الإثنين 29 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
التوأم الرقمى

التوأم الرقمى

الحديث اليوم ليس عن القرين الرقمى (الأفاتار) الذى سيمثلنا فى عالم الميتافيرس بديلًا عن صورة الحساب Profile Picture التى تعبر عنا فى شبكات التواصل الاجتماعى حاليًا ولكن الحديث عن خبر مدهش انتشر فى العديد من المواقع الإخبارية العالمية عن قيام النجم الأمريكى الكبير بروس ويليس ببيع حقوق استغلال وجهه وجسمه وصوته لصالح إحدى الشركات الروسية تتمكن من خلال ذلك إنتاج أفلام جديدة لهذا النجم خاصة بعد إعلانه فى مارس الماضى عن إصابته بمرض يمنعه من الكلام.



الشركة تدعى DeepCake والتقنية المستخدمة تسمى التزييف العميق Deepfake والتى ربما شاهد مستخدمو شبكات التواصل الاجتماعى لعدد من مقاطع الفيديوالتى توضح إمكانيات تلك التقنية وهى التى ببساطة تمكن من إنتاج مقاطع فيديومصورة لشخصيات شهيرة لم يقوموا بتصويرها على الإطلاق.

شاهدنا ذلك فى مقاطع فيديومزيفة لبعض القادة والرؤساء أولبعض الممثلين والشخصيات العامة وهوما اعتبرناه نوعًا من التسلية والاستعراض لتقنيات الذكاء الاصطناعى فقط ولكن فى الحقيقة وبعد الخبر الأخير عن النجم بروس ويليس ونفى المتحدث الرسمى باسمه عن أى اتفاق حدث بينه وبين الشركة فإن الأمر يتخطى حاجة التسلية بكل تأكيد.

لم تكن تلك هى المرة الأولى للحديث عن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى فى صناعة السينما ففى عام ٢٠١٩ تم إنتاج فيلم بعنوان The Irishman بطولة النجمين الـ باتشينووروبرت دى نيرواستخدمت فيه تلك التقنية لمعالجة وجوه هؤلاء النجوم فى المشاهد التى كانت تحتاج إلى إظهارهم أصغر بأربعين عامًا على الأقل من عمرهم الحقيقى بحسب أحداث الفيلم وهوما كان يتم فى السابق من خلال استخدام الماكياج والإضاءة وفلاتر الكاميرات فقط.

هذه المرة تم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى وهى التى ستدخل إلى منطقة جديدة باستخدام التزييف العميق Deepfake حيث يمكن استخدام الاستغلال لإنتاج أفلام جديدة للنجوم الأحياء أوالإخوان بنفس الصوت والصورة وشكل الجسم وهوما دفع بعضا من نجوم هوليوود إلى توقيع وتسجيل وثائق قانونية تضمن عدم استغلال صورهم وأصواتهم بعد وفاتهم أوبدون موافقتهم.

دعونا نتصور كيف سيكون شكل الواقع القريب بعد انتشار تلك التقنية ووصولها إلى درجة الإتقان الكبيرة فرما نجد خبرا عن العثور على مقطع مصور لأحد الزعماء السياسيين يعترف فيه بأمر ما أو يبدى رأيا مخالفًا حول موضوع ما خاصة إذا كان هذا الزعيم قد توفى وكيف سيستقبله الناس وكم من الجدل والصراعات وربما كم من الحروب قد تنشأ جراء هذا الفعل.

كيف سيكون الأمر عندما يتم استخدام تلك التقنية مع رجال الدين لتغيير آرائهم وفتاويهم السابقة والحقيقة أن القائمة المتوقعة لسوء استخدام تلك التقنية كبير جدا ومرعبة جدا ولكن على الجانب الآخر فإنها قد تكون مقبولة عند البعض لاستمرار المشاهدة أوالاستماع إلى نجومهم المفضلين تخيل عزيزى القارئ أن تشاهد فيلمًا جديدًا للعندليب الأسمر أوللنجم أحمد زكى أوتستمع إلى أغنية خفيفة ساحرة للراحل الموسيقار محمد فوزى.

وفى الختام يجب أن نستمر فى التعريف بتلك التقنية والتحرك على عدة محاور منها محور التشريعات والقوانين لضمان مستقبل أكثر أمانًا وأقل خطرًا مما سيكون عليه بدون تلك الاحترازات.