السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
 متلازمة طبيبك الخاص

متلازمة طبيبك الخاص

يتذكر أبناء جيلى تلك المجلة الطبية الشهرية التى كانت تصدر عن دار الهلال باسم «طبيبك الخاص» والتى بدأت منذ عددها الأول فى يناير 1969 باستعراض الموضوعات التى تخص الصحة العامة والأمور الطبية من خلال العديد من التحقيقات واللقاءات الصحفية مع الأساتذة المتخصصين، كما كانت تحوى جزءا خاصا بالرد على أسئلة القراء مقسما طبقا للتخصصات الطبية المعروفة (باطنة-عيون-أسنان-نفسية وعصبية-جلدية وتناسلية... إلخ).



والحقيقة أنه وعلى الرغم من شمولية المجالات المطروحة إلا أن تلك المجلة كانت تعتبر متنفسا لتنمية الثقافة الجنسية فى ظل محدودية المصادر الأخرى وابتعاد الإعلام عن إثارة تلك القضايا، كان ذلك بالطبع قبل انطلاق ثورة المعلومات وانتشار شبكة الانترنت والتغير فى التوجهات الإعلامية أيضا.

أتذكر شعورنا بعد قراءة مجموعة من الاعداد والتى قد يتصادف ان تتناول مرضا معينا-أمراض القلب مثلا-وكيف كان ينتابنا الشعور ببعض من أعراض هذا المرض أو ذاك نتيجة تكرار القراءة عنه وكيف دفع ذلك البعض إلى إجراء فحوصات طبية غير ضرورية للتأكد من خلوهم من تلك الأمراض وهو ما يعرف بهاجس المرض Hypochondriasis.

أمر مشابه لهذا الأمر يحدث من خلال تعرضنا اليومى والمستمر للمنشورات الموجودة على شبكات التواصل الاجتماعى أو متابعة برامج معينة تقوم بالتركيز على أمر ما بتكرار دءوب يدفعنا فى النهاية إلى الشعور بأحاسيس سلبية كثيرة ثم تتطور تلك المشاعر وتتحول إلى تغيرات سلوكية مدمرة.

مثال لذلك يحدث عند متابعة الأخبار الخاصة بالحوادث سواء أكانت تلك الأخبار حقيقية أم مغلوطة وربما يحدث ذلك جراء متابعة أدق تفاصيل حادث واحد كجريمة قتل مثلا وهو ما ينمى لدينا الشعور بأن تلك الجرائم منتشرة بكثرة وأن هذا العالم لا يمكن العيش فيه بسلام وأن البشر قد تحولوا إلى وحوش ضارية وهو ما ينعكس على تعاملنا مع الجميع بل قد يتطور الأمر إلى الشك فى أى تصرف برىء يقومون به.

والحل للخلاص من هذا الشعور هو الترشيد والإقلال وربما الامتناع نهائيا عن متابعة تلك الأخبار والمنشورات وذلك للتعافى من تلك الحالة التى استطيع ان اطلق عليه «متلازمة طبيبك الخاص».