الأحد 25 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البناءُ والهدمُ

البناءُ والهدمُ

على مدار عدة أيام أبحث فى قواميس اللغة ومفرداتها وأدخل على بعض المواقع الفقهية واللغوية لكى أستطيع أن أفرق بين هاتين الكلمتين.. «البناءُ والهدم» و«العمار والخراب». 



ولكن على طبيعة الأرض فى أى مكان بالعالم يستطيع كل إنسان عاقل بالغ رشيد أن يعرف حقيقة هاتين الكلمتين والفرق بينهما مثل مقارنة السماوات السبع والأراضين السبع..  كلمة العمار جاءت فى بعض آيات القرآن الكريم فى قوله تعالى  «هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا» ويقول تعالى «وَلا تُفْسِدُوا فِى الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا» ويقول تعالى «وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِى قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِى الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثمِ فحسبهُ جهنمُ ولبئس المهاد».

العمار والبناء أن تكون فى دولة قادرة على حماية أبنائها وحدودها من العدو المتربص على الحدود.. العمار أن يكون هناك أمن وأمان داخل المجتمع وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الحديث الشريف : قَالَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِى سِرْبِهِ مُعَافًى فِى جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا»؟ وهذا حديثٌ عظيمٌ كأنما من كانت عنده هذه الأمور الأربعة:

(آمِنًا فِى سِرْبِهِ) يعنى فى مسكنه ومنزله ومن حوله، الصفة الثانية: (مُعَافًى فِى جَسَدِهِ) من الآفات والأمراض المقلقة والمزعجة، هذا تمتَّ عليه النعمة؛ (آمِنًا فِى سِرْبِهِ) لا يخاف من الأعداء. «عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ»: عنده غداؤه أوعشاؤه»، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا». 

العمار والبناء.. أن ترى وطنك عظيمًا فى قلبك وأن يكون هذا الوطن مثل قرة العين، خاصة أن الرسول الكريم ضرب أروع مثل على محبة الوطن عندما أخرجه أهل مكة قهرًا وظلمًا وقف على شِعاب مكة وقال :والله يا مكة إنك أحب بلاد الله إلى الله وأحب بلاد الله إلى قلبى ولولا أن أهلك أخرجونى منك ما خرجت. إذًا محبة الوطن جزء أصيل من شُعب الإيمان. 

العمار والبناء.. أن يأتى إليك العالم ليحضر أكبر قمة عالمية للمناخ فى شرم الشيخ ويتعرف على هذا البلد العظيم.. أرضه وسماؤه وشواطئه الجميلة التى ليس لها مثيل فى العالم وآثاره التراثية والإنسانية الضاربة بجذورها فى عُمق التاريخ. 

العمار والبناء.. أن جاء رجل منا حمل المسئولية على كتفيه.. سلح الجيش وأنشأ المدن ومهد الطرق وأقام بنية أساسية للدولة من جديد. 

العمار والبناء.. أن نقف ضد الدعوات الهدامة التى تُصدر من الخارج لهدم هذا الوطن.. هذا جزء بسيط من مفهوم كلمة البناء والعمار.

   أما الخراب، فهو ما حدث فى أعقاب ثورة يناير من قتل وخطف للأبرياء وسرقة بالإكراه وانفلات أمنى لم تشهده مصر قبل ذلك. 

الخراب والهدم.. أن نهدم أنفسنا بأيدينا فاعتبروا يا أولى الأبصار. 

ولنا كلمة أخيرة.. هذا العصر وهذا التوقيت يحتاج إلى رجال أشداء مع الرئيس السيسى يكافحون الفساد بحق ويحاربون جشع التجار، وأضرب مثلا بسيطًا للغاية «أتابع يوميًا صفحة أحد المحافظين.. إنجازات أسبوعية ورصف طرق وحملات تموينية يومية» ومع كل هذا الشو الإعلامى يوميًا وأسبوعيًا، أنا فى قرية يباع فيها الأرز بما يقرب من 19 جنيهًا ويخزن التجار أمام عينى يوميًا أطنانًا من الأرز فى قرى مجاورة ولا توجد رقابة لا من المحافظة ولا من التموين رغم أن هذه السلعة محلية ولا نصدرها إلى الخارج قِس على ذلك الأمر العديد من السلع فى معظم المحافظات.. إذا ما تم ترك مثل هذه الأمور دون رقابة فهذا هو الخراب بعينه.. المواطن يكويه الغلاء فيسخط على الدولة والتاجر يزداد ثراءً وغنى فاحشًا وهذا ما يحدث للأسف داخل الشارع.

نحتاج إلى رقابة صارمة وإحكام سيطرة كاملة على الأسواق فى كل مكان حتى نقطع على الخونة تسخين المواطنين بحجة الغلاء.  أخيرًا الخراب والهدم يهدم البناء والعمار فى لحظات ويشرد الناس ويقتل كل ما هو جميل فى حياة الشعوب.  تحيا مصر.