الإثنين 29 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
 مصر ليست دولة تاريخية

مصر ليست دولة تاريخية

أديب مصر العالمى نجيب محفوظ عبارة عبقرية تعبر عن مكانة مصر يقول فيها «مصر ليست دولة تاريخية... مصر جاءت أولًا ثم جاء التاريخ» والحقيقة أن البعض قد يعتبر العبارة السابقة تحمل بعض المبالغة أو الفلسفة أو الشوفينية إلا أن حقائق الأمور المستقرة تؤكد اقتراب تلك العبارة كثيرًا من الصحة والحقيقة.



فمصر بحكم موقعها الجغرافى المتميز اشتملت على تنوع كبير واحتكاك مع أغلب الثقافات والحضارات بداية من الحضارة الفرعونية واليونانية والرومانية والقبطية والإسلامية العربية بتنوعاتها المختلفة ،وصولًا إلى العصر الحديث وخاصة فى القرنين الماضيين، وهذا التنوع الكبير ترك آثاره النفسية والمعنوية على الشخصية المصرية كما ترك أيضًا آثارًا مادية عظيمة ومتنوعة.

  وفى هذا الصدد أصدرت شبكة الإعلام الأمريكية الشهيرة يو إس نيوز عدة تقارير لترتيب ٨٥ دولة من دول العالم  منها تقرير عن أفضل دولة على الإطلاق طبقًا لعدة معايير منها القوة الاقتصادية وجودة الحياة والمرونة والانفتاح على مجتمع الأعمال والتأثير الثقافى والزخم التراثى والتاريخى وغيرها حيث أتت سويسرا وألمانيا وكندا فى المراكز الثلاثة الأول وجاءت مصر فى الترتيب الـ٣٥ على مستوى تلك الدول.

من المؤشرات الجديدة ما يطلق عليه «المتحركون» Movers وهو خاص بالدول الأكثر استعدادًا للتحديات التى تفرضها التغيرات المناخية على الاقتصاد العالمى والذى جاءت فيه الإمارات العربية المتحدة فى المركز الأول تليها مصر، ثم قطر ،ثم المملكة العربية السعودية، ثم دولة الهند.

أما فى المؤشر الخاص بالدول الأكثر ثراءً من الناحية التاريخية تأتى مصر فى المرتبة الأولى يليها اليونان ثم إيطاليا ثم الصين ثم فرنسا فى المركز الخامس ثم تتوالى الدول بعد ذلك فنجد إسبانيا، ثم ،الهند ،ثم المملكة المتحدة، ثم روسيا، ثم تركيا فى المركز العاشر.

هذا الترتيب ليس فقط يؤكد مقولة الأديب نجيب محفوظ بل إنه أيضًا يوضح وجود فرصة ذهبية أمام مصر ؛لاستغلال نتائج هذا المؤشر والسمعة الجيدة لشبكة الأخبار المصدرة له فى تحقيق أكبر استفادة ممكنة سواء من خلال الطرق ،والأساليب التقليدية ،أو من خلال الأساليب غير التقليدية والتى يمكن أن يلعب الفكر الجديد دورًا كبيرًا جنبًا إلى جنب مع توظيف تقنيات التحول الرقمى وأدوات الثورة الصناعية الرابعة وما بعدها أيضًا.