الثلاثاء 23 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
١٠٠ مليون شجرة

١٠٠ مليون شجرة

عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل).. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. 



من منطلق هذا الحديث الشريف  بدأت الدولة مشروعًا عظيمًا لو تم تنفيذه على أرض الواقع سنجنى أرباحًا عظيمة فى سنوات قليلة بإذن الله.. (مشروع زراعة ١٠٠ مليون شجرة) وهى مبادرة رئاسية نادى بها الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية منذ عدة سنوات واعتقد أن الوزير اللواء هشام أمنة وزير التنمية المحلية بدأ بالفعل خطوات تنفيذ المبادرة من خلال بعض المحافظات فى الوجهين القبلى والبحرى وبالأمس انطلقت بوادر طيبة لهذه الفكرة فى عدد من المدن الجديدة. 

اطلعت على فكرة هذا المشروع التى نادى بها البعض منذ عشرات السنين فى مصر من خلال أساتذة بالجامعات المصرية وبعض المحبين لهذا الوطن وهم كُثر فى كل زمان ومكان وتخيلت المظهر العام والشكل الجمالى لطريق مصر _إسكندرية الصحراوى مثلًا وقد تم تشجير الطريق على الجانبين وعلى امتداد ما يقرب من ٢٠٠ كيلو متر مربع ببعض أصناف من شجر البرتقال والليمون وأشجار الزيتون وكيف أن الدولة من الممكن أن تستفيد من محصول هذه الأشجار فى صورة عائد اقتصادى كبير وإلى جانب ذلك تسد فجوة غذائية فى بلدنا. 

الفكرة طموحة وعظيمة فى نفس الوقت وتحتاج إلى عزيمة القيادة السياسية للمتابعة والمحاسبة فى نفس الوقت. 

منذ عشرين عامًا انتشرت زراعة«أشجار الفيكس»الشهيرة وهى شجرة سيئة السمعة بكل المقاييس ولا أعرف السبب الرئيسى فى اختيار المصريين لزراعة هذه الشجرة الجامعة للحشرات والماصة للمياه الجوفية بشراسة عالية وخطيرة ولا تخرج لنا أو تُصدر طوال عمرها غير البعوض والحشرات وحتى إذا ما قطعت فإن أخشابها غير ذات نفع على الإطلاق وأنا انتهز هذه الفرصة لكى أطالب المسئولين بمنع زراعتها نهائيًا لخطورتها على المخزون الجوفى للمياه وتحديدًا فى محافظات الوجه البحرى. 

النخيل وأشجار الفاكهة ومبادرة ١٠٠ مليون شجرة تستحق أن تكون المبادرة الكبرى فى بداية العام الجديد وبإذن الله ستجنى مصر من وراء هذه الفكرة الخير الكثير للوطن وللشعب يكفيك وأنت تسير على الطرق الجديدة الممتدة بطول البلاد وعرضها أن تشم رائحة جميلة فى موسم البرتقال والبعض منا يستشعر هذه الرائحة القريبة من رائحة الياسمين على الطريق الإقليمى فى بداية الربيع وشهر مارس من كل عام. 

وقد رصد تقرير للأمم المتحدة أن الأشجار خاصة المثمرة فى المدن تساعد على التخفيف من بعض الآثار السلبية والتبعات الاجتماعية المترتبة على عملية التحضّر، وبالتالى تجعل المدن أكثر قدرة على التكيف مع هذه التغيرات. بالإضافة إلى أن الأشجار تسهم فى زيادة الأمن الغذائى المحلى. 

وتلعب الأشجار دورًا مهمًا فى زيادة التنوع البيولوجى وتمتص ما يصل إلى 150 كيلوجرامًا من ثانى أكسيد الكربون سنويًا. ويمكن للأشجار تحسين نوعية الهواء. والتخطيط الاستراتيجى لمواقع الأشجار فى المدن يمكن أن يساعد على تبريد الهواء بما بين 2 و8 درجات مئوية وعندما تكبر تلك  الأشجار تعتبر مرشحات ممتازة للملوثات الحضرية والجسيمات الدقيقة فهى تمتص الغازات الملوثة (مثل أول أكسيد الكربون، وأكاسيد النيتروجين، والأوزون، وأكاسيد الكبريت) وتصفية الجسيمات الدقيقة، مثل الغبار، والأوساخ، أو الدخان. 

زراعة أشجار الفاكهة ضمن تخطيط المدن يزيد قيمة العقارات بنسبة تصل إلى 20 فى المائة. 

الفكرة رائعة وتنفيذها يحتاج متابعة وعوائدها كلها خير للوطن وللمواطن..  تحيا مصر.