الإثنين 29 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
بكائيات ضاحكة

بكائيات ضاحكة

استيقظ مستخدمو تطبيق الفيسبوك منذ عدة أيام على كارثة محققة تهدد الأمن والسلام الدوليين وربما ستدعو مسئولى الامم المتحدة إلى الإعراب عن القلق، الموضوع ببساطة هو انخفاض عدد المتابعين Followers إلى رقم موحد تقريبا - فى حدود التسعة آلاف - والعجيب أن الأمر ذاته حدث مع مارك زوكربيرج صاحب ومؤسس الشركة والذى يبلغ عدد متابعيه حوالى 119 مليون متابع.



بدأ المستخدمون فى البحث فى كل الحسابات الشهيرة التى يعرفونها وذلك لبيان عدد المتابعين وهو ما أظهر أن لا أحد قد استطاع تخطى هذا الرقم وهو ما دفع المستخدمين إلى البدء فى التساؤل من خلال منشورات متعددة عن السبب فى ذلك، هل هو عطل أصاب التطبيق ام أن التطبيق قد اتخذ قرارا بخفض العدد إلى ما دون العشرة آلاف وهل هذا القرار نهائى ويسرى على الجميع وما هو مصير الآلاف المؤلفة التى كانت موجودة فى الماضى، هل ضاعت إلى الأبد فى هذا الفضاء الرقمى الفسيح والمخيف أم سيستغل مارك هذا التعلق ويقوم بالإعلان عن خدمة جديدة لاستعادة المفقودين وتكون مدفوعة الثمن.

ما هى الا لحظات حتى خرج مستخدمون آخرون بمنشورات تشير إلى أن الأعداد لا تزال كما هى وأن البيان المكتوب لا يعبر عن الواقع، يكفى أن يدخل المستخدم الى قائمة المتابعين حتى يجد الرقم القديم موجودا وهو ما أثلج صدور الملايين ولكن مع استمرار السؤال عن لماذا حدث هذا ومتى سينتهى؟

ما هى إلا سويعات حتى عاد الرقم القديم الاصلى إلى الظهور  وقبل ذلك بقليل أصدر المتحدث الرسمى باسم الشركة بيانا مكررا يتحدث فيه عن تعرض بعض المستخدمين لتلك المشكلة وأنهم يعملون على حلها كما أنهم يعتذرون بسبب هذا العطل.

بالفعل عادت الأمور إلى سابق حالتها بعد أن أصيب البعض بانهيار ربما لن يصابوا به فى حالة فقدان عزيز، والحقيقة أن هذا الأمر على تفاهته إلا أنه كما يوضح كم الارتباط بكل تفصيلة من تفصيلات هذا التطبيق لأغراض تسويقية أو لأغراض فخر زائف إلا أن تكرار الأعطال وأشهرها عطل الانقطاع الدائم لمدة ست ساعات العام الماضى، فإن كل تلك الأحداث تؤكد بما لا يدع مجالا للشك إلى أن البشرية التى كانت تعتمد الماء والهواء كوسائل للحياة، أصبحت على استعداد لاستبدال الهواء بتطبيق مستقر من تطبيقات التواصل الاجتماعى ولا حول ولا قوة إلا بالله.