الإثنين 29 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
 100 سنة توت

100 سنة توت

فى الرابع من نوفمبر الجارى سيكون قد مر مائة عام بالتمام والكمال على الإعلان عن  البدء فى اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون فى وادى الملوك بالأقصر، وهو المكان المخصص لدفن الملوك وبعض أفراد العائلات الحاكمة فى الأسرة الحديثة وذلك بواسطة عالم الآثار الإنجليزى هيوارد كارتر وفريقه البحثى وهو اكتشاف اثرى كبير، ربما الأكبر على الإطلاق، فالمقبرة مكتملة لم تطلها يد اللصوص حتى لحظة الدخول فى هذا العام إلا مرة واحدة بعد الدفن بفترة وجيزة حتى أمر بإغلاقها الملك حور محب الذى تولى الحكم بعد الملك «اى» وزير الملك توت، والمقبرة مكونة من أربع غرف تمتلئ بآلاف التحف الأثربة أشهرها على الإطلاق القناع الذهبى الذى يزن نحو عشرة كيلوجرامات من الذهب الخالص والذى تم الإعلان عن اكتشافه فى أكتوبر عام 1925.



أما عن الملك توت عنخ آمون ذاته والذى يعتقد أنه مات مقتولًا لوجود آثار كسور فى منطقة الفخذ والجمجمة فهو ينتمى إلى الأسرة الثامنة عشرة، وحكم لمدة تسع سنوات حتى توفى فى سن الثامنة عشرة والاعتقاد بوفاته مقتولًا ربما سببه زواج وزيره من أرملته وتنصيب نفسه فرعونا بعد ذلك، ولا تأتى شهرة وأهمية الملك توت من أى إنجاز خاص قام به خلال فترة حكمه بل تنصب تلك الشهرة على أنه ربما الملك الوحيد الذى وجدت مقبرته كاملة بدون تلف أو تخريب أو سرقة وليس أدل على ذلك من وجود أكاليل الورود بداخل المقبرة وهى التى لم يستطع كارتر الحفاظ عليها حيث إنها تفتتت تمامًا فور لمسه لها. وبحسب الترميز العلمى فإن تلك المقبرة يطلق عليها تعبير «مقبرة 62» أو KV 62 وهى التى كانت مخصصة أصلًا لأحد أعضاء العائلة الملكية وأضيف إليها على عجل حجرتان آخريان-ربما لموت الملك الشاب على شكل مفاجئ-والدليل على محاولة السرقة الوحيدة بعد الوفاة مباشرة يمكن ملاحظته من بعثرة محتوياتها وعدم وجودها بالترتيب الأصلى بالإضافة إلى فقدان مكونات محدودة جدًا تمكن كارتر من رصدها من خلال مقارنة قوائم الموجودات التى عثر عليها بالمقبرة بعد مطابقتها بالمكونات الموجودة بالفعل.

يتبقى أن نشير إلى أن قائمة المكونات تحتوى بالإضافة إلى القناع على ملابس الملك توت عنخ آمون وعدد كبير من المشغولات الذهبية والجعران وأوعية ومواد للزينة والبخور وقطع أثاث وكراسى ومصابيح زيت ومخازن للطعام وعدد من العجلات الحربية والعربات التى تجرها الخيول.

أما عن رحلات القناع وبعض المقتنيات فيما يعرف بالمعرض المتنقل والتى بدأت منذ اوائل ستينيات القرن الماضى فلقد زارت عددا كبيرا من الدول ومن المدن داخل الدولة الواحدة منها الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمملكة المتحدة واليابان والاتحاد السوفيتى وفرنسا وسويسرا والمانيا والنمسا وأستراليا فى أكثر من خمسين معرضا بخلاف معارض عديدة لقطع مقلدة هذا بالإضافة إلى استخدام شكل القناع فى العديد من الأزياء واللوحات الفنية والأفلام السينمائية والالعاب الإلكترونية وشعارات المؤتمرات والدورات الرياضية المختلفة حتى بات رمزا للحضارة المصرية أو رمزا يدل على مصر مثلما  هوالحال من اقتران القناع بلاعب كرة القدم العالمى محمد صلاح وآخرين.