الإنترنت واهتمامات الشعوب

من التقارير المتاحة على شبكة الإنترنت بصورة دورية تلك المرتبطة بالمواقع الالكترونية الأكثر زيارة من دولة ما، وأقول تقارير لأن هذه الإحصائيات منتشرة من مصادر متعددة، بالطبع يحدث نوع من التقارب بين تلك التقارير فطريقة الرصد متقاربة وهى تختلف نوعا ما عن التقارير الصادرة من محركات البحث ذاتها - على رأسها محرك البحث جوجل - فالتقارير الأولى تعتبر جوجل أحد المواقع التى تتم زيارتها بينما لا تعتبر التقارير الأخرى أن محركات البحث هى مواقع بالمعنى المتعارف عليه بل تعتبر مدخلا أو وسيلة للوصول إلى المواقع الأخرى.

أحد تلك التقارير أوضح أن أكثر ثلاثة مواقع يزورها المصريون هو موقع محرك البحث جوجل يليها الفيسبوك يليها اليوتيوب، ثم  الموقع الإلكترونى لإحدى الصحف الخاصة ثم تتوالى قائمة المواقع بعد ذلك وصولا لظهور أول موقع حكومى - بوابة مصر الرقمية - فى المركز الـ 45.

يتم أيضا فى تقارير أخرى مقارنة الدول بعضها ببعض من حيث عدد الزوار لنوع معين من تصنيفات المواقع الالكترونية مثل مواقع الالعاب والمواقع الاخبارية وحتى المواقع الاباحية، وبغض النظر عن التصنيفات داخل الدولة الواحدة أو التصنيفات العرضية فإن ما أود الإشارة إليه فى هذا المقال هو أن هذا النوع من التقارير بالرغم من طرافتها فى بعض الأحيان أو اصابتها للمتلقى بنوع من الصدمة أحيانا إلا أن تحليل تلك التقارير أراه فى غاية الاهمية كونه كاشفا للمستور ومغايرا أحيانا للصورة الذهنية التى نتوقع أن تكون الامور عليها بالفعل.

يتم ذلك إذا نحينا محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعى جانبا ففى كل التقارير نراها تحتل المراكز الاولى أما ما يلى ذلك من مواقع فإنه يخبر الكثير عن اهتمامات غالبية المستخدمين فى تلك الدولة وهنا أقول غالبية المستخدمين لانه ببساطة لا نتتوقع أن نجد المواقع الاكاديمية أو العلمية فى تلك القائمة ببساطة لأن أعداد المهتمين بها لا يمكن مقارنته بباقى أعداد مستخدمى الإنترنت بصورة عامة لذا لا يجب أن نصاب بنوع من الاحباط أو الصدمة أو اليأس نتيجة غيابها عن القائمة الموجودة، ولكن ما يدعو إلى القلق وضرورة الانتباه عندما تتصدر المواقع الاباحية أو مواقع الالعاب والتسلية فى تلك القوائم مقارنة بالمواقع الدينية أو الاخبارية فتحليل محتوى تلك التقارير يمكن أن ينبئ الكثير عن اهتمامات الشعوب وهى معلومات مفيدة لمن يحاول الاصلاح والتوجيه وبناء الوعى كما أنها مفيدة للمتربصين ولمن يحاول نشر التفاهة والفساد.