الإثنين 29 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
 مصر قرآن كريم

مصر قرآن كريم

فى فبراير ٢٠٢٠ قامت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بإطلاق قناة فضائية باسم «مصر قرآن كريم»، ويتضح من اسمها أنها تبث قراءات لكبار القراء المصريين من أمثال محمد رفعت ومصطفى إسماعيل وعبدالباسط عبدالصمد ومحمود خليل الحصرى ومحمد صديق المنشاوى ومحمود على البنا ومحمد محمود الطبلاوى وراغب مصطفى غلوش وغيرهم.



كلما مررت بتلك القناة أجدنى أتوقف لأستمع إلى تلك الأصوات الرائعة واقرأ الآيات المكتوبة بخط كبير وواضح، وأجدنى عاجزًا عن تغيير القناة إلا بعد الاستماع والامتلاء بكلام الله وبعذوبة الصوت وجمال أسلوب التلاوة، وهو ما يجعلنى أتذكر المقولة التى تشير إلى أن مصر هى عاصمة دولة التلاوة، كما أتذكر الكتاب العام لعمنا محمود السعدنى والذى كتبه عام ١٩٥٩ بعنوان «ألحان السماء» والذى يسرد فيه مجموعة من الحكايات والمواقف التى مر بها هؤلاء القراء العظام, كما يقدم تحليلًا رائعًا لأصواتهم ولأسلوب التلاوة.

الكتاب يحتوى على العديد من الأسماء حتى لقراء لا نعرفهم ولا أعتقد أنه توجد لهم تسجيلات وهو كتاب جدير بالاقتناء والقراءة، فهو يربط بين هؤلاء القراء وبين الأحداث المختلفة التى مرت بها مصر فى ذلك الزمن البعيد.

أتذكر أن أول عهدى بسماع القرآن الكريم كان من خلال الإذاعة التى تحمل نفس الاسم، اقترن هذا السماع بتوقيت التجهيز الصباحى للذهاب إلى المدرسة كما كانت جدتى رحمة الله عليها تستمع إلى تلك الإذاعة طوال الوقت، هذا بخلاف الاستماع إلى القرآن الكريم قبل صلاة الجمعة أو قبل الإفطار فى رمضان خاصة صوت الشيخ محمد رفعت، الاستماع الآخر كان ولا يزال فى سرادقات العزاء أو فى المنازل لتقديم واجب العزاء والمواساة، وهو ما أصابنى بارتباط شرطى سخيف مفاده أن القرآن يرتبط بالوفاة وهو الارتباط الذى انتهى بعد ذلك والحمد لله.

استمر الوضع كذلك حتى ثمانينيات القرن الماضى عندما انتشرت قراءات لعدد من قراء بعض الدول العربية، واعترف أننى لم أستطع أن أحب أسلوبهم ولا أصواتهم، ولكن لم أعرف لماذا كما لم أبحث بذلك الشعور، ولكننى كنت أعود إلى إذاعة القرآن الكريم لأستمع للأصوات التى أعرفها، هذه الموجة من الأصوات لا تزال مستمرة فما من متجر أو صالون لتصفيف الشعر إلا وتجد التلفاز يبث تلك الأصوات بالرغم من وجود قناة «مصر قرآن كريم» التى اعتقد أنها لم تحظ بالدعاية الكافية وهو ما أتمنى أن يحدث.

ملحوظة: الفقرة السابقة عن تفضيل قراء عاصمة دولة التلاوة هو رأى شخصى تمامًا لا يقلل من قدر أحد ولكن حرية التذوق والإعجاب لا تفسد للود قضية.