الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
اقعد ذاكر

اقعد ذاكر

ساعات قليلة ويبدأ عام دراسى جديد نأمل أن يكون مختلفا ومميزا وممتعا، يحب فيه أطفالنا الذهاب للمدرسة وقضاء وقت قيم ومفيد فيها، لا سيما مع وجود يوم رياضي، يسمح للطلاب للترويح عن أنفسهم وتنمية مهاراتهم واكتشاف مواهبهم سواء الفنية أو الرياضية، مما يساعدهم على التعلم بشكل أفضل والارتباط بالمدرسة أكثر وأكثر، إلا أن أكثر ما أخشاه من الأمهات العزيزات أن تحرم بعضهن أبناءها من هذا اليوم الرياضى، بعدم السماح لهم الذهاب للمدرسة مرددات المقولة الأشهر فحسب «اقعد ذاكر أحسن لك».



هناك أمهات تتعامل مع حصص الأنشطة المدرسية على أنها حصص «مالهاش لازمة» مجرد تحصيل حاصل أو ملء فراغ الجدول المدرسى اليومي، وعندما تدقق النظر فى الجدول أكثر من مرة وتجد أحد الأيام به حصة رسم أو تدبير منزلى أو ألعاب تفضل أن يجلس ابنها أو ابنتها فى البيت وتمضية هذا الوقت فى المذاكرة بدلاً من تضييعه فى أمور لا تفيد بحسب وجهة نظرهن، ولا يعلمن أن مثل هذه الأنشطة تحسن الصحة النفسية للتلاميذ وتنمى مهاراتهم الاجتماعية وتصقل شخصياتهم وتجعلهم متعاونين وإيجابيين، كما إنها تزيد من روح الإنتماء لديهم، وتساعد على اكتشاف مواهب الطلاب ومن هنا يكون من السهل تنميتها.

ثقافة «اقعد ذاكر» تسيطر على كل الأمهات مع بداية دخول الدراسة، سواء كان هناك منهج أخذه الطالب أم لا، وكأن الامتحانات تنتظره على الأبواب، وعندما يقرر الطالب أن يلتزم ويذاكر أولاً بأول يتحول وقت المذاكرة لأشبه بالتعذيب فى السجن، لاسيما عندما تجلس الأم بجانب ابنها لتتابعه وتذاكر له على طريقتها الخاصة جداً، وتحول من حنجرتها وشبشها التى ترتديه أدوات للهجوم بحجة أن خير وسيلة للدفاع هى الهجوم، فتصوب الشبش باتجاه الابن غندما يخطأ أو يتلكع أو يستفزها ردوده، ليصيب رأسه أو بطنه أو قدمه، أو أى مكان فى جسده المهم أن يكون التنشين فى محله لتشعر براحة عميقة تنتابها عد شعور الاستفزاز.

المذاكرة ما هى إلا مراجعة ما تمت دراسته فى المنهج عموماً وتقسيمه بالطريقة المناسبة للطفل ولقدراته، وليس شرطاً أن يبدأ الطفل بالمذاكرة من أول يوم مدرسة حتى لا يشعر بالملل، فيمكن إنجاز الواجبات المدرسية أولاً وإعطائه وقتا للراحة لفعل شيء يحبه والبدء فى المذاكرة بالتدريج ومن الأفضل تخصيص مكان مهيأ لذلك، ولا مانع من استخدام أساليب مختلفة فى المذاكرة كاللعب والتمثل والأنشطة التفاعلية، حتى يتحول وقت المذاكرة إلى وقت ممتع بدلاً من أن تكون مجرد حلبة مصارعة وساحة للشجار والخناق.