أ.د. رضا عوض
الجيش المصرى عبر العصور (٢)
قام الجيش فى مصر القديمة بالعديد من الأعمال العسكرية، التى كانت إما دفاعاً عن أرض مصر وحدودها أو تحصينها
ففى عهد الملك زوسر أقيم سورًا من أسوان الى فيله يبلغ طوله نحو ١٢ كيلومترًا ليضمن سلامة حدوده الجنوبية، وقسم الجيش تحت قيادته إلى فيالق، كل فيلق على رأسه أمير مصرى لقبه (امرا سشع) وكل فيلق مقسم الى فرق ، كل فرقة يقودها قائد فرقة لقبه «عبرو» وكل فرقه كانت مقسمة إلى سرايا يقودهم حامل العلم وفى بدايه العصر الفرعونى كانت مصرتمتلك أسطولا ضخما كان يشرف عليه رئيس الأسطول ولقبه (مدب دبت)
ويعنى بانى السفن
وبعض السفن كان يصل طولها الى خمسين مترا وكان عدد السفن التى تجلب خشب الأرز من فنيقيا (لبنان حاليا) حوالى 40 سفينة فى كل رحلة وعن إدارة الجيش فى مصر القديمه فقد عُثر على نقوش من عصرالملك زوسر تثبت وجود مصلحة خاصة لإدارة شئون الجيش.
يسمى بيت الأسلحة (برعحا) يشتمل على عدة مصالح، من أهمها مصلحة الأشغال، التى كانت تقوم ببناء الوحدات والخنادق والقلاع، كما كانت تقوم بصنع سفن الأسطول وإدارة شئون الغلال التى كانت معدة لتموين مصلحة الأعمال الحربية، والقيام بتخزين كل ما يلزم من المؤن فى القلاع والحصون، كما كان من مهام بيت الأسلحة تجهيز الجيش بالسلاح والملابس.
وفى عهد الأسرة الرابعة كما تدلنا الآثار أن الملك سنفرو مؤسس الأسرة الرابعة، وبعد عودته من حملة عظيمة ضد الزنوج قام بإنشاء نظام حماية لمصر من غارات الأجانب ببناء قلاع فى الوجه القبلى والدلتا وأطلق على كل منها اسم «حصن سنفرو»
وفى عهد الأسرة الخامسة لم يطرأ على تأليف الجيش فى عهد تغيير يذكر عما كان عليه فى عهد الأسرتين الثالثة والرابعة، إذ كان مؤلفًا من مجندين كان يطلق على الواحد منهم فى هذا العهد «الشاب الجميل» ، وتتألف منهم وحدات كل منها تحت إمرة ضابط يحمل لقب (عبر) ثم رئيس الوحدة أو الفرقة «خرب عبر»، ومن هذه الفرق مجتمعة كانت تتألف كتائب الجيش «وعلى رأسها قائد يحمل لقب قائد كتائب الجيش (عبر مشع) وكان مظهر الجيش فى السلاح واللباس واحدًا فى كل فرقة.
ومن أسباب قوة الجيش المصرى أنه بكامله من المصريين ولا يحتوى على أى عناصر أجنبية أخرى كما شارك الجيش فى إقامة المشروعات الوطنية الكوبرى فابتداء من عصر بناء الأهرامات كان المصريون مجندين إجباريا فى بناء وتشييد المبانى موسميا أيام الفيضان فشيدت الأهرامات العظيمة فهرم سقارة المدرج هو أول بناء حجرى ضخم فى تاريخ البشرية وهرم خوفو هى إحدى عجائب الدنيا السيع الذى لايزال شامخا إلى اليوم شاهدا على عظمة الحضارة المصرية القديمة أم الحضارات.