الإثنين 29 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
يوم من عمره (١)

يوم من عمره (١)

اليوم يمر أربعون يومًا بالتمام و الكمال على وعد موسى بتحدى فرعون،وهو أايضا يوم العيد، سمعت من البعض أن سجالًا ونقاشًا دار بينهما، فموسى يناطح ويزعم وجود رب غير الفرعون العظيم، لا أدرى ولا أتصور كيف يكون هذا، والغريب أن هذا الزعم يأتى من موسى الذى أكرمه الفرعون ورباه فى قصره منذ كان وليدًا لايقدر على شىء ولكن هكذا هى الدنيا،فليس كل إحسان يقابل بإحسان ،أنا تعرضت لذلك كثيرًا أيضًا.



أتذكر منذ ذلك الوعد وكيف بدأ رجال فرعون فى السير فى الطرقات لدعوة السحرة لهذا اليوم،تخيلت أن الدعوة قاصرة على المنطقة المجاورة لبيتى والتى تمتلئ بهؤلاء السحرة الذين كنا نرتعب من مجرد الاقتراب من منطقتهم ولكن اتضح أن الدعوة شملت مصر كلها،عرفت ذلك من القوافل القادمة من كل الربوع فى اتجاه الساحة الكبرى أمام القصر،يعسكرون منتظرين اليوم المشهود،تحدثت مع بعضهم فوجدتهم فى غاية الثقة من الانتصار، لا أستطيع أن أزعم أننى لا أخشاهم،لا أدرى لماذا أُصاب بحالة من التوتر والرعب وارتفاع فى درجة الحرارة كلما قاموا بعروضهم المخيفة،استمر على تلك الحالة لعدة أيام قبل أن أعود إلى حالتى الطبيعية.

اليوم استيقظت مع شروق الشمس،اعترف أننى لم استطع النوم طيلة الليلة الماضية على الإطلاق،كان ذهنى مشغولًا بما هو آت ، ماذا سيكون مصير موسى بعد أن يهزمه هؤلاء السحرة وماذا سيفعل به فرعون،اتجهت إلى الساحة الكبرى مثل عشرات الآلاف من المصريين،ما يزال الوقت مبكرًا،كل فترة يقوم الحرس بتنظيم الصفوف،صفوف المتفرجين وصفوف السحرة،قال لى أحدهم إن المنافسة ستبدأ قبل أن تنتصف الشمس فى كبد السماء.

مر الوقت بطيئًا ،تسليت بالحديث مع الجالسين حولى،ثم بدأت فى حصر أعداد السحرة ،فى كل مرة كنت أفشل فى ذلك،اكتشفت أن عددًا لا بأس به من الجماهير يحاول أيضا،قال أحدهم إن العدد فى حدود اثنى عشر ألفًا فيما أشار آخر إلى أن العدد فى حدود تسعة عشر ألفًا،البعض الآخر يؤكد أن العدد يزيد على سبعين ألفًا فيما أشار آخر إلى أن العدد يتجاوز المائة وعشرون ألفًا،لا يهم فساحر واحد قادر على إنهاء المهمة فى ثوانٍ.

الآن انتبه الحرس ودقت الطبول وزعق النفير ،يتقدم الفرعون العظيم حيث حيته الجماهير بحرارة ،أشار بيده إليهم فازدادت حرارة التحية،أومأ برأسه إلى حيث يوجد السحرة قبل أن يجلس فى انتظار النزال.

تقدم موسى وحيدًا بيده عصاه المعتادة إلى منتصف الساحة، تقدم إليه من الجانب المقابل زعيم السحرة بيئته المهيبة والمخيفة أيضا ، طلب من موسى أن يلقى عصاه، طلب منه موسى أن يكون هو والسخرية أول الملقين، ابتسم كبير السحرة فى سخرية وأشار إلى أتباعه فإذا كل منهم يلقى بعصاه ويلقى بثعبان مخيف،شهق الجمع من هول المنظر، آلاف من الثعابين تتحرك تحت ضوء الشمس الساخنة، ما هى إلا ثوانٍ حتى قام موسى بإلقاء عصاه الهزيلة والتى تحولت فى ثوانٍ إلى حية عملاقة أكلت كل ما كان على الأرض، ذُهل السحرة ومالبث أن أعلنوا إيمانهم برب موسى،انتفض الفرعون غضبًا، تهددهم بالقتل ثم أمر به،بدأ الحرس فى تنفيذ الأمر، تحولت الساحة إلى اللون الأحمر،لم أستطع تحمل المشهد،أسرعت إلى بيتى وأنا أفكر فى الأمر. من مذكرات المواطن المصرى «أوسركاف».