الإثنين 29 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
 الذكاء الاصطناعى الموجه

الذكاء الاصطناعى الموجه

مع انتشار تطبيقات الذكاء الاصطناعى وصعود قضايا مرتبطة باستبدال العقل البشرى بالآلة فى العديد من الوظائف والمهام وما قد ينجم عنه من قلة الاحتياج إلى تخصصات بعينها، فإن استخدام تلك التقنيات يحتاج إلى قواعد تنظيمية وأسس أخلاقية، تأتى تلك القواعد فى شكل ثلاث قواعد أساسية، القاعدة الأولى ألا تتسبب تلك الأنظمة والروبوتات فى إحداث أى ضرر للإنسان أو تسمح به، القاعدة الثانية أن تطيع الإنسان-المشغل-ما لم يتعارض ذلك مع القاعدة الأولى، أما القاعدة الثالثة أن تحمى الروبوتات نفسها من التدمير ولكن فى ظل القاعدة الأولى والثانية أيضا.



أما عن الأسس الأخلاقية المفترض الالتزام بها فتشمل التأمين والأمان والشفافية وتحمل المسئولية والالتزام بالخصوصية وتحقيق الفائدة والرخاء وهى نفسها القواعد الأخلاقية التى من المفروض أن يتحلى بها الإنسان الطبيعى، ولكن على ما يبدو أن كل تلك القواعد والأسس لن تحمى تلك الأنظمة من الانحياز ومن أن تكون موجهة لصالح أو ضد فئة أو أطراف أخرى.

من أبسط الأمثلة على ذلك والتى وإن بدت بسيطة إلا أنها تنبئ بالكثير ما يمكن أن تختبره بنفسك عزيزى القارئ، فبعض تطبيقات الذكاء الاصطناعى والتى تقوم بتحويل الجمل المكتوبة إلى صور ورسومات ترفض أن تحتوى تلك الجمل على بعض الكلمات مثل اسم «هتلر» الزعيم النازى المعروف وهو استكمال لنفس النهج الموجود على شبكة الإنترنت عموما حين استخدام أى من محركات البحث واستخدام هذا الاسم.

وبغض النظر عن توجهات القائمين على تلك الأنظمة فإن محاولة منعها من التفكير بحرية واستخراج نتائج تخص أشخاصا بعينهم أو موضوعات محددة لا يتسق مع المبادئ السابق الإشارة إليها، أى إن تغذية تلك الأنظمة بالبيانات والمعلومات لن يكون محايدا أو شاملا وهو أمر مشابه لأن يكون لديك طفل ذكي ولكنك فى نفس الوقت تستطيع ان تمنع عنه بعض المعلومات أو تعطية فكرة مسبقة عن بعض الأمور وهى قضية فى منتهى الخطورة خاصة مع زيادة استخدام تلك الأنظمة والاعتماد عليها وهو ما قد يؤدى إلى تشكيل وعى مستقبلى غير حقيقى أو موجه أو منحاز وهو ما سيجعل إشكالية الانحياز تنتقل من البشر إلى الآلة أيضا.