شبكات التواصل الاجتماعى وارتفاع معدلات الطلاق 1/3
لا شك أن معدلات الطلاق قد ارتفعت بصورة غير مسبوقة فى السنوات الأخيرة وهو أمر يلحظه الجميع بغض النظر عن حالته الاجتماعية أو سنه، وهذا الارتفاع الكبير أحدث أيضا تغييرًا كبيرًا فى نظرة المجتمع للحدث ولا طرافة وهى نظرة يراها البعض قد أصبحت أكثر إيجابية وموضوعية فيما يراها البعض الآخر غير ذلك.
إحصائيات الطلاق موجودة ومتاحة وهو ما دفع رجال الدين إلى محاولة كبح جماح تلك الظاهرة من خلال العديد من الخطب والمواعظ ومن خلال عقد جلسات لتأهيل المقبلين على الزواج ولمحاولة حل مشكلات المتزوجين أيضًا، كل ذلك بغرض محاولة تقليل تلك المعدلات وهو أمر يشترك فى محاولة معالجته علماء النفس والاجتماع وأطباء الأمراض النفسية وخبراء العلاج السلوكى وغيرهم.
نتائج محاولات التقليل من معدلات الطلاق تشير إلى عدة عوامل وأسباب منها عدم القدرة على الاختيار السليم والمناسب كما أن للعوامل الاقتصادية شأنًا كبيرًا هذا بالإضافة إلى وجود أدوات ساعدت على الانفتاح والتواصل بين أفراد المجتمع الواحد وبين المجتمعات المختلفة بصورة غير مسبوقة خلال التاريخ البشرى كله وهنا أقصد شبكات التواصل الاجتماعى تلك التى تعطى المستخدمين مساحات من الحرية فى التواصل والتعرف على أدق تفاصيل حياة الآخرين سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة وهو ما دفع بعض رجال الدين إلى إطلاق تصريح يتهم شبكات التواصل الاجتماعى بأنها أحد الأسباب-إن لم تكن السبب الرئيسى- فى ازدياد حالات ومعدلات الطلاق.
وفى هذا الإطار ولحسن حظى أهدانى الصديق العزيز الإعلامى والدكتور حسين حسنى-أستاذ الإعلام والاتصال- بحثه الأخير الفائز بجائزة الدولة التشجيعية لهذا العام-2022-التى تقوم عليها وزارة الثقافة المصرية تحت تنظيم المجلس الأعلى للثقافة وذلك بعنوان «استخدامات المتزوجين لوسائل التواصل الاجتماعى وعلاقتها بظاهرة الطلاق فى المجتمع المصرى (دراسة ميدانية على عينة من المتزوجين)»، وذلك من خلال دراسة عينة من المتزوجين أو من مروا بتجارب زواج فى السابق وصل عددهم إلى 400 مفردة تم سحبها بأسلوب العينة العمدية وهو أسلوب علمى دقيق جعل النتائج التى خرجت بها الدراسة فى غاية الدقة والخطورة أيضًا. غدًا نكمل
