السبت 21 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
حالة مربوحة

حالة مربوحة

منذ انطلاقها المدوى فى رمضان الماضى ولا تزال «رحمة أحمد» تدهشنا، ولا تزال كما يقولون تحتل التريند وتمنح الجميع - خاصة الممثلين- دروسًا أو عِبَرًا. 



فى حوارها الأكثر أريحية وتلقائية وبراحًا وصدقًا فى برنامج (معكم منى الشاذلى) قدمت للممثلين  درسَ العمر.

سيبك من أنها ممثلة متمكنة خفيفة الظل استطاعت أن تشيل مسلسل وهى لا تزال فى بداية عثرات الطريق.

وسيبك من أن العبقرى أحمد مكى مع المخرج الكبير «أحمد الجندى» قد مهدا لها الأرض وفرشا لها السجاجيد الحمر ووجها الإضاءة و«الكهارب»  لتلمع وتعيد أمجاد الأجزاء الأولى من (الكبير أوى) 

كانت ضربة حظ؟ نعم كانت، وكانت موهبة متقدة وطموحات بكر وأحلامًا ممكنة تستند إلى موهبة وثقافة حقيقية - أنظر قراءاتها وتنوع معلوماتها ولإجادتها اللغة العربية،  وصحيح مخارج الألفاظ وتناغم وتماوج طبقات الصوت ،ثم راقب كيف للكاميرا بكلامك  هذا الحب والغرام لملامح وجهها؟

ضربة حظ؟

نعم، لكنها أمسكت بها ولم تضعها فهى ابنة المسرح - المغمورة سابقًا- والمشهورة حاليا وتعرف كيف تدير نفسها وتدير بوصلة جمهورها، فكان أن (افتكست) إيفيهاتها ولازماتها وبعض مشاهدها فى مسلسل (الكبير أوي)، تصرفت كبطلة تملك زمام نفسها.

سيبك من كل ده وركز فى أمر سيبدو شديد الأهمية فـ(حالة رحمة  أحمد) التى جاءت بمشهد حياتى فجائى ومغاير مع «منى الشاذلى التى استضافت (مربوحة ونفادي) معًا لنعرف أن «رحمة أحمد» هى زوجة الممثل «حاتم صلاح» الذى يؤدى دور (نفادي) فى مسلسل (الكبير  أوي)

حالة رحمة أحمد عكست أمرين وليس أمرًا واحدًا:

1- الأول هو حالة الوهج والصدق الفنيين اللذان عكسهما دور مفرقع و تقدر تقول عنه (رزق من ربنا)

2-ثانيهما تلك الحالة الحلوة والمتماسكة التى بدت عليها علاقة مربوحة ب”نفادى” كزوجين فى الحياة

من جلستهما داخل برنامج منى الشاذلى ستدرك حجم التناغم غير المصطنع بين ممثلين صارت الزوجة فيه نجمة متوجة وحصانًا جامحًا نحو النجومية وبدا الزوج ممثل دور ثانى على أقصى تقدير و يتعلم أنه من دفع بزوجته نحو النجومية و اكتفى بالفرحة لها وأن يشعر بأن ثمة فرقًا فالحب الذى يجمعهما وتلك الصبغة الزوجية الفريدة والمتميزة جعلت كما يقولون نجاحها من نجاحه وأن لا شيء ينتقص منه، بالطبع لا، فهو الزوج المتحقق فى مجمل الأعمال التى مرّ بها.

ستلاحظ أن تلك النجومية التى تحلق حول زوجته و حوله بالتبعية و بالطبع لم يعبئا بها ولم يعرها أحدهما أى اهتمام، فقد راحا يتحدثان عن حياتهما البسيطة وحالتهما المادية كزوجين فى بداية الرحلة بتواضع و بحب و بإعزاز 

يد رحمة التى فى كل لحظة تلامس ذراع زوجها وتضحك لإيفيهاته - فهو خفيف الظل للغاية مثلها - وكذا عيون الزوج المملوءة حب و رضا و فخر لها وبها، و هو يمنحها المايك لتحكى بدلا منه، هو يحب ذلك و يضحك لإفيهاتها،  و فى الجملة الرائعة التى وجهتها رحمة لزوجها معترفة بجميله عليها لما يئست و قررت ترك الفن والسفر معه للخليج فرفض و اتصل بالمخرجين ليقنعوها بالتخلي عن موقفها مُؤكدا أنها فنانة كبيرة تحتاج فرصة، فجاءت الفرصة فى (الكبير أوي)، تلك الحالة الحلوة كانت درسًا معتبرًا للمغنية «شيرين عبد الوهاب وطليقها» ولكثيرات و لكثيرين زواجهم كان مذلة وعواطفهم خادعة و مضلَلَة ولم يخرجوا من تجاربهم الفنية والزوجية ومن طلاقهم سوى بفضائح مجلجلة.

ثمة شيء آخر وأخير بحالة رحمة أحمد يتعلق بدرس إعلامى مهم من «منى الشاذلي» وهو طريقتها الراقية فى إدارة الحوارات الفنية، وهو درس فى الإعلام وفى الأخلاق: فهى لا تقتحم غرف نوم ضيوفها ولا تسأل أسئلة مخجلة  سخيفة لا تخصها ولا تخص ضيوفها ولا تخص المشاهد، وهى لا تستضيف هؤلاء (المفضوحين) ولا تمسك لهم العصا و تنزل فيهم ضرب (علشان يعترفوا وعلشان تبقى المذيعة الكامبا أم شنبات) ولا تضع نفسها موضع المعلم والفيلسوف و هات يا مواعظ فى الحياة و هى لا (تبحلق فى عيونها ولا تسرسع فى صوتها) كى تخيف الضيف وتجبره على  قول ما تريده و لا تجر الضيف بحبل كالبهيمة إلى حيث أراد الإعداد ولا تبدو و كأنها بترزع الضيف كف على قفاه باعتبار أن هو ده الحوار التليفزيونى.

حالة رحمة أحمد لا تحتاج فقط انتظارا لتجربتها القادمة ليتم تقييمها عبر مسيرة لا تزال فى بداية الطريق، لكن حالة رحمة أحمد تحتاج أن ندعو الله لها ولزوجها أن يحرسهما من العين.