومة القتالية لقوات الدفاع الجوى، فكان لزامًا علينا أن نقوم بتأهيله (معنويًا_ نفسيًا_ بدنيًا _ فنيًا _ انضباطيًا) طبقًا لأسس ومعايير دقيقة حيث يتم رفع المستوى التدريبى من خلال اتباع سياسة راقية تعتمد على الاستفادة من جميع وسائل وطرق التدريب المتطورة، بالإضافة للتوسع فى استخدام المقلدات الحديثة وتدريب الأفراد على الرمايات التخصصية فى ظروف مشابهة للعمليات الحقيقية، بالاستفادة بما يمتلكه مركز التدريب التكتيكى لقوات الدفاع الجوى من تجهيزات متطورة تتوائم مع الأنظمة المتطورة للصواريخ المضادة للطائرات، مع استمرار العمل فى تطوير وتحديث مراكز التدريب طبقا للخطط المصدق عليها من القيادة العامة للقوات المسلحة للوصول بمقاتلى الدفاع الجوى لأعلى مستوى الاحتراف، وأيضًا عبر التدريبات المشتركة مع الدول العربية الشقيقة والأجنبية الصديقة لاكتساب الخبرات والتعرف على أحدث أساليب تخطيط إدارة العمليات بقوات الدفاع الجوى بهذه الدول، وبالتالى وصل مستوى الفرد المقاتل بقوات الدفاع الجوى لدرجة من المهارة والاحتراف فى لاستخدام أسلحة ومعدات الدفاع الجوى يجعله يتفوق على أقرانه من الدول الأخرى.

كما تولى قيادة قوات الدفاع الجوى الاهتمام الكامل بمقاتليها فى جميع مواقعهم من خلال إعادة توفير سبل الإعاشة الحضارية، وذلك بإنشاء معسكرات الإيواء الحضارية للوحدات المقاتلة «الميسات المتطورة ومجمعات الخدمات المتكاملة» للترفيه عن الضباط وضباط صف والجنود ورفع الروح المعنوية ولا نغفل أهمية ترسيخ العقيدة الدينية المتفردة للمقاتل المصرى التى تميزه عن باقى المقاتلين.

¶ يعد الاهتمام بالجانب المعنوى شرطًا ضروريًا للارتقاء بمستوى أداء مقاتلى قوات الدفاع الجوى. ماذا تقدمون فى هذا الجانب لأبنائكم المقاتلين؟

- الفرد داخل قوات الدفاع الجوى هو فرد داخل أسرة كبيرة، وهذا ما نحرص على غرسه فى أبنائنا المقاتلين، وأن الفرد هو اللبنة الحقيقية لبناء الوحدة المقاتلة ولابد من شموله بالتوعية والتدريب والحفاظ على روحه المعنوية، ونؤمن داخل قوات الدفاع الجوى بأهمية توفير المناخ المناسب والرعاية اللازمة لرجالنا كمقابل بسيط لما يقدمونه من جهد وعرق كل فى موقعه، إذ تم إنشاء مجموعة من دور الدفاع الجوى لتقديم الخدمات الاجتماعية للضباط وأسرهم فى القاهرة، والإسكندرية، والساحل الشمالى، والغردقة وأحدثها دار الدفاع الجوى بالعاصمة الإدارية الجديدة، فضلًا عن التطوير المتلاحق للقرية الأوليمبية المتكاملة بما تمثله من قيمة مضافة لخدمة القطاع الرياضى المدنى بما تحتويه من أنشطة رياضية مختلفة تناسب جميع الفئات لتأهيل أبناء قوات الدفاع الجوى وأسرهم وكذا المدنيين.

وتحرص قيادة قوات الدفاع الجوى على تحفيز القادة والضباط وبث روح التنافس الشريف بينهم عن طريق تنظيم المسابقات (العلمية، الرياضية) وتكريم المتميزين منهم، كما تنظم قوات الدفاع الجوى (المسابقات، حفلات التكريم للمتميزين علميًا) من أبناء الضباط، كما تهتم قوات الدفاع الجوى بالزيارات لأبنائها المصابين بالمستشفيات دوريًا للاطمئنان عليهم كنوع من المشاركة المجتمعية المستحقة لهؤلاء الرجال، وتتعدد وسائل رفع الروح المعنوية داخل قوات الدفاع الجوى مما يدعم التقارب بين أفرادها لتكون حقًا أسرة الدفاع الجوى.

¶ لو راجعنا سيناريو الحروب الحديثة سواء السابقة أو الحالية (الحرب الروسية _الأوكرانية) نجد أن تحييد سلاح الدفاع الجوى يأتى كأسبقية أولى فى أى حرب.. هل توضح لنا ما يمثله ذلك من عبءعلى قوات الدفاع الجوى؟

- نتيجة المتغيرات الحادة التى تشهدها الساحة الدولية اليوم والتطور السريع والحاد فى تكنولوجيا التسليح، فإن امتلاك قوة الردع وأساليب مجابهتها أصبح أكثر طلبًا وأشد إلحاحًا وأصبحت القوة العسكرية لأى دولة من المتطلبات الأساسية للدفاع عن الحقوق ولحماية المصالح ولدرء المعتدين صونًا لأمنها القومى، ويأتى دور قوات الدفاع الجوى ليؤكد هذا المضمون فى ظل التوسع فى استخدام القوات الجوية وأسلحة الهجوم الجوى الحديثة بصورها ومدياتها المختلفة حيث يتم بصورة مستمرة متابعة كل جديد فى مجال تكنولوجيا التسيلح أو فكر الاستخدام لأسلحة الهجوم الجوى المتطورة وتنفيذ الدراسة والتحليل اللازم للوصول لأنسب تطوير مطلوب فى الأسلحة والمعدات وتحديث فكر الاستخدام وأساليب التدريب لمقاتلى الدفاع الجوى.

وقوات الدفاع الجوى كأحد الأفرع الرئيسية لقواتنا المسلحة تسعى جاهدة إلى أداء المهام المنوطة بها بعزم رجالها وتوجيهات القيادة العامة فى إطار المهمة الرئيسية للقوات المسلحة للمحافظة على الأمن القومى المصرى وحماية سماء مصرنا الحبيبة، وتظهر أهمية دور الدفاع الجوى من خلال طبيعة المهمة الملقاة على عاتقه لمواجهة أى تهديدات محتملة فى أى وقت وتحت مختلف الظروف، بالإضافة إلى الاستغلال الأمثل للإمكانيات لتنفيذ تلك المهمة الدائمة والمستمرة بمراقبة وتأمين المجال الجوى المصرى وتأمين التجميعات الرئيسية للقوات المسلحة والأهداف الحيوية على كافة الاتجاهات الاستراتيجية لاكتشاف العدو الجوى وإنذار القوات عنه فى التوقيت المناسب والتى تتطلب استعدادًا قتاليًا وكفاءة قتالية عالية فى السلم والحرب لاستيعاب التكنولوجيا المتقدمة (فرجال الدفاع الجوى هم عيون مصر الساهرة). 

¶ توصف قوات الدفاع الجوى دائمًا بأنها درع السماء القادرة على صد أى عدوان جوى.. نطلب منكم رسالة طمأنينة للشعب المصرى عن قوات الدفاع الجوى؟

- فى البداية أود أن أوضح أمرًا هامًا جدًا نحن كرجال عسكريين نعمل طبقًا لخطط وبرامج محدده وأهداف واضحة، إلا أننا فى ذات الوقت نهتم بكل ما يجرى حولنا من أحداث ومتغيرات فى المنطقة والتهديدات التى تتعرض لها كافة الاتجاهات الآن وما تثيره من قلق بشأن المستقبل ليست بعيدة عن أذهاننا، لكن يظل دائمًا وأبدًا للقوات المسلحة أهدافها وبرامجها وأسلوبها فى المحافظة على كفاءتها سلمًا وحربًا، وعندما نتحدث عن الاستعداد القتالى لقوات الدفاع الجوى فإننا نتحدث عن الهدف الدائم والمستمر لهذه القوات بحيث تكون قادرة فى مختلف الظروف على تنفيذ مهامها بنجاح، ويتم تحقيق الاستعداد القتالى العالى والدائم من خلال الحفاظ على حالات وأوضاع استعداد متقدمة تكون عليها القوات طبقًا لحسابات ومعايير فى غاية الدقة، فإننا دائمًا نضع نصب أعيننا الإعداد والتجهيز باستشراف الغد وبالتطوير المستمر.

وأؤكد للشعب المصرى، أن قيادتنا السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة تولى قوات الدفاع الجوى كافة الدعم لضمان التطوير المستمر بكافة أسلحة ومعدات قوات الدفاع الجوى لإمتلاك القدرة على المستوى الذى يليق بالدولة المصرية، وأود أن أطمئن الشعب المصرى إن قوات الدفاع الجوى القوة الرابعة فى القوات المسلحة المصرية تعمل ليل نهار سلمًا وحربًا فى كل ربوع مصر، عازمة على حماية سماء مصر ضد كل من تسول له نفسه الاقتراب منها، ونعاهد الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، والفريق أول محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، على أن نسير قدمًا فى تطوير وتحديث قوات الدفاع الجوى وأن نظل دومًا جنودًا أوفياء حافظين العهد مضحين بكل غال ونفيس نحفظ للأمة هيبتها ولسماء مصر قدسيتها لتظل مصر درعًا لأمتنا العربية».