اشرف ابو الريش
واحة الأمن ومهد الأديان
التسامح الروحى من الصفات قليلة الوجود فى هذا العصر، واليسر والمحبة ما نزلا فى بقعة من بقاع الأرض حتى حل السلام والأمن والطمأنينة بين الناس، شاهدت على مدار الثلاثة الأيام الأخيرة الزيارة الروحية التى قام بها فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر ووزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة إلى دولة كازاخستان، هذه الدولة الصديقة التى تربطنا بها أواصر محبة وعلاقات طيبة.. مشهد العناق الحار بين الإمام الأكبر والبابا فرنسيس يبعث الكثير من روح التسامح بين قبلتى العالم الإسلامى والمسيحى فى كل أنحاء الأرض.. رسائل الإمام فى هذا المؤتمر، أن المجتمع الدولى أصبح يعانى صمت العالم المتحضر الذى لا يبالى بالفقراء والبائسين، وأن الحضارات الإنسانية بحاجة إلى هدى السماء ونور النبوة وحكمة الكتب المقـدسة، وأن شفاء البشرية من أمراضها الحـديثة لم يعد رهن التقدم المادى أو الرقى التكنولوجى، وأن رسالة الأديان لن تبلغ هدفها ما لم تتحد، وما لم يتحد أهلها، وما لم يكونوا قوة تعمل على تنقية الشعور الدينى من الضغائن والأحقاد.. الإمام الأكبر قال: رغم اختلافى مع البابا فرنسيس دينًا وعرقًا ولونًا وتاريخًا ووطنًا، تربطنا محبة تسع الجميع.
القاهرة دائمًا وأبدا واحة للأمن والسلام والمتابع يشاهد عن قرب تقدير واهتمام القيادة السياسية بواحد من المشروعات الدينية العظيمة «طريق العائلة المقدسة».
فى يوم واحد يجتمع عدد من الوزراء ومحافظ القاهرة لافتتاح منطقة «شجرة العذراء مريم» إحدى نقاط مسار العائلة المقدسة ومحل زيارات العديد من المصريين مسلمين وأقباط وأجانب.
25 موقعًا أثريًا سارت وعاشت فيها العائلة المقدسة بالمحافظات خلال رحلتها لمصر، المشروع يحظى باهتمام الدولة وجميع الجهات المعنية لتنشيط السياحة الدينية، ويفتح آفاقًا جديدة لرافد مهم للدخل القومى ولون من ألوان السياحة النظيفة لها عشاق ومحبون كثر فى كل أنحاء العالم.
راجعت تقريرًا مهمًا صادرًا عن عدة وزارات معنية بالمشروع إلى جانب تقارير إخبارية توضح أهمية مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة ومراحل التشغيل التجريبى لخمسة مواقع أثرية فى محافظتى القاهرة والبحيرة، وهى كنيسة أبوسرجة فى مصر القديمة وكنيسة العذراء فى المعادى وأديرة وادى النطرون الثلاثة (دير السريان – الباراموس – الأنباء بيشوى)، كما تتضمن المرحلة الأولى دير جبل الطير والمحرق ودرنكة بمحافظتى المنيا وأسيوط، وباقى محافظات المسار فى الشرقية وسخا بكفر الشيخ وسمنود بالغربية.. مسار رحلة العائلة المقدسة، يمتد إلى 3500 كيلو متر ذهابًا وعودة، ويشمل تنمية 25 موقعًا عمرانيًا من شمال سيناء حتى أسيوط.. نحتاج خلال الفترة المقبلة المزيد من عمليات الترويج السياحى فى جميع ألوان المنتجات السياحية المصرية دينية وروحية وترفيهية وعلاجية إلى جانب سياحة المؤتمرات والمهرجانات والسياحة الرياضية.. أصبح عندنا خلال الخمس سنوات الماضية كل المقومات وكل البنية الأساسية الجاهزة لاستقبال المحبين والعاشقين لهذا البلد.. تحيا مصر..