الإثنين 29 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
 متى نخجل من أنفسنا ؟!

متى نخجل من أنفسنا ؟!

عندما بدأت شبكة الإنترنت فى الدخول إلى مصر قبل ما يقرب من ثلاثين عامًا كنا نبشر بهذا القادم الجديد ونتحدث إلى الجميع عن فوائد الاتصال بهذه الشبكة على جميع المستويات ولكن فى تلك الفترة كنا نصطدم بعدة عوائق منها ضعف سرعات الشبكات واستقرارها وقلة المحتوى المعرفى خاصة المحتوى العربى كما كان أخد العوائق الكبيرة هو الجهل باستخدام الحواسب الآلية بالإضافة إلى ارتفاع سعرها.



بعد ذلك بسنوات تحسنت حالة الشبكات وكثُر المحتوى المعلوماتى المتاح على تلك الشبكة بلغات متعددة كما قل الجهل باستخدام الحواسب الآلية وانكسر حاجز الرهبة والخوف من محاولة اكتشافها هذا بالإضافة إلى دخول التليفون المحمول وتدرج أجيال منظومات الاتصال و سرعاتها وصولًا إلى الجيلين الرابع والخامس.

ومع انتشار شبكات التواصل الاجتماعى أيضًا والتى ساعدت فى تواصل البشر فيما بينهم بصورة غير مسبوقة وبسرعة هائلة إلا أن لتلك الشبكات العديد من الجوانب السلبية التى بدأت بأنها مجرد مضيعة للوقت ووسيلة أدت إلى المزيد من العزلة وتشقق جدران العلاقات الإنسانية وهى آخر ما كان و مازال من الممكن علاجها بصورة أو بأخرى أما الأمر الأكثر خطورة والذى يجب أن نهتم بالتصدى له ما هو مرتبط بالأفكار والمعتقدات الجديدة التى يتم صبها فى عقول المستخدمين بديلًا عن المعتقدات السليمة الراسخة التى تربى عليها أى جيل محظوظ قبل حضور تلك الشبكات إلى المشهد.

الإشكالية فى تلك المعتقدات الجديدة أخطر كثيرًا من مجرد صحتها أو خطأها بل إن الأمر يتعدى ذلك إلى تغيير قدرات الإنسان على التفكير العقلانى والقدرة على الاحتفاظ بإرادة حرة أو عزيمة ثابتة والأمثلة على ذلك كثيرة وكلها مخجلة بالرغم من أن البعض ينظر إلى الأمر بنوع من المزاح والسخرية إلا أن تلك الفكاهات تؤثر تأثيرًا سلبيًا على العقول والمفاجأة أن البعض يعتبرها حقائق وليست دعابات مثال على ذلك المنشور الذى انتشر منذ عدة أيام عن أن طقم الملاعق القديم يساوى حاليًا ١٥٠ ألف جنيه أو أن المليم الأحمر الصادر عام ١٩٣٨ فى عهد الملك فاروق يساوى ٢٠ دولارًا وغيرها الكثير.

الأزمة تكمن فى الاستمرار فى التصفح المحموم بلا أى هدف إلا البحث عن كل غريب ومخجل وهو نمط يحتاج إلى آلاف من صفارات الإنذار وعلامات التحذير.