اختفاء التواصل الاجتماعى 1/2
استيقظت صباحا شاعرا براحة غير معتادة، أمسكت بهاتفى الذكى قبل أن أنهض من الفراش، لاحظت أن الجهاز خال تماما من اى اشعارات لاأى رسالة أو خبر، فكرت قليلا قبل أن ابدأ فى فحص صندوق الوارد الذى وجدت أن آخر رسالة مستلمة كانت فى تمام العاشرة مساء، أتذكر اننى قرأتها قبل أن اخلد إلى النوم، منذ تلك اللحظة وحتى صباح اليوم لم يحدث اى جديد، ربما يكون هذا هو سبب الشعور براحة وأن النوم كان عميقا، منذ سنوات عدة تعودت أن استمع إلى صوت اشعارات تطبيقات شبكات التواصل الاجتماعى أثناء نومى، فى بعض الأحيان كانت نغمة الاشعار تتسلل إلى أحلامى وتتحول إلى أصوات عالية مزعجة وربما نسج عقلى حولها قصصا وخرافات قد تصل أحيانا إلى استخدامها كإعلان للحرب بين جيشين لا أعلم إلى ايهما انتمى.
مع بعض الاستغراب والكثير من الشك فى وجود عطل للاتصال مع شبكة الانترنت بأنه السبب فى هذا الانقطاع، قمت بإغلاق جهاز التوجيه (الراوتر) وأعدت تشغيله مرة أخرى، انتظرت قليلا منتظرا لقدوم الرسائل المتراكمة وهو ما لم يحدث، حاولت الدخول إلى أحد المواقع الالكترونية من خلال المتصفح العادى فوجدتها تعمل بكفاءة ومحدثة حتى 5 دقائق مضت اغلقت الاتصال بالراوتر وقمت بتشغيل باقة الانترنت على الهاتف المحمول مباشرة وكانت النتيجة كسابقها.
تذكرت ما حدث يوم 5 أكتوبر عام 2021 من انقطاع تام لتطبيقات التواصل الاجتماعى لمدة 6 ساعات، قمت بالبحث فى العديد من المواقع الاخبارية عن خبر يؤكد حدوث انقطاع مشابه ولكن للأسف لم أجد من يتحدث عن اى امر مشابه، ما هى الا دقائق ومع المزيد من البحث وجدت خبرا عاجلا يتحدث عن إغلاق شركات التواصل الاجتماعى جميعها نتيجة عدة أحكام قضائية رفعها عدد كبير من المستخدمين حول العالم متهمين تلك التطبيقات باتهامات عدة بعضها متعلق باضطرابات نفسية وعقلية اصيبوا بها فيما اتهمها عدد آخر بإحداث تصدعات فى العلاقات الاسرية والزوجية واتهمها البعض الآخر بالتسبب فى انتحار أحد أبنائهم أو فشله فى الدراسة أو إصابته باضطرابات نفسية أو تغيير فى المعتقدات الرئيسية أو الإدمان أو الإلحاد وغيرها من التبعات التى كنا نعلمها ونتحدث عنها كثيرا لسنوات عدة بدون اى تحرك إيجابى على الاطلاق.
أعدت محاولة التواصل من خلال تلك التطبيقات ولكن للأسف وجدت تلك التطبيقات قد بدأت فى اظهار شاشة حمراء مكتوب عليها بخط عريض «نهاية التواصل الاجتماعى» End Of Socialmedia.
غدا نكمل
