الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الاحتفال بمرور 200 عام على نشأة علم المصريات.. تطوير القاعات وخدمات أفضل للزوار

ليلة أثرية سعيدة فى المتحف المصرى

رغم أن مصر تمتلك عشرات المتاحف الممتلئة بالكنوز الأثرية التى لا تقدر بثمن، يبقى المتحف المصرى بالتحرير هو أعرق وأقدم المتاحف وأيقونة الحضارة المصرية القديمة،وهذه الحقيقة تمثلت على أرض الواقع أمس الأول فى الإحتفالية التى نظمتها وزارة السياحة والآثار فى المتحف الرابض فى قلب ميدان التحرير بمناسبة يوم السياحة العالمى ومرور 200 عام على فك رموز الكتابة المصرية القديمة ونشأة علم المصريات عام ١٨٢٢.



الاحتفالية جاءت على قدر الحدث، حيث حظيت بزخم من حضور الوزراء والشخصيات العامة والسفراء ورؤساء معاهد الآثار الأجنبية فى مصر ورؤساء التحرير والصحفيين والإعلاميين، حيث كان أحمد عيسى وزير السياحة والآثار حريصاً على الترحيب بهم، وكان على رأس الحضور الفريق عباس حلمى وزير الطيران المدنى، واللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة، وغادة شلبى نائب وزير السياحة والآثار لشئون السياحة، والدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، واللواء عاطف مفتاح المُشرف العام على مشروع المتحف المصرى الكبير والمنطقة المحيطة به، والسفير أسامة النقلى سفير السعودية بالقاهرة، وأحمد باشا رئيس تحرير »روز اليوسف».

وكان الحدث فرصة مهمة للتعريف بمشروع تطوير المتحف الذى يعد أقدم مؤسسة مصرية قائمة لحفظ الآثار المصرية منذ افتتاحه نوفمبر 1902، كما أن مقتنياته الأثرية الثرية والفريدة بالمتحف مرجع أساسى لكل دارسى علم المصريات والمهتمين بالحضارة المصرية، ومع التطوير فإن المتحف مستمر فى أداء دوره ورسالته كصرح ثقافى تعليمى وحضارى عريق، حيث تم الانتهاء من تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع تطوير وتأهيل المتحف وجار تنفيذ باقى المراحل بالتعاون بين الوزارة والاتحاد الأوروبى.

وهذا التطوير يتم بمشاركة تحالف من أهم 5 متاحف أوروبية هى المتحف المصرى بتورين، ومتحف اللوفر بباريس، والمتحف البريطانى بإنجلترا، ومتحف برلين بألمانيا، ومتحف ليدن بهولندا، إضافة إلى المعهد الفرنسى للآثار الشرقية بالقاهرة، وذلك لوضع رؤية استراتيجية جديدة للمتحف، وتطوير نظام العرض المتحفى للمجموعات الأثرية ومعامل ترميم وصيانة الآثار، وجميع المرافق وفقا للمعايير الدولية وبالشكل الذى يؤهله لاستقبال أكبر عدد ممكن من الزائرين، وتم عقد شراكة مع القطاع الخاص لتقديم وتشغيل ورفع كفاءة الخدمات المقدمة للزائرين بالمتحف مع التأكيد على الحفاظ على هويته وطابعه المميز له.

 

وزير السياحة والآثار:

استراتيجية وطنية لتحقيق طفرة سياحية وتقديم خدمات أكثر جودة

 

أحمد عيسى وزير السياحة والآثار بدت على وجهه خلال الاحتفالية علامات السعادة، وترجم ذلك إلى كلمة ألقاها وقال فيها: سعيد أن تكون أول كلمة رسمية لى فى هذه الفعالية التى تنظمها الوزارة بالمتحف المصرى بالتحرير أحد أهم وأقدم متاحف العالم وبمناسبة سياحية أثرية هامة وهى الاحتفال بيوم السياحة العالمى ومرور 200 عام على نشأة علم المصريات.

وتابع: صناعة السياحة من الركائز الأساسية للإقتصاد القومى، ذات تأثير مباشر فى تعزيز معدلات نمو الدخل القومى، كما انها تساهم فى توفير فرص عمل بشكل مباشر وغير مباشر، مؤكدا على أن الدولة تستهدف زيادة أعداد السياحة الوافدة الى المقاصد السياحية المصرية بنسبة 25 إلى 30% سنويا، وبالتالى زيادة حجم الإيرادات الناتجة عنها.

مشيرا إلى أن الوزارة بصدد وضع إستراتيجية وطنية طويلة المدى للسياحة المصرية سيتم إطلاقها خلال الربع الأول من عام 2023، لتحقيق هذا الهدف، وتقديم منتج وتجربة سياحية مختلفة للسائحين،وهذه الاستراتيجية تعد استكمالاً لما سبق العمل عليه بداية من 2021، مشيراً إلى أنه تم بالفعل استكمال العمل على محاورها الرئيسية بالتنسيق مع الاتحاد المصرى للغرف السياحية خلال الأسابيع الماضية.

مصر النابضة بالحياة – Egypt Alive شعار رائع قال عنه وزير السياحة والآثار أنه تم اختياره ليكون محوراً للعمل فى كافة الخطط والحملات التسويقية والترويجية خلال الفترة المقبلة، موضحا أن هذه الاستراتيجية سيتم العمل عليها خلال الفترة المقبلة، للوصول للمستهدفات الخاصة بأعداد السياحة الوافدة لمصر من خلال التنسيق مع وزارة الطيران المدنى لمضاعفة وزيادة الطاقة الاستيعابية للمطارات والطائرات، وتحسين التجربة السياحية للسائحين فى مصر وجودة الخدمات المقدمة لهم.

قد يسأل البعض وسط هذا الزخم عن قصة حجر رشيد ونشأة علم المصريات واختيار يوم 27 تحديداً للاحتفال به،ونخبرهم أن هذا العلم بدأ منذ اكتشاف حجر رشيد فى ١٥ يوليو عام ١٧٩٩، ومنذ هذا التاريخ كانت هناك محاولات عدة لترجمة الخطوط المكتوبة وفك رموز حجر رشيد، قبل نجاح العالم الفرنسى شامبليون فى فك رموز الحجر، والذى ترجم الكتابات على الحجر فى ١٤ سبتمبر عام ١٨٢٢ وتمكن من الوصول إلى الترجمة بالكامل، وتم الإعلان يوم ٢٧ سبتمبر يوماً لفك رموز حجر رشيد، لتتكشف أسرار كثيرة من الحضارة المصرية القديمة،والتى لم تبح بكامل أسرارها حتى الآن.

 

4 معارض مبهرة عن كنوز تانيس والحياة اليومية للمصريين القدماء

 

شهد الاحتفال مساء أمس 4 افتتاحات لمعارض تكشف مزيدا من الأسرار والحكايات عن الحضارة المصرية القديمة التى لا تنضب أبدا 

 

1

 

معرض مؤقت للآثار بالقاعة رقم 44 بالطابق الأرضى للمتحف، لتسليط الضوء على أهمية الكتابة المصرية القديمة، من خلال عرض مجموعة من التماثيل للكاتب المصري، وأدوات الكتابة، والمواد المستخدمة فى الكتابة، بالإضافة إلى عرض مجموعة من القطع الأثرية التى اكتشفها أحمد باشا كمال واحد من اكبر واقدم علماء الآثار المصريين، لتروى تاريخه مع الحضارة المصرية القديمة، كما يضم المعرض القطع الأولى التى تم تسجيلها بسجلات المتحف.

 

2

 

إفتتاح إعادة عرض قاعة الحياة اليومية رقم ٣٤ بالطابق العلوى بالتعاون مع السفارة الأسترالية، والتى تحتوى على العديد من ال أدوات التى استخدمها المصرى القديم فى حياته اليومية كأدوات الزينة والألعاب، والأدوات والمعدات المستخدمة فى الزراعة والصيد والبناء، والأدوات المستخدمة فى التوزيع الاقتصادى للبضائع والأدوات الطبية، وكذلك تلك الخاصة بالسحر، وأيضًا الآلات الموسيقية المستخدمة فى المناسبات الخاصة والعامة والطقوس الدينية، بالإضافة إلى صيد الطيور.

 

3

 

افتتاح قاعة آثار تانيس (صان الحجر) للجمهور بعد الانتهاء من تطويرها فى إطار مشروع تطوير المتحف المصري. وتحتوى القاعة على مجموعة كبيرة من كنوز مدينة تانيس، عاصمة ملوك الأسرتين 21 و22، والتى اكتشفها عالم الآثار الفرنسى بيير مونتيه أثناء الحرب العالمية الثانية. تضم هذه القطع ما يقرب من 2500 قطعة أثرية من مقابر ملوك هاتين الأسرتين، من أقنعة ذهبية، وتوابيت فضية، وأغطية أصابع ذهبية، وحلى من الذهب المطعم بالأحجار شبه الكريمة، وأوانى مصنوعة من الذهب والفضة.

 

4

 

معرض مؤقت بالرواق رقم 43 بالطابق العلوى لمجموعة من الصور الأرشيفية من أرشيف مركز تسجيل الآثار المصرية وأرشيف المتحف المصرى تصور من خلالها مناظر لعدد من المواقع الأثرية على مستوى الجمهورية خلال القرن 19، ومعرض لبيع الكتب بأسعار مخفضة، والتى شهدت إقبالا كبيرا من الزوار علي شرائها خاصة طلبة كليات الأثار والسياحة كونها فرصة لهم للإطلاع على مواد علمية مفيدة لهم في دراستهم بعدة لغات.