
أ.د. رضا عوض
الجيش المصرى عبر العصور (10)
وفى عهد سيتى الأول فرعون مصرالثانى من الأسرة التاسعة عشر، ابن رمسيس الأول والملكة سات رع.. وحسب بعض المؤرخين فقد حكم الملك سيتى الأول الفترة من 1290 ق.م. حتى عام 1279 قبل الميلاد.
كان سيتى ضابطا فى جيش حور إم حب، وقد شغل فى عهد أبيه الملك رمسيس الأول عدة وظائف ولعل أهم هذه الوظائف وظيفة قائد للفرسان ثم رفع بعد ذلك إلى أعلى مناصب الدولة مثل الوزير وقائد الشرطة مما كان له أثر فى اكتسابه للخبرات وتأهيله لإدارة البلاد.
واهتم بتكوين جيش قوى وقام بتوطيد السلطة المصرية فى سوريا وفلسطين وقاوم الحيثيين الذين كانوا يحكمون منطقة آسيا الصغرى فى بلاد الأناضول (تركيا حاليًا) بنجاح ,فأعاد لمصر هيبتها وعظمتها فى الشرق الأدنى القديم وليبيا وبلاد النوبة ,بعد أن كانت قد أوشكت على الضياع فى نهايات الأسرة الثامنة عشرة خصوصًا بعد حكم الملك اخناتون وسجل ذلك ببهو الأعمدة المسقوف بالكرنك وبه صور على الحوائط الخارجية تبين انتصارات سيتى على البدو والليبيين والأموريين فى قادش والحيثيين. تولى الملك رمسيس الثانى السلطة فى مصر بعد وفاة ابيه الملك سيتى الأول وهو ثالث فراعنة الأسرة التاسعة عشرة ,حكم رمسيس الثانى مصر لمدة سبعة وستين سنة من 1279 ق.م. حتى1212. ورث رمسيس الثانى عن أبيه دولة قوية ذات ثراء عريض,وكان شغوفاً بتخليد ذكراه وتمجيد نفسه،ففى حوالى السنة الرابعة من عهده، ذهب بحملة إلى أطراف آسيا لتوطيد النفوذ المصرى والاطمئنان على الموانئ والمواصلات. عاد بعد ذلك خلال عامه الخامس فى الحكم إلى هناك معبئا جيوشه القوية للصدام بالحيثيين، وكان ذلك فى معركة قادش التاريخية الشهيرة.
كان رمسيس الثانى قائدا عسكريا متميزا فى فنون القتال والحروب، وقد كان ماهرا أيضا فى ركوب الخيل والقتال بالسيوف والمبارزة ورمى السهام وقاد عدة حملات عسكرية إلى بلاد الشام وأعاد السيطرة المصرية على كنعان وأدار معاركه مع الحيثيين من مدينة (بر رعميسيس) فى شرق الدلتا كما قاد كذلك حملات جنوبًا إلى النوبة حيث ذهب معه اثنان من أبنائه وسجل ذلك منقوشًا على جدران معبد بيت الوالى، وقد بلغ عدد أفراد الجيش المصرى فى عهد رمسيس الثانى حوالى 100,000 رجل؛ فكانت قوة هائلة استخدمها لتعزيز النفوذ المصرى.