الأحد 15 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«خارجية النواب»: زيارة الرئيس لألمانيا تعزز التعاون السياسى والاقتصادى

أكد نواب أن مصر تُقيم علاقات دولية متوازنة وقالت النائبة هناء أنيس رزق الله، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أن مصر في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى حريصة على إقامة علاقات دولية متوازنة مع مختلف دول العالم، فمن السعودية للمشاركة فى قمة جدة للبناء والتنمية، إلى برلين للمشاركة فى حوار» بطرسبرج للمناخ»، ولم تترك محفلًا دوليًا إلا وكانت قضايا وهموم أشقائها العرب والأفارقة حاضرة وبقوة.



وقالت «أنيس»، أن مصر فى عهد الرئيس السيسى، شهدت دبلوماسيتها وسياستها الخارجية مرحلة جديدة، بعد أن عادت فيها قدراتها كقوة إقليمية لا يستهان بها، تستطيع أن تكون رقمًا مهمًا بين القوى الدولية الكبرى، معتمدة فى ذلك على معايير ثابتة ترتكز على احترام سيادة الدول الأخرى وعدم التدخل فى شؤونها، وتعزيز العمل المشترك القائم على التعاون الثنائى لخدمة قضايا بلادها، والنفع المتبادل اقتصاديًا وتجاريًا.

وأوضحت عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أن العلاقات التى تجمع بين مصر وألمانيا قديمة وراسخة تعود لأكثر من 70 عامًا، إلا أنها توطدت كثيرًا فى عهد الرئيس السيسى، فمصر ترى فى ألمانيا شريكًا أوروبيًا قويًا، وبرلين من ناحيتها ترى فى القاهرة قوة سياسية عربيًا وإفريقيًا.

وأشارت إلى أن هناك توافقا فى الرؤى حول قضايا المنطقة لا سيما القضية الفلسطينية والملف الليبى، فمصر ترى فى ألمانيا شريكًا أوروبيًا قويًا، وبرلين من ناحيتها ترى فى القاهرة قوة سياسية عربيًا، وبوابة الدخول نحو إفريقيا. أكد الدكتور محمد عبدالحميد وكيل أول لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب الأهمية الكبرى للزيارة التى يقوم بها حاليًا الرئيس عبدالفتاح السيسى لألمانيا لما سيكون لها من أثر كبير فى الدفع قدما بمسيرة التعاون المشترك بين البلدين الصديقين وعلاقاتهما الثنائية المتميزة وأيضا لتبادل وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وقال عبدالحميد إن هذه الزيارة للرئيس السيسى لها خصوصية باعتبارها الزيارة الأولى للرئيس السيسى فى ظل الحكومة الألمانية الجديدة التى تم انتخابها فى ديسمبر 2021 والتى تعد حكومة غير مسبوقة، حيث تتكون من ثلاثة أحزاب.

وأعرب «عبدالحميد» عن ثقته فى أن هذه الزيارة ستكون لها نتائجها الايجابية فى التعاون بين القاهرة وبرلين فى مختلف المجالات بصفةعامة وفى مجال التعاون الاقتصادى المشترك بين البلدين بصفة خاصة مشيرًا الى إن ألمانيا شريك وثيق لمصر فى مجالات كثيرة ومتعددة ومتشعبة تكاد تغطى جميع أوجه ومجالات التعاون، خاصة أن التعاون التجارى بين البلدين يبلغ 6 مليارات يورو سنويا استيرادًا أو تصديرًا بالإضافة لوجود ثلاثة آلاف شركة ألمانية سواء عاملة فى مصر بالفعل أو لها أفرع فيها أو مكاتب تمثيل.

وأكد الدكتور محمد عبدالحميد أن التعاون العلمى والتعليمى والثقافى بين القاهرة وبرلين على مستوى رفيع من الأداء، حيث لا توجد دولة أخرى فى العالم لها هذا القدر من العمق فى التعامل مع إلمانيا مثل علاقاتها مع مصر، مشيرا إلى أن طبقًا للاحصائيات وبلغة الارقام فإن مصر تستحوذ على 40% من ميزانية التعاون العلمى والثقافى لألمانيا خارج حدودها مشيرًا الى أنه من أبرز أوجه التعاون المشترك مشروع شركة «سيمنز» لبناء خطوط القطار السريع، والذى تبلغ تكلفته 8 مليارات يورو، وهو المشروع الذى اعتبرته الحكومة الألمانية مشروعا استراتيجيا للدولة الألمانية، وبالتالى كانت حريصة على دعمه وتقديم جميع التسهيلات لإنجازه اضافة إلى قيام  شركة «سيمنز» بإنشاء ثلاث محطات لتوليد الكهرباء والتى أحدثت نقلة نوعية فى إنتاج الكهرباء فى مصر وأصبح لدينا فائض من إنتاجها وباتت متوفرة لخدمة جميع أهداف التنمية الاقتصادية والصناعية والزراعية وغيرها.

أكد الدكتور محمد سليم عضو مجلس النواب أن الزيارة التى يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسى الى ألمانيا ستكون لها اثارها الإيجابية والكبيرة فى التنسيق والتعاون والعمل المشترك بين القاهرة وبرلين فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والصناعية وغيرها خاصة فى ظل العلاقات التاريخية والاستراتيجية التى تربط بين البلدين.

وقال «سليم» أن المانيا تأتى فى مقدمة الدول الأوروبية التى تنفذ العديد المشروعات الضخمة داخل مصر وتحظى بدعم استراتيجى كاملمن الدولة الألمانية بجميع أجهزتها وتساهم بصورة إيجابية وفعالة فى مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية فى مصر وهو ما جعل من ألمانيا شريكًا مهمًا لمصر فى التنمية وبناء المستقبل وليست شريكا تجاريا فقط.

مشيرًا إلى أن الواقع يؤكد أن هناك تنسيقًا وتشاورًا أساسيًا وتطابقًا فى وجهتى نظر البلدين فى الأمور السياسية المتعددة حيث يعملان سويا عن قرب نحو الدفع قدما بعملية السلام فى الشرق الأوسط وإحلاله وبناء أسس الدولة الليبية والعمل سويا والتعاون فى مجال مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، إلى جانب أن هناك تفهما ألمانيا لاحتياجات مصر لتحقيق الأمن والاستقرار فى منطقة تموج بالعديد من بؤر الاضراب عدم الاستقرار.

وأكد الدكتور محمد سليم أن ألمانيا كانت فى مقدمة دول العالم حرصًا على دعم مصر كمركز إقليمى للطاقة فى شرق المتوسط خاصة فيضوء التطورات الجارية فى الحرب الروسية الأوكرانية وانكشاف خطوط إمدادات الطاقة الأوروبية الواردة من روسيا، وبالتالى أصبح هنا كحديث بين مصر وألمانيا بالتعاون فى مجال الغاز الطبيعى لسد الاحتياجات الألمانية العاجلة مثمنًا تعاون القاهرة وبرلين فى مجال الطاقة المتجددة مثل الهيدروجين الأخضر وتحويل مصر لمركز لإنتاجه وتصديره إلى ألمانيا وأوروبا، وكذلك تعميق الشراكة فى مجال الطاقة بصفة عامة لسد احتياجات ألمانيا مشيرًا الى اهمية الشراكة بين الجانبين فى هذا المجال وإنتاج الهيدروجين الأخضر لأنه أمر يتعلق بتعميق البحث العلمى والاستثمار والتعاون التكنولوجى وهو ما يعد تطبيقا عمليا لتنوع الشراكة التى تتبعها الدولتان فى علاقتهما وحرص المانيا على نقل خبراتها التكنولوجية الكبيرة لمصر.

أكد الدكتور شريف الجبلى رئيس لجنة الشئون الإفريقية بمجلس النواب ورئيس لجنة العلاقات الدولية والتعاون وفض المنازعات بالبرلمان الإفريقى أن زيارة الرئيس السيسى لألمانيا تكتسب أهمية كبيرة على المستوى الدولى حيث يترأس بصورة مشتركة مع المستشار الألمانى أولاف شولتس لحوار «بترسبرج للمناخ» وهى اجتماعات سنوية تعقدها ألمانيا للدولة التى تستضيف مؤتمر الأمم المتحدة للتغيرات المناخية والذى ستستضيفه مصر هذا العام فى نوفمبر القادم بمدينة السلام العالمية شرم الشيخ المصرية.

وأعرب «الجبلى» عن ثقته التامة فى الاهتمام الكبير الذى يعطيه الرئيس السيسى بمشكلات وهموم القارة الإفريقية فى مثل هذه التجمعات الدولية رفيعة المستوى وطرح رؤية مصر لقضايا تغير المناخ وطرح الشواغل والهموم الإفريقية فى هذا المحفل الدولى واحتياجات القارة الإفريقية من التمويل والتكنولوجيا وكافة المتطلبات اللازمة للوصول إلى تحقيق أهداف اتفاقية باريس لتغير المناخ لمواجهة التداعيات السلبية والخطيرة لظاهرة تغير المناخ داخل دول القارة السمراء وهو ما سيكون بمثابة تحقيق مكاسب دولية كبيرة للقارة السمراء.

كما أكد الدكتور شريف الجبلى أن هذه الزيارة ستكون لها اثارها الايجابية على تحقيق المزيد من التعاون بين القاهرة وبرلين فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والصناعية والزراعية والسياحية وغيرها خاصة أن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر وألمانيا متفردة ومتميزة بأنها علاقات شراكة عميقة تتوافق وتتطابق مع رؤية مصر وفلسفتها الرامية إلى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية بمفهومها الشامل.

وأكد الدكتور شريف الجبلى اهمية المشاورات مع الجانب الألمانى للاستفادة من المنطقة الاقتصادية حول قناة السويس نظرا لقربها منأوروبا وافريقيا بصفة عامة وألمانيا بصفة خاصة لكى تصبح هذه المنطقة هى البديل الحقيقى لتصنيع مستلزمات الإنتاج سواء لألمانيا أوغيرها فى تلك المنطقة بحيث يتم نقل المصانع الألمانية من شرق آسيا والمناطق البعيدة إليها لتكون أكثر قربا لألمانيا عبر قناة السويس مشيرًا إلى الاهمية الكبيرة لهذا الملف من أجل العمل على التعاون بين مصر وألمانيا لصالح أوروبا وإفريقيا لزيادة التعاون الاقتصادى والاستثمارى بين القاهرة وبرلين ومختلف الدول الأوروبية والإفريقية.

وأشاد الدكتور شريف الجبلى بالبرنامج رفيع المستوى للتعاون الفنى بين البلدين والمعتمد له160 مليون يورو سنويا توجه لتنفيذ مشروعاتتنموية فى مصر فى مجالات المياه والصرف الصحى والتعليم مع تركيز شديد من الجانب الألمانى على النهوض بالتعليم الفنى بمصر خاصة فيما يتعلق حاليًا بتنفيذ مشروع لإعادة تأهيل المعاهد الزراعية فى مصر للتدريب على السبل الحديثة للزراعة والإرشاد الزراعى إلى جانب وجود ذات الأهمية فى الحرص على تطوير التعليم الصناعى سواء فى المدارس أو المعاهد الصناعية مؤكدًا اهمية هذا البرنامج لدعم الحكومة المصرية فى تنفيذ تكليفات الرئيس السيسى فى كل ما يتعلق بملف توطين الصناعة.