الإثنين 4 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«رُد قلبى».. والدراما الوطنية

«رُد قلبى».. والدراما الوطنية

من روائع السينما المصرية هذا العمل الفنى الذى نشاهده جميعًا صباح يوم ثورة ٢٣ يوليو المجيدة فى معظم الفضائيات الفنية.. فيلم “رُد قلبى” والذى تدور أحداثه فى تاريخ زمنى مهم من عُمر هذا الوطن،  تدور أحداث  الفيلم  فى البداية داخل هذا القصر الفخيم أيام الملكية حيث يعمل رب الأسرة الريس “عبدالواحد” ويقوم بدوره العملاق الفنان حسين رياض الذى يُشرف على حديقة ومزروعات  قصر أحد أمراء الأسرة المالكة. يربط الحب بين ابنه على وإنجى ابنة الباشا منذ الصغر، يصبح على ضابطًا فى الجيش  يكتشف علاء شقيق إنجى العلاقة بين أخته وعلى، فيقرر والده طرد الريس عبدالواحد من عمله، تتظاهر إنجى بقبول خطبة أحد الأمراء لها لتحمى حبيبها، يعتقد على أن إنجى تغدر به، وتمضى أحداث هذا الفيلم الذى يُعد من روائع  السينما المصرية.. وتستمر الأحداث الدرامية إلى أن تصل ما بعد ثورة 1952، حيث يرأس الضابط على لجنة مصادرة أملاك الأمير، تلقاه إنجى التى تظن أنه جاء شامتًا ولكنها تكتشف صدق عاطفته فتسلمه كل مجوهراتها عدا قلب فى سلسلة بسيطة كان  قد أهداها على إليها ومن هنا جاء اسم الفيلم.. إلى نهاية الأحداث التى يعرفها معظم المصريين خاصة أجيال الستينيات وما بعدها. 



 

قصدت أن أخرج قليلًا عن نمط الكتابة الأسبوعى لكى أدخل على بعض المناسبات القومية التى تخلد الذكريات الجميلة فى تاريخ مصر الحديث.. وكيف أن الأعمال الفنية من الممكن أن توثق جيدًا للتاريخ وتحفظ للأجيال الجديدة ذاكرة مهمة يصعب نسيانها بعيدًا عما يُكتب فى المراجع والكتب والمصادر التاريخية. 

 

الدراما فى هذا العصر تحديدًا أقوى بكثير من كتابة المقالات أو التحقيقات الصحفية التى نريد أن نوثق لها من خلال الأحداث المهمة والمعاصرة فى تاريخ الأمم والشعوب.. الأجيال الجديدة للأسف لم يعد لديها الوقت والزمن لتدخل إلى المكتبات العتيقة لتكتب أو تقرأ عن أحداث التاريخ ولكن الاتجاه الأعظم لكل دول العالم المتقدم أن تصنع تاريخها من خلال الأعمال الدرامية وترصد الملايين لهذه الأعمال حتى تخرج فى صورة مبهرة تجذب العدو قبل الصديق ليشاهد الأحداث التاريخية الفارقة فى حياة الأمم والشعوب.

 

ثورة 23 يوليو 1952 والتى انطلقت شرارتها منذ ما يقرب من 70 عامًا، وتحتفل مصر بذكراها، لم يقتصر أثرها على التغييرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية التى أحدثتها فى المجتمع المصرى، وإنما انطلقت إلى المنطقة العربية والإفريقية وحتى دول أمريكا اللاتينية، وجاءت الأعمال الفنية والسينمائية لتخلد فى عقول المصريين هذه الأحداث العظيمة التى لا يمكن أن تُمحى من ذاكرة الناس.

 

اطلعت على كتاب «اتجاهات الإنتاج السينمائى» من ثورة يوليو حتى ثورة يناير، للباحث الدكتور  ياقوت الديب الذى يؤكد  أن السينما المصرية خلال فترة حكم جمال عبدالناصر، قامت بإنتاج العديد من الأفلام التى تنتقد أنظمة الحكم قبل ثورة 23 يوليو 1952، وتناولت قضايا المجتمع السياسية والاجتماعية التى انعكست بالتالى على حياة الناس، ومن هذه القضايا: قضية الاحتلال الأجنبى للبلاد وممارسات الحكام، والتى تجلت فى أفلام مثل: يسقط الاستعمار، والمماليك، ورُد قلبى.. وغيرها من الأفلام التى رصدت التحولات السياسية والنضال الوطنى داخل المجتمع المصرى .

 

وفى هذا الإطار يجب أن أُشيد بالتوثيق لثورة 30يونيو من خلال الأجزاء الثلاثة التى عُرضت لمسلسل الاختيار الذى تابعه جموع الشعب المصرى وفى الوطن العربى وحظى بنسبة عالية من المُشاهدات .

 

وكان للرئيس عبد الفتاح السيسى تعليق على أحداث الجزء الثالث من المسلسل عند عرضه قائلًا: “إن ما عرضه المسلسل هو ما حدث فى الواقع فى ذلك التوقيت “.

 

من هنا فإن الدراما تلعب دورًا كبيرًا فى رصد الأحداث التى تدور داخل المجتمع وقت المحن والشدائد وبالفعل ترسخ الأحداث بصدق داخل عقول الشباب.

 تحيا مصر.