الأحد 25 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مواقع الألعاب المدمرة للشباب

مواقع الألعاب المدمرة للشباب

فى هذا العصر الذى أصبح فيه كثير من الأشياء مباحة بعد الانفتاح الرهيب من خلال الإنترنت ومواقع التواصل والسوشيال ميديا، نشاهد أشياء كثيرة لم نكن نتوقعها، ولم تكن تخطر على بال أحد.. من هذا المنطلق صدر بالأمس تقرير مطول من مرصد الأزهر الشريف لمكافحة التطرف يتحدث بصورة واضحة عن الوجه القبيح الذى ظهر خلال السنوات الخمس الأخيرة على مواقع التواصل فيما يتعلق ببعض الألعاب المدمرة لسلوك الأطفال والشباب.



هذا التقرير الصادر من مرصد الأزهر يدق ناقوس الخطر بضرورة المتابعة المستمرة من الآباء والأمهات فى المنازل لأبنائنا خاصة فى عُمر المراهقة وقبلها بقليل، لكى نعرف ما يشاهده الأطفال عبر مواقع التواصل والصفحات المشاركين فيها على الإنترنت.

الموضوع خطير للغاية من وجهة نظرى، فقد كنا فى السابق نخشى الدخول إلى المواقع الإباحية والجنسية، واليوم أصبحت بعض الألعاب الإلكترونية تمثل خطورة أعظم على أطفالنا فهى تؤدى إلى الشذوذ والإلحاد والاضطرابات النفسية الخطيرة.

تقرير مرصد الأزهر يدق ناقوس الخطر للحفاظ على أجيال المستقبل من الضياع، فهؤلاء الأطفال والشباب هم ذخيرة وعدة وعتاد الأوطان فى كل زمان ومكان.

 مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أكد فى تقريره بالأمس أن مواقع التواصل الاجتماعى تظهر لنا وجهها القبيح رغم المنافع التى قد تعود منها فى بعض الحالات، إلا أن التريندات التى رافقت نشأتها وتطورها تسببت فى صناعة جيل غير مدرك لعواقب الأمور، يتخذ من هذه التريندات وسيلة لتحدى الذات والآخرين دون وعى بمخاطرها.

  المرصد أكد أن لعبة «تشارلى» أو «الشياطين» عادت فى الظهور مجددًا، لتثير ردود فعل غاضبة حيالها، وانتقادات واسعة تحذر من خطورتها على الصحة النفسية للأطفال والمراهقين، باعتبارهم الفئة المستهدفة من هذه اللعبة، خاصة أنها تثير لديهم التخيلات السلبية والأفكار الوهمية وهو ما يجعلهم فى حالة شك ودفاع مستمر خوفًا من المجهول، وقد يصل الأمر إلى حد الانهيار العصبى والهلوسة وكلها أعراض تعبر عن اضطراب نفسى يصيب صغار السن ويهدد حيويتهم ومستقبلهم، خاصة أنهم فى طور النمو النفسى والجسدى.

فمن خلال قلم رصاص يوضع فوق آخر على شكل (X) يتم وضعهما فوق ورقة مقسمة إلى أربعة أجزاء يحمل كل جزء منها كلمة «No» و«Yes» يبدأ اللاعبون فى قراءة تعويذات يقال إنها تستحضر الأرواح الشريرة للإجابة عن التساؤلات التى تحمل الطابع الغيبى فى محاكاة بدائية للعبة «ويجا» التى انتشرت فى إحدى الفترات السابقة، ولا تقل خطورة. ويحرص لاعبو «تشارلى» على أدائها داخل المراحيض فى تصور منهم بأن الأمر يساعد فى عملية استحضار الأرواح. وقد أظهرت الفيديوهات المتداولة اللاعبين وهم يصرخون لأن القلم من المفترض أن يتحرك من تلقاء نفسه ويلمح إلى «نعم» أو «لا» بعد أن ينطقوا بعبارة تدعو الشيطان للإجابة عن السؤال المطروح.

ويعود الانتشار الواسع للعبة «تشارلى» أو «الشياطين» إلى عام 2015 عندما انتقلت إلى الدومينيكان، حيث بثت محطة إخبارية تليفزيونية تقريرًا محليًا أثار مشاعر متضاربة ما بين القلق والضحك حول لعبة «شيطانية» بدأت فى الظهور بالمدارس المحلية، وقد بدأ مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعى فى التغريد حول اللعبة ونشر فيديوهات توثق ممارسة المراهقين والأطفال لها ثم ما لبثت أن انتقلت إلى نيجيريا حيث تم استخدام ما يقرب من 200,000 شخص للهاشتاج الذى يحمل اسم لعبة «تشارلى» خلال ساعات معدودة من انتشاره عام 2015.

وفى العموم سجلت عمليات البحث عبر الإنترنت عن الهاشتاج الذى يحمل اسم اللعبة أكثر من 1,6 مليون مرة فى العالم فى الظهور الأول لها عام 2015، لتأخذ اللعبة منحى خطرًا عابرًا للحدود والعقول أيضًا لتبدأ فى الانتشار فى العديد من دول العالم عبر مواقع التواصل الاجتماعى.. انتهى تقرير مرصد الأزهر والواجب على كل الأسر المصرية أن تتابع أبناءها جيدًا وهم يطالعون منصات التواصل والمواقع المختلفة على السوشيال ميديا.. تحيا مصر.