شرب الماء وحالات التسمم
النصائح الطبية الداعية إلى ضرورة شرب كمية مناسبة من المياه يوميًا لا تنقطع، نراها فى أغلب البرامج الطبية وكذا أيضًا من خلال منشورات عدة على شبكات التواصل الاجتماعى كما تستغلها شركات المياه لتصديرها إلى عملائها فى مقدمة الإعلانات، فشرب كمية مناسبة من الماء يوميًا يحافظ على صحة الكليتين ويُسهل عمليتى الهضم والامتصاص خاصة المعادن والعناصر الغذائية، كما أنه يحافظ على صحة البشرة ونضارتها وعلى صحة المفاصل وليونتها كما يساعد الجسم على التخلص من الفضلات فضلًا عن دوره فى تكوين اللعاب والمخاط كما أنه يحافظ على درجة حرارة الجسم ويساعد على إنقاص الوزن.
أما عن الكميات المطلوب تناولها يوميًا فإنها فى الحقيقة تختلف طبقًا لعوامل كثيرة فليس صحيحًا على الإطلاق أن الكمية المطلوبة هى 2 لتر أو 2.5 لتر كما يتم الترويج له، فتلك العوامل التى تحدد الكمية المطلوبة يوميًا تشمل النظام الغذائى وحالة الجو وفى أى الفصول نكون فالوضع فى الصيف يختلف عن الشتاء كما يعتمد على طبيعة العمل هل بداخل المكاتب المغلقة أم يتعرض الشخص لأشعة الشمس، ويعتمد أيضًا على النشاط العضلى المبذول كما ترتفع حاجة السيدات إلى المزيد من شرب الماء فى حالات الحمل والرضاعة.
يمكن أيضًا حساب الكميات المطلوبة بناء على وزن الجسم حيث إن التقديرات تشير إلى أن الكمية المطلوبة لكل كيلو جرام من الوزن تصل إلى 60 مل فى حالة الرجل ونحو30 مل فى حالة الأنثى، أما بعض التقديرات الأخرى فتشير إلى أن المتوسط العام للرجل يكون فى حدود 3.7 لتر يومًا وهو ما يعادل نحو 15.5 كوب من الماء فيما تحتاج السيدة إلى حوالى 2.7 لتر أى ما يعادل نحو 11.5 كوب ولكن بالطبع يمكن الحصول على جزء من هذه الحصة من خلال بعض المأكولات خاصة الخضروات والفواكه كالخيار والطماطم والبطيخ والبرتقال والخوخ أو من خلال العصائر المختلفة والحليب والشوربة.
الغريب أن الإفراط فى شرب الماء قد يكون ضارًا حيث قد يصل بالشخص إلى حالة تدعى «تسمم المياه» Water Intoxication ، حيث يأتى هذا الإفراط نتيجة شرب كميات كبيرة جدًا فى فترة زمنية وجيزة مثلما قد يحدث عند الانتهاء من التمرينات الرياضية الشاقة أو الدخول فى مسابقات لشرب أكبر كمية من المياه وهو ما يجعل البعض يستخدمه كأداة للتعذيب أيضًا.
الحالة الطبية وتشخيص حالة التسمم والتى تكون نتيجة امتلاء الخلايا بكميات كبيرة من الماء مما يدفع ضغط الخلايا إلى الارتفاع خاصة خلايا المخ ما قد يسبب النزيف والوفاة وذلك بعد سلسلة من الأعراض أشهرها الإصابة بالصداع أو الغثيان والقىء وتشوش الرؤية وصعوبة التنفس والنعاس ثم الغيبوبة والموت.
قد تحدث تلك الحالة أيضًا لبعض مرضى السكرى أو بعض الأمراض الذهانية كالفصام وغيره وهنا يكون الحل السريع هو محاولة إخراج أكبر قدر ممكن من تلك المياه من خلال تعاطى بعض من مدرات البول والتعرض لدرجة حرارة كبيرة.
