أ.د. رضا عوض
الجيش المصرى عبر العصور(1)
ظهر جيش مصر كأول جيش وطنى فى التاريخ فى عهد الملك مينا موحد البلاد وقد لعب الجيش المصرى دورا محوريا فى تحقيق الوحدة بين الوجه البحرى والوجه القبلى وقيام أول دولة فى تاريخ البشرية, وظهور الحكومة المركزية المصرية وذلك فى عام 3200 قبل الميلاد.
وأقدم نقش عسكرى عثر عليه هو نقش لوحة توحيد مصر فى عهد الملك مينا مؤسس الأسرة الفرعونية الأولى المعروفة بلوحة نارمر.
ومن بدايات العصر الفرعونى حرص ملوك مصر على تسجيل المعارك التى خاضوها فى سبيل الدفاع عن مصر، ونقشوا وصوروا على معابدهم ومسلاتهم معاركهم وانتصاراتهم، مما ساعد على معرفة تاريخ هذه المعارك والتكتيكات والخطط الحربية التى اتبعت ونتائج هذه المعارك، والتى تدرس الآن فى أعرق الأكاديميات العسكرية فى العالم.
وعلى مر العصور قدم الفكر العسكرى المصرى أرقى مفاهيم وتقاليد الجندية وخاض الجيش المصرى معارك كبيرة ضد جيوش ضخمة.
هاجمت مصر أو جهزت لمهاجمتها, ومن المعارك الكبيرة الخالدة التى خاضها الجيش المصرى كانت معركة مجيدو فى عهد تحوتمس الثالث ومعركة قادش فى عهد الملك رمسيس الثانى ضد الحيثيين.. وفى العصر البطلمى كان الجيش المصرى أقوى جيش فى العالم، والأسطول البحرى المصرى كان سيد البحر المتوسط من غير منازع.
وفى العصور الوسطى كانت معارك حطين وعين جالوت والمنصورة وفتح عكا ومرج الصفر وغيرها ضد المغول والصليبيين معارك ضخمة بين أقوى جيوش العالم فى زمنها، والتى كانت نتائجها تاريخية وغيرت مجرى التاريخ، وفى العصر الحديث وفى عصر النهضة الأولى فى عصر محمد على الكبير وتكوين جيش مصرى قوى خاض كثيرا من المعارك وأقام إمبراطورية مترامية الأطراف وكان من أقوى جيوش العالم والأسطول المصرى رابع أسطول فى العالم فى القرن التاسع عشر.
وحديثا نصر أكتوبر المجيد خير دليل على عظمة هذا الجيش وقوته فى مفاجأة العالم أجمع وتحقيق النصر وكسر شوكة العدو، واسترداد سيناء الغالية.
كما قام هذا الجيش العظيم بالوقوف دائما مع الشعب المصرى ودعم مطالبه كما حدث فى ثورة 25 يناير 2011 وثورة 30 يونيو 2013.
وسنستعرض تاريخ هذا الجيش العظيم فى المقالات اللاحقة.