السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الوثنى الصالح

الوثنى الصالح

من يقرأ فى كتب التاريخ وربما حتى العصر الحديث قد يجد هذا اللقب مذكورًا، وهو لقب يخلعه رجال الدين على شخص لم يؤمن به ولكن أفعاله كانت صالحة وقدم للبشرية الكثير من الخدمات الجليلة.



ولم يقتصر الأمر على العصور القديمة فحسب، فالباحث عن هذا اللقب على شبكة الإنترنت يجد خبرًا منشورًا يتحدث عن أن  محكمة الصلح الإسرائيلية بمدينة القدس الغربية، قررت عدم فرض عقوبة على مواطن فلسطينى من الضفة الغربية كان يحاكم بتهمة دخول إسرائيل دون تصريح، وذلك بعد أن أثبت محامى الفلسطينى بأنه قام فيما مضى بحماية طبيب يهودى وابنه من موت محقق فى قريته التى دخلوها عن طريق الخطأ.

وهذا اللقب إن دل فإنما يدل على خصوصية الاعتقاد والعبادات فهى أمور شخصية تمامًا أو فلنقل قلبية تكون بين العبد وربه لا دخل لأى طرف ثالث بها ولا ينبغى أن يتظاهر بها الإنسان أو يستخدمها للإيحاء للآخرين بأى شىء.

هذا الأمر يتسق مع المقولة التى يعتقد البعض خطأ أنها حديث شريف والتى تقول: «الدين المعاملة» أى أن ما بيننا و بين الناس هى المعاملة و الأفعال و ليس الاعتقاد أو كم العبادات ولكن لدينا ارتباطًا شرطيًا قديمًا مفاده أن من يعتقد كما اعتقد ومن يكثر من العبادات فإنه بالضرورة وبالتبعية حسن الخلق وهو الاعتقاد الذى تم دحضه أو فلنقل نسفه فى مواقف عديدة مررنا بها خلال رحلة الحياة ليستمر التأكيد على أنها أمور خاصة وأن الأمر العام المرتبط بالأخلاق والعبادات هو الأمر الذى يهم، ولكن للأسف تلك المواقف المتتالية أدت إلى نتائج عكسية -خاطئة- تمامًا وهى النفور من أصحاب المعتقدات المخالفة أو ممن يكثر فى التعبد، والحقيقة أن الأمر الأصح هو أنه يجب أن نفكر فى الارتباط بين هذا و ذاك تمامًا بالرغم من صعوبة هذا الأمر، فنحن لسنا آلهة لنحكم على الآخرين بالصلاح من عدمه ولكن لدينا أمرًا واحدًا فقط هو المهم وأقصد هنا التعاملات والأفعال.

أتمنى أن نقيم الشخص بناء على أفعاله وليس معتقداته أو شكله أو ما يقوله من طيب الكلام بغض النظر عن الفعل المصاحب.