السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
آه يا ليل

آه يا ليل

الزمان: السنة الدراسية الأولى والثانية بالجامعة بين عامى 2001 و2002، والمكان: المدرج الكبير بكلية الإعلام جامعة القاهرة حيث كانت تقام حفلات كلية الإعلام وما أدراك ما حفلات الكلية  فى هذا الوقت والتى كانت بمثابة عالم جديد ومختلف لجيل «دحيح» كما كان يطلق عليه، قادم من الثانوية العامة، لم يعرف سوى المذاكرة ليل ونهار، للحصول على مجموع كبير يمكنه من الالتحاق بالكلية، التى كانت حينها حلم كثيرون مثلى فى مختلف محافظات الجمهورية، جيل خام بريء لم يعتد على الحفلات ولا على الهتاف أو التصفيق أو حتى الصفير على أنغام الأغانى الشبابية التى كنا نتمايل مع كلماتها ذهاباً وإياباً.



 أتذكر وقتها  أن أغنية النجمة شيرين «آه يا ليل» كانت مكتسحة، أسمعها فى كل مكان خاصة فى حفلات كلية الإعلام، وكانت ملمسة معى للغاية، وتمس شىء بداخلي، أسرح بين كلماتها، وأذوب على أنغام موسيقاها، كنت بالفعل أعشقها عشقاً، ربما لأنى كنت وقتها أزعم إنى أعيش قصة حب «مستحيلة» وكنت أريد وأتمنى وأحلم بأن أكون مثل الشخصية التى جسدتها شيرين فى هذه الأغنية تحديداً، كنت أكره ضعفى وقتها، وأبغض استكانتى، أريد أن أقول بعلو صوتى لمن أحبه ولكنه هجرنى «إيه يعنى غرامك ودعنى إيه يعنى ..إيه يعنى فارقنى ولا رجعلى ..ليه فاكر إن الدنيا فى بُعدك.. مافيهاش ولا قبلك ولا بعدك.. ده أنا بيك من غيرك مش فارقة.. قدامك أهو لسا بغنى»، وكنت أحسد شيرين على قوتها وأريد أن أصبح مثل قوتها، على الأقل فى مثل هذا الوقت.

مرت الأيام وكبرت ودارت بى الأيام ولفت، عشت قصصاً من الحب، بعضها فشل وبعضها انتهى قبل حتى أن يبدأ، وفى كل مرة كنت أستمد قوتى من كل تجربة أمر بها، وازداد صلابة مع كل شخص يخذلني، حتى وصلت بمفردى وبإرادتى إلى مرحلة حقيقية وصادقة من الشخصية التى تعبر عنها كلمات أغنية شيرين «آه يا ليل«، وتزامن ذلك مع انهيار شيرين نفسياً وتدهورها صحياً وهشاشتها عاطفياً، لأعلم أن القوة الداخلية لا نستمدها من كلمات أغنية ولكنها تكون خلاصة مواقف وتجارب وخبرات ومحن تعلم علينا وتعلمنا، تأخذ منا أشياء وتغير بداخلنا أحاسيس ومشاعر، وتعطينا إرادة وصلابة وقوة وتحد يعتقدها البعض لا مبالاة ولكنها مناهج تعلمها لنا مدرسة الحياة.. أتمنى أن تعود شيرين لفنها وجمهورها وتصبح بقوة اغنيتها أه يا ليل.

ويوافق اليوم عيد الحب المصرى الذى نحتفل به فى 4 نوفمبر من كل عام، وتشير العديد من المصادر إلى أن اختيار المصريين لتاريخ الرابع من نوفمبر يرجع إلى الكاتب الراحل مصطفى أمين (1914- 1997) ويعود إلى مقال له نشر عام 1974 ويتناول قصة واقعية عاش أطوارها وذكرها فى عموده الشهير «فكرة»، حيث ذكر أنه صادف مشاهدة جنازة أثناء مروره بحى السيدة زينب فى هذا اليوم عام 1974، جنازة لا يشيعها سوى 3 رجال فقط، وعندما سأل عن سبب ندرة مشيعى هذه الجنازة، عرف أن المتوفى هو رجل عجوز بلغ السبعين من عمره لم يكن يحب أحدا أو يحبه أحد.

ومن هنا اقترح مصطفى أمين فى عمود «فكرة» بجريدة «الأخبار»، وأن يكون يوم 4 نوفمبر من كل عام عيداً للحب فى مصر، بحيث تكون مناسبة لإظهار مشاعر الحب للآخرين، والتخلص من الهموم والآلام، ويوما تعزز فيه مصر مشاعر الحب الإنسانى بين أفراد الأسرة الواحدة، وتجدد عهد الحب والولاء للوطن، عيداً لا ينتهى بتقديم الهدايا، ولكنه يعطى تفاؤل للإنسان وقوة وتحدى على مواجهة الحياة بكل صعوباتها.. دعونا نعيش فى حب وسلام.