الإثنين 4 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
 شاهد على الانتصار (2)

شاهد على الانتصار (2)

لن أنسى بعد ظهر العاشر من رمضان عام 1973عندما خرجت أسراب نسورنا البواسل ساعة الصفر لضرب مواقع العدو فى أرض سيناء حيث صدرت لهم الأوامر قبلها بساعات قليلة حفاظا على السرية التامة، والتى أحرزت المفأجاة للعدو وكانت مفتاح النصر لنصر أكتوبر المجيد، وتسابق نسورنا البواسل للقيام بهذه الطلعات الهجمومية وسقط لنا شهداء منهم شقيق الرئيس الراحل أنور السادات. 



وقامت قواتنا البرية المتمركزة على الضفة الغربية بقصف مواقع العدو بالمدفعية الثقيلة محققة خسائر فادحة لهم وعبرت مئات القوارب محملة بجنودنا البواسل للوصول إلى الضفة الشرقية بعد احباط تجيهزات العدو التى اعدها لمنع العبور مثل أنابيب النابالم التى اعدها لتشعل القناة وتحويلها إلى جهنم كما قال العدو وذلك بواسطة قواتنا الخاصة من الضفادع البشرية، ثم قام جنودنا البواسل بشق الممرات بالساتر الترابى الذى كان يبلغ ارتفاعه عشرين مترا، وذلك لعبور القوات البرية واقيمت المعابر لعبور المدرعات إلى أرض سيناء الغاليه، ثم تم اقتحام النقط القوية فى خط بارليف وسقوطه فى 6 ساعات والذى قيل عنه ان هذا الخط هو أقوى خط حصين فى تاريخ العسكرية الحديثة والذى يحتاج إلى قنبلة ذرية لتحطيمه. 

وانطلقت بعدها قواتنا البرية لتحطيم خطوط دفاعات العدو فى أرض سيناء حيث شاهدنا للمرة الأولى سقوط عدد كبير من أسرى العدو وكان أشهرهم قائد لواء المدرعات العقيد/ عساف ياجورى وقامت قوات الدفاع الجوى بواسطة حائط الصواريخ المنيع  بإسقاط عدد كبير من طائرات العدو التى كانت تغير على قواتنا فى ضفتى القناة، وقامت قواتنا البحرية بإغلاق مضيق باب المندب أمام البحرية الإسرائيلية، وتأمين قواتنا البرية المهاجمة فى سيناء فكانت خطة متكاملة شارك فيها جميع أفراد وأسلحة قواتنا المسلحة سابقتها خطة خداع غير مسبوقة خدعت كلاً من المخابرات الإسرائيلية والأمريكية ولم يتحققوا من بداية ساعة الصفر والتى كانت فى الساعة الثانية بعض الظهر والذى يعتبر غير مسبوق فى الحروب الحديثة حيث يبدأ الهجوم دائما مع أول ضوء ففوجئ العدو بالهجوم الكبير فتحقق النصر التاريخى العظيم فى ست ساعات.

لن انسى عندما ألقى السيد الرئيس الراحل محمد أنور السادات خطابه التاريخى وهو يرتدى بدلته العسكرية وملامح النصر تبدو على وجهة وأمامه أعضاء مجلس الشعب وقادة النصر وإصراره على هزيمه العدو واستعادة أرض سيناء الكامل.

لن انسى كيف عبر أفراد الشعب المصرى عن فرحتهم بالنصر الكبير ولقد حدث لى أثناء نزولى إلى القاهرة فى أول إجازة بعد النصر الكبير، إن رفض سائق التاكسى الذى أوصلنى إلى المنزل أن يأخد الأجرة عندما علم بأننى قادم من أرض المعركة هذه اللمسة التى تعبر عن أصالة هذا الشعب العظيم وتكاتف مواطنيه عند الشدائد.

 هذه بعض الذكريات عن حرب أكتوبر المجيدة التى ايقنت بعضها أن شعب مصر فى رباط إلى يوم الدين ففى خلال ست سنوات من الهزيمة ومن الجهد الشاق والعرق وتكاتف جميع طوائف الشعب من مدنيين وعسكرين، مسلمين، مسيحين هدفهم تحقيق النصر واستعادة الأرض المقدسة هذة هى مصر أم الدنيا التى قامت بها أول حضارة وأول حكومة ترعى مصالح الشعب فى تاريخ البشرية عام  قبل الميلاد 3100.