الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
ترندات خراب البيوت

ترندات خراب البيوت

بين حين وآخر تخرج علينا ترندات غريبة ومريبة، غير منطقية وغير وجودية، تندفع فى وجوهنا كالسيول، تطفح على واقعنا الافتراضي، الذى تموه وامتزج بواقعنا الحقيقي، فلم نعد نعرف أيهما حقيقى وأيهما افتراضي، أيهما صادق وأيهما خادع لزوم الظهور وركوب الموجة، تحاول أن تبتعد وتنأى بنفسك بعيداً  حتى لا تدنس أفكارك ومبادئك وقناعاتك التى طالما تربيت ونشأت عليها، تحاول تقاوم كل هذا القبح الموجود على السوشيال ميديا، الذى بات ينتشر بسرعة النار فى الهشيم ولكن إلى متى ستقاوم وهل ستصمد للنهاية أم ستنهار؟!



هوس الترند لم يفرق بين مشهور ومغمور، بين واعى ومغيب، بين غنى وفقير، وبين رجل وامرأة، الكثير يلهث ويسعى لحصد اللايكات والإعجابات والمشاهدات، لتحقيق ربح وربما شهرة زائفة، والمشكلة الكبرى أن كثيرا من المواقع تجتزأ تصريحات تأتى على لسان البعض، وتفصلها عن سياقها، وتروجها على السوشيال ميديا على طريقة “ولا تقربوا الصلاة” فيزيد اللغط وتحدث الفوضى ويكثر القيل والقال، وتتوه الحقيقة وسط هذا الكم الهائل من ترندات خراب البيوت.

شهدت منصات التواصل الاجتماعى حالة من الكر والفر، الجدل واللغط بعد ترند “الست مش ملزمة أن تخدم زوجها” التى أطقتها المحامية والحقوقية نهاد أبو القمصان والتى أكدت نهاد نفسها أن تصريحاتها اقتطعت من سياقها وأنها تتحدث عن حقوق المرأة فى مقابل من يروجون لأحقية الرجل فى تعدد الزوجات دون ضوابط أو شروط، وفى مقابلة أصدر الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن جامعة الأزهر تصريحات بأن الرجال غير مطالبين بشرح أسباب زواجهن من أخرى، ليصدر فنان فى التوقيت نفسه تصريحاً بأن الزوجة غير ملزمة تربية أبنائها، لتتوالى ترندات “الست غير ملزمة” و”الرجل غير مطالب” فى الانتشار لتخرب البيوت وتصدر للمجتمع أبناء غير أسوياء وأسر مفككة بدلاً من لم الشمل فى ظل إحصاءات من الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء تؤكد أن مصر تشهد حالة طلاق كل دقيقتين فيما تزيد نسب الطلاق بشكل سنوى ما يزيد على 200 ألف حالة.

طالما اتفق الرجل والمرأة على الزواج، فهى ملزمة على خدمته طواعية من باب المودة والرحمة التى يجب أن تكون متبادلة بين الطرفين، وطالما رضى الرجل بألا يكون بينه وبين زوجته ساترا أو حائلا فهو مطالب بأن يحافظ على مشاعرها وألا يقبل على خطوة الزواج بأخرى دون أن يعلمها ويخبرها، فإذا ارتضت أن تكمل معه وتكون على ذمته كان بها، وإن لم ترتضى وطلبت الطلاق حفاظاً لكرامتها فلها كل الحق على أن يعطيها جميع حقوقها.

شرع الله عز وجل شرع التعدد فى الزواج لأسباب معينة مثل مرض الزوجة مرض شديد يمنعها من تقديم الرعاية لأسرتها، أو فى حالة عدم إنجاب الزوجة ولكن من يقولون بأن الأصل فى الزواج هو التعدد مخطئون؛ ذلك لأن الأصل فى القرآن الكريم قوله تعالى:” فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة”،أى أن الأصل فى الزواج هو زوجة واحدة لضمان استقرار الأسرة وحمايتها من التفكك.

التعدد مشروط بالعدل ومحرم بغيابه والعدل هنا ليس متروكاً للتجربة، وللأسف الكثير من الرجال يفهمون منطق العدل الفهم المغلوط وهو العدل المادى فقط فهناك أيضاً العدل المعنوى وهو العدل الذى لا يستطيع معظم الرجال القيام به خاصة فى حالة إنجاب الكثير من الأبناء ومحاولة الزوجات التفريق بينهم.