الشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة

تم خلال الأسبوع الماضى افتتاح الشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة بحضور وتشريف السيد الرئيس وكبار رجال الدولة، الشبكة باختصار تقوم على تجميع جميع الجهات التى تتعامل مع المواطن فيما قد يحدث من مواقف طارئة وذلك فى مكان واحد, بالإضافة إلى الربط الذكى بين تلك الجهات وبين أذرعها التنفيذية على الأرض.

نتذكر جميعًا ما كنا نشاهده فى الأعمال الدرامية الأمريكية من قيام المواطنين بالاتصال برقم واحد مختصر-911- فى حالة حدوث أى طارئ مثل: الحريق أو حادث طريق أو للاتصال بالنجدة وخلافه، الأمر هنا مشابه لذلك تمامًا, حيث تم تخصيص رقم 112 للتواصل مع مركز الاتصال الموحد الذى سيتلقى البلاغ, ثم يقوم بتوجيهه إلى الجهة المعنية على الفور ويقوم بمتابعته أيضًا، الجهات المشاركة كثيرة ومتعددة منها: “هيئة الإسعاف والإدارة العامة للرعاية الصحية بوزارة الصحة وقطاعات البترول والكهرباء والمياه وأجهزة النجدة والمرور والحماية المدنية”، فلا حاجة بعد إتمام هذا المشروع والذى تم تنفيذ المرحلة الأولى منه فى مدن القناة ومحافظتى الأقصر وأسوان إلى أن يتذكر المواطن كل هذا الكم الحالى من أرقام تليفونات الطوارئ لكل خدمة على حدة.

الجديد فى المشروع هو استخدامه لعدد كبير من أدوات التحول الرقمى وتقنيات الذكاء الاصطناعى وإنترنت الأشياء, هذا بالإضافة إلى أن الشبكة مؤمنة تأمينًا عالى المستوى للحماية ضد الاختراقات، تقنيات الاتصال تشمل كاميرات المراقبة والمتابعة, بالإضافة إلى أجهزة نقل البيانات اللحظية, فعلى سبيل المثال فى حالة طلب سيارة إسعاف, فإن مكان المتصل يتم تحديده أوتوماتيكيًا, ثم يتم إرسال أقرب عربة إسعاف التى يستطيع القائمون عليها نقل بيانات القياسات الحيوية للمصاب إلى أقرب مستشفى يتم تحديده بناء على التخصصات المطلوبة والتجهيزات الموجودة به ومنها أسرة الرعاية الحرجة.

أمور مشابهة فى حالة حوادث الطرق وفى باقى أنواع الأعطال وحالات الحريق أو عند الحاجة للاتصال بالنجدة, وفى الحقيقة أن تلك الشبكة تعتبر هى الأكبر على مستوى إفريقيا والشرق الأوسط نظرًا لتغطيتها لمليون كيلو متر مربع هى مساحة الدولة المصرية, والأسلوب الذكى فى إدارة الحدث يوفر الكثير من الوقت والجهد والمال ويحقق درجات مرتفعة من الحفاظ على حياة المواطنين وتقليل الخسائر وتقليل زمن انقطاع الخدمات المختلفة, كما أن البيانات المستخرجة من تلك الشبكة سيتم تحليلها تحليلًا عميقًا للاستفادة منها فى تطوير عمل الشبكة من إضافة لعناصر الإنقاذ وإعادة توزيعها توزيعًا يضمن استمرار تحقيق الشبكة للمعدلات العالمية فى تقديم الخدمات.