الإثنين 29 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
ساعتان بلا واتس

ساعتان بلا واتس

انقطعت خدمات تطبيق التواصل الاجتماعى الشهير «الواتساب» لمدة ساعتين من الساعة التاسعة وحتى الساعة الحادية عشرة بتوقيت القاهرة، وذلك يوم الثلاثاء الموافق 25 أكتوبر، بدأ الانقطاع بصورة جزئية تعرض له بعض المستخدمين، وشعروا به وهو ما تم الابلاغ به فى عدة مناطق من المملكة المتحدة والهند وغيرهما من بلدان العالم.



خلال تلك الفترة، بدأ المستخدمون فى الدوران فى نفس الحلقة والمرور بنفس السيناريو الذى تعرضوا له فى الرابع من أكتوبر من العام الماضى، حيث بدأ الشك فى جهاز الهاتف وباقة الإنترنت، قبل أن تبدأ الاتصالات التليفونية ثم البحث عن أخبار متعلقة بالامر فى المواقع الالكترونية للصحف ووكالات الانباء العالمية، قبل أن يتطوع بعض مستخدمى تطبيق الفيسبوك بالإشارة إلى هذا الأمر عبر صفحاتهم.

لم يكن أحد يعلم إلى متى سيستمر هذا الانقطاع وعليه، فقد بدأ بعض المستخدمين بالتواصل من خلال تطبيقات أخرى مثل التليجرام وسيجنال، قبل أن تبدأ التصريحات الصحفية من القائمين على هذا التطبيق فى شركة ميتا، والذى جاءت كالمتوقع، تتحدث عن أن الشركة تعلم بالعطل وأنها تعمل على حله فى أسرع وقت ممكن، وتقدم اعتذارها للمستخدمين وهو ما تم تأكيده فى تصريح آخر، أشاراوا فيه إلى أن العطل جاء نتيجة بعض التعديلات فى الاعدادات الخاصة بالتطبيق Configuration  مع تكرار الاعتذار الذى لم يهتم به كثير من المستخدمين الذين غلبت سعادتهم بعودة التطبيق أى أسى أو توتر شعروا به خلال هاتين الساعتين.

الإشكالية الرئيسية هى أنه ومع وجود عدد من التطبيقات الخاصة بالتراسل والتواصل الاجتماعى، إلا أن نسبة ليست بصغيرة من المستخدمين لا تزال تعتمد على تطبيق واحد فقط بصورة كلية، هذا بالإضافة أيضا إلى الاشكالية الاخرى المرتبطة بدرجة الاعتمادية على هذا التطبيق وعلى غيره من التطبيقات وذلك بصورة أراها وصلت إلى مرحلة خطيرة من الادمان والاعتمادية لم يلتفت إليها المستخدمون فى أى مكان حول العالم، وذلك بالدرجة التى يمكن مقارنتها بخطورة هذا الإدمان وتبعاته.

الإشكالية الأخرى والمرتبطة بدرجة الشفافية التى تنتهجها الشركة فى التواصل مع المستخدمين، فالبيانات الصحفية لها لم توضح توقيتات بداية الانقطاع وتوقيت العودة ولا الدول أو الأماكن أو مستخدمى أى شركات اتصالات هم الذين تعرضوا لذلك ولا عدد دقيق لهم وهو ما جعل البعض يؤكد- بلا دليل- أن الانقطاع قد طال كل المستخدمين البالغ عددهم  2مليار مستخدم، فيما يؤكد آخرون- بدون دليل أيضا- أن الانقطاع كان جزئيًا لبضع آلاف من المستخدمين فقط، وهى إشكاليات أراها أخطر من أى تبعات مالية أو خسائر اقتصادية حدثت للمستخدمين أو أى تأثير متوقع على أسهم الشركة التى لم تتأثر حتى كتابة هذه السطور.