وكر الملذات

بالطبع لا أقصد الفيلم القديم الذى يحمل نفس الاسم والذى تم إنتاجه عام 1957 بطولة الفنانين الراحلين صباح وشكرى سرحان  وحسين رياض ومن إخراج الراحل الكبير حسين الإمام والذى تدور أحداثه حول فتاة تلجأ لإحدى سيدات المجتمع بعد تعرضها لمحاولة اغتصاب تقوم على إثرها بقتل الرجل الذى حاول القيام بهذا الفعل وعند لجوئها لتلك السيدة تجد لديها الحماية والرعاية، ثم تكتشف أن تلك السيدة تدير منزلها للأعمال المنافية للآداب والقانون مثل الدعارة والقمار وتدور باقى أحداث الفيلم حول قصة حب تنشأ بين تلك الفتاة وبين شاب يتبين فيما بعد أنه ابن سيدة المجتمع تلك ومع تطور الأحداث وتحول قصة الحب إلى رغبة فى الزواج تعترض الأم اعتراضًا كبيرًا، ثم ما يلبث الابن أن يكتشف حقيقة أمه وينتهى الفيلم نهاية مأساوية بموت الأم فى حريق.

تذكرت اسم الفيلم وكيف أنه استعمل كعنصر جذب بالرغم من أنه مقتبس من فيلم أمريكى بعنوان «مكان تحت الشمس» وقارنت هذا الاسم الجاذب بمسمى تطبيقات التواصل الاجتماعى والتى تم التصريح بأن الهدف الرئيسى لها هو التواصل بين البشر خاصة الأهل والأصدقاء وهى غاية سامية لا أعتقد أن شبكات التواصل الاجتماعى قد اكتفت بها حاليًا فالعديد من الأنشطة الأخرى والتى يقع بعضها ضمن تصنيف «الملذات» موجودة ومتاحة على تلك التطبيقات فمن السهل أن تكتشف العديد من أسباب الانحراف والتفكك الأسرى الناجمة عن الاستخدام غير السليم لها والذى دفع الكثيرين إلى اليقين بأن شبكات التواصل الاجتماعى من أحد العوامل والأسباب الرئيسية فى الخيانة والانفصال كما أنها تحتوى على العديد من الألعاب الإلكترونية المدمجة والتى تساهم فى ضياع الوقت وصرف الانتباه عن كل ما هو مفيد بالإضافة إلى أن بعضها يسمح بممارسة القمار وإذا نظرنا إلى شبكة الإنترنت بصفة عامة نجد أن المخدرات قد اتخذت شكلًا جديدًا يعرف بالمخدرات الرقمية وهى عبارة عن مقاطع صوتية ونغمات تسبب نشاطً غير طبيعى فى المخ يعطى إحساسًا بالنشوة واللذة المجانية لا تلبث بأن تصبح مدفوعة الثمن فى مراحل متقدمة من هذا الإدمان.

من الموبقات الموجودة أيضًا ما نراه من تريندات تافهة وأخبار كاذبة ومغلوطة ومحاولات حثيثة لإضعاف إرادة الإنسان وعزيمته على التغيير أو العمل البناء بالإضافة إلى ما تقوم به من تغييب للوعى وتشويهه وتغيير القناعات والاأيديولوجيات المستقرة وصولًا إلى تغيير المعتقدات الدينية ثم الإلحاد التام وهنا لا أستطيع كلما استمعت إلى عبارة «وكر الملذات» إلا أن أتذكر هذا العمل السينمائى وكل عمل درامى آخر يجمل الخطأ والحرام ويغطيه بطبقة من العسل لا تستمر طويلًا بل تنتهى الأمور فى غالبها إلى نهايات مأساوية مثلما حدث لأبطال الفيلم.