الإثنين 29 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اللوديون الجدد

اللوديون الجدد

تعرف حركة اللوديون والتى بدأت فى المملكة المتحدة من خلال مجموعة من عمال الغزل والنسيج ضد استبدال العمال المهرة بالآلات الصناعية الحديثة من إحدي الحركات الشهيرة العنيفة أيضًا حيث قام هؤلاء العمال بتحطيم عدد من الماكينات الحديثة التى يقوم على تشغيلها عدد قليل من العمال ممن ليسوا على درجة عالية من المهارة نظرًا لأن هذا الاستبدال أدى إلى تسريح عدد كبير منهم و من ثم ارتفعت معدلات البطالة.



اللوديون الجدد فى عصرنا الحالى هم من ينظرون إلى الأمر ذاته ولكن فى سياق استبدال الإنسان بالآلات والأنظمة الفنية، وخاصة تلك التى تعمل من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعى والتى سيؤدى استخدامها إلى زيادة معدلات الاستغناء عن بعض الوظائف التقليدية تمامًا ومن ثم لن يجد هؤلاء العاملون أى فرصة للعمل فى العصر الحديث، والحقيقة أن هذا الأمر وما يحمله من مشاعر الخوف والقلق والتوتر والإحساس بالضياع لهو أمر مفهوم و طبيعى و لكن تلك الحركة و إن كانت قد تم السيطرة عليها وإصدار تشريعات بعقوبات توقع على من يقوم بتحطيم أى آلة صناعية قد تصل إلى الموت وبالفعل تحول العاملون إلى مجالات أخرى فإن أمرًا مشابهًا من المتوقع أن يحدث فى القضية الحالية مع توقع بنسبة أقل من المقاومة ببساطة لأن الآلات المشار إليها فى أول الثورة الصناعية لم تكن تستخدم إلا داخل المصانع أما التقنيات الحديثة المرتبطة بالذكاء الاصطناعى فإنها لا تمس قطاع الصناعة فقط بل كما نعلم جميعًا فإنها موجودة فى كل القطاعات ولدى الأشخاص العاديين، تحيط بهم فى المنازل والشوارع و أماكن العمل والدراسة وخلافه، كما أن الفرق بين المنتج البشرى والمنتج الصادر من تلك الأنظمة ليس فقط فرقًا فى توقيت الإنتاج فقط وليس فى الجودة فقط و لكن أيضًا فى نوعية المنتج وخصائصه المختلفة فلا يمكن لأى إنسان أن ينافس أنظمة الذكاء الاصطناعى فى التخزين والاسترجاع والتحليل و الربط بين العناصر المختلفة ولذلك فإن  المنافسة غير متكافئة وهو ما سيجعل الإنسان يتوجه إلى تطوير نفسه و تطوير مهاراته والانتقال إلى وظائف أخرى ومجالات أخرى مثل مجالات علوم تحليل البيانات والأمن السيبرانى وغيرهما، بالطبع الأمر سيستغرق بعض الوقت، ولكن على المؤسسات التعليمية تغيير البوصلة وتقليل أعداد الخريجين فى الوظائف التقليدية مقارنة بأعداد الخريجين فى تلك المجالات الحديثة وإلا فإن المستقبل قد يحمل الكثير من البطالة والخريجين الذين لا يحتاج إليهم أحد.