الثلاثاء 23 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
سند الأمة العربية

سند الأمة العربية

منذ عدة سنوات كنت على يقين أن دولة ٣٠ يونيو مهما واجهت من تحديات عظيمة سوف تنتصر فى النهاية.. الدول التى تبنى نفسها بعد سنوات الخراب تقع دائمًا بين المطرقة والسندان هذه هى القاهرة التى يعرفها الجميع دائما وأبدا ترفع رأسها إلى عنان السماء.. تظل مهما قابلت الأمواج العاتية المتلاطمة قلب العروبة وسند الأمة العربية فى الشدة والرخاء. 



تبسط القاهرة أجنحتها على الشرق منذ سنوات طويلة.. وتسير الجمهورية الجديدة على الطريق المستقيم وبهدوء شديد تكتب تاريخًا بماء الذهب فى سجل الشرف بين الدول.. التقدير الذى تحظى به مصر شاهدناه جميعا خلال حفاوة الاستقبال من ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان قبيل انطلاق أعمال قمة «جدة للأمن والتنمية» والأكثر احترامًا وتقديرًا تلك الرسائل الواضحة شديدة الإنسانية التى أكد عليها الرئيس عبدالفتاح السيسى عندما قال : «إن الأزمات العالمية تفاقمت وزادت حدتها وألقت بظلالها على البشرية جمعاء، ويتعين على دولنا أن تكون لها إسهامات ملموسة لمواجهة التحديات خاصة أن الجميع تربطهم هوية  واحدة وهى الانتماء للإنسانية وأنه لم يعد مقبولًا أن يكون بين أمتنا العربية لاجئ أو نازح من الحروب، وحان الوقت لتضافر الجهود لوضع حد للصراعات والحروب فى المنطقة».

هنا فى القاهرة لا نؤسس جمهورية جديدة وإنما نؤسس ميثاقًا من السياسة النظيفة التى تبنى عليها العلاقات المحترمة بين الدول. 

لا نخفى سرًا عندما نقول: «إن البساطة والتأنى والتريث التى تنتهجها دولة ٣٠ يونيو فى السنوات  الماضية تدل على قمة النضج السياسى». 

العالم سيتغير والمنطقة العربية ستشهد تغيرات كبيرة فى السنوات المقبلة ولن يعلم حجم هذه التغيرات غير الواحد الأحد.. ولكن المُشاهدات الحالية سوف تُنبئ بالمستجدات المستقبلية.. لاسبيل أمام الشعوب العربية وسط هذه المتغيرات السياسية وصراعات القوى العظمى الضعيفة والقوية غير الوحدة والتكامل والتآخى بين الجميع.. السيناريوهات الأمريكية أصبحت مكشوفة للجميع وقد تعلمنا منها الكثير فى العشر سنوات الأخيرة.

قادة الدول العربية أصبحوا على يقين أن الثروات والخيرات التى وهبها الله لهذه المنطقة يجب أن تكون ملكًا للشعوب العربية. لم يعد من الممكن أو الجائز أن يظل الآخرون «يحلبون»| ثروات المنطقة وأن التكامل الاقتصادى بين الدول العربية أصبح السبيل الوحيد الذى من الممكن أن يقف ضد الانقلابات الاقتصادية التى تؤثر على شعوب العالم والمنطقة بعد أزمة كورونا والحرب الروسية - الأوكرانية.

لو لم يكن فى هذه المنطقة كل خيرات الدنيا ما جاءت الولايات المتحدة الأمريكية والرئيس جو بايدن لكى يذيب جبل الجليد الذى صنعه منذ عامين فى بداية حكمه ولولا التحركات الروسية الصينية تجاه الشرق ما تحركت أمريكا للحفاظ على مصالحها فى المنطقة.. الفرصة قائمة بين الأشقاء العرب لكى يصنعوا المجد والتاريخ لكل الأجيال القادمة لتنعم بالخير والسلام. تحيا مصر.